منذ بدايات الحياة على كوكبنا (الأرض) كان الصراع على الثروات المتاحة لنا نحن البشر يزيد بالزيادة التى تطرأ على كثافة تواجدنا على سطح المعمورة ومع تعقد الحياة وتسرب المتاح من سبل العيش وقلة المعروض وزيادة المطالبات والأطماع تأججت الحروب وكأنها الحل الوحيد لنا وكأننا يجب أن نموت كى نحيا وننتهى كى نبدأ.. ونبتت بالتالى علامات الاستفهام على السطح وكأنها المحصول الرئيسى الذى يفلح الإنسان فى زراعته وحصاده بجوار حقول علامات التعجب!! ومع تعقد الحياة ظهر نوع آخر من الصراعات فى المكان الواحد بين الأشقاء والإخوة أصحاب الدم الواحد وقد تسببت تلك الخلافات فى نشوب حروب شرسة استلزم معها إيجاد حلول غير تقليدية تجسدت فى دبلوماسية مكوكية والتى تعنى القوة الناعمة لتنجح فى إنهاء العديد من الصراعات، ولعل الصراع اليمنى الذى بدأ منذ أربع سنوات بين أشقاء الدم الواحد يقترب من الحل- الذى طال انتظاره- خاصة بعد أن تم اختيار المبعوث الأممى المخضرم إسماعيل ولد شيخ أحمد البالغ من العمر 55 عاماً لإقناع الأطراف المتصارعة بإنهاء الصراع الدائر هناك وتسبب فى قتل وتشريد المئات. وشيخ أحمد موريتانى الجنسية نال مراحل تعليمه الأساسى فى مدارس بلاده ثم سافر لنيل شهادة البكالوريوس فى مجال الاقتصاد من فرنسا ودرجة الماجستير فى تنمية الموارد البشرية من بريطانيا ثم دبلومة فى مجال الاقتصاد وتحليل السياسات الاجتماعية من هولندا وهو إلى جانب ذلك يجيد التحدث بثلاث لغات وهى العربية والفرنسية والإنجليزية. وعن صفاته الشخصية يقول عنه أصدقاؤه إنه يجيد الاستماع ويعرف كيف يخاطب العناصر المتصارعة ويجيد الوصول لنقاط الاتفاق ولديه صبر على التفاوض وهى خبرات أهلتها له سنوات عمله الطويلة فى المجال الدبلوماسى والتى تمتد لثلاثة عقود قضاها كدبلوماسى فى أكثر المناطق سخونة فى أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، وقد وصفه خبراء السياسة بأنه يتعامل مع كافة القضايا الدولية بحرفية الدبلوماسى وعقلية الاقتصادى، ولعل أهم الملفات التى أنجزها حديثاً ملف «حصار وباء الإيبولا» وقد أسهمت جهوده فى حصر انتشار الوباء الذى اجتاح غينيا وليبيريا وسيراليون، ومن أهم القضايا التى كلف بها تلك التى كلف بها منذ أيام وهى إنهاء الصراع الدائر فى اليمن خاصة بعد أن قدم المبعوث الدولى السابق جمال بن عمر استقالته بسبب جملة الانتقادات الداخلية والخارجية التى وجهت إليه واتهامه بالتحيز لصالح أحد أطراف الصراع فى حين دافع جمال بن عمر عن نفسه قائلا إن هناك عناصر خارجية وداخلية تعوق الوصول لحل القضية اليمنية ولذا تم اختيار ولد شيخ أحمد كمبعوث أممى لإيجاد حل سريع لهذه الأزمة- نظرا لخبرته السابقة فى اليمن ومعرفته التامة بأطراف الصراع هناك حيث عمل هناك كمبعوث لمفوضية الأمن الغذائى- إلى جانب تكليفه بمراقبة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 والذى ينص على وقف القتال الدائر ومطالبة الحوثيين باحترام الشرعية وبالانسحاب من المدن التى سيطروا عليها والعودة مرة أخرى لطاولة المفاوضات.