«كتاب البحث عن المستقبل» الذى قامت بإحراقه وكيلة وزارة التربية والتعليم د.بثينة كشك ونخبة من كبار خبراء التعليم وأعلنت أن كاتبه رجب البنا ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين.. وأن الكتاب فيه تحريض على الإرهاب وأنه يتضمن فكرًا فاسدًا.والكتاب يدعو إلى أن ننشغل بالمستقبل بأكثر ممن نشغل بالماضى لأننا إذا لم نبدأ اليوم فى غرس جذور التقدم والكرامة فلن يجد الجيل القادم ما يعيشون عليه.. ولابد أن ندرك أن عدم القدرة على التفكير والتخطيط والعمل للمستقبل يعنى فقدان القدرة على امتلاك إرادتنا الحرة. ويقول رجب البنا فى الكتاب بودى أحيانا أن أقف على قمة الهرم الأكبر وأصيح: «افيقوا يا ناس وفكروا فى حالكم اليوم».. وكيف سيكون عليهم حالكم غدا وبعد غد.. وإذا لم تغيروا أنفسكم وتغيروا مؤسساتكم لتناسب المستقبل ونفعل كما فعلت الدول مثل كوريا وتايوان وسنغافورة وماليزيا بعد أن كانت غارقة فى الفقر والجهل والتخلف ثم تقدمت بعد أن أكدت أن التعليم هو طريق التقدم الوحيد فاستثمرت فيه أموالا كثيرة رغم قلة الأموال لديها لأنها أدركت أن الاستثمار فى بناء الإنسان أهم من إقامة المبانى واستيراد السلع الاستهلاكية والترفيهية وهى آلات تجنى ثمار إصلاح التعليم وتقدمت إلى صفوف الأول بين دول العالم.ويقول رجب البنا فى الكتاب إن مسئولية إصلاح التعليم إصلاحًا حقيقيًّا وجذريًًّا لا يمكن أن تكون لوزارة التعليم وحدها بل يجب أن يكون مسئولية الدولة على أعلى مستوياتها يجب ألا نخدع أنفسنا بالقول بأننا أنجبنا أحمد زويل ومجدى يعقوب وغيرهما.. فكم انجبنا مثل أحمد زويل ومجدى يعقوب؟.. بينما كوريا لديها المئات من المخترعين الذين طوروا صناعتها واخترعوا ابتكارات جديدة تنافس التكنولوجيا اليابانية والصينية ليست فى عشرة أو عشرين ولكن فى تعلم وتفوق القاعدة الشعبية ذاتها.. هل هى قاعدة متعلمة أم جاهلة.. وهل المتعلم فيها تعليمه مناسب أم غير مناسب بالمعايير الدولية.. وهل نجح التعليم فى خلق المواطن الذى يفكر فى شئون حياته وحل مشاكله بمنهج علمى وتفكير عقلى أو أن المواطن المتعلم مازال يفكر «سبهللة» ويسلك سلوكًا غير حضارى .ويقول رجب البنا.. إننا شطار فى ترديد أن التعليم هو المشروع القومى ولا تقوم الوزارة بعمل يعبر عن ضخامة وعمق فكرة المشروع القومى وأنما تقوم بإصلاح عدد من المعامل ودورات المياه بالمدارس وحذف صفحات وإضافة أخرى فى المنهج أو زيادة مرتبات المعلمين بضعة جنيهات على أمل أن تغنيهم عن استغلال التلاميذ وأهلهم بالدروس الخصوصية أو تعيد الوزراة عقد مؤتمرات تحت عنوان إصلاح التعليم لتكرر فيها نفس الكلمات ونفس الأبحاث ونفس التوصيات ولا نرى آثارًا عملية لهذه المؤتمرات.ويقول رجب البنا إن قضية التعليم ليست شأنًا يخص العاملين فى التعليم وحدهم مهما تخصصوا وحصلوا على شهادات وإنما هى قضية كل بيت هى قضية عشرات الملايين.. فالتعليم الابتدائى مازال متخلفًا جدًا فى مثيله فى دول العالم الثانى ولانقول العالم الأول بينما التعليم الابتدائى إذا كان تعليمًا جيدًا فإنه يماثل التحكم فى النهر من المنبع، ومازال هناك 200 ألف طفل فى سن الإلزام لم يدخلوا المدارس.. وهذه حقيقة تشعرنا بمدى الخطر على المجتمع فى المستقبل.. ثم إننا يجب أن نبحث لماذا لا يحب التلميذ المصرى المدرسة بينما يحبها نظيره فى دول أخرى هل لأنه لا يجد فيها فائدة أو لأنها تحرمه من الاستمتاع بطفولته بينما يجد نظيره فى الدول الأخرى فى المدرسة اشباعًا لاحتياجاته الجسمية والنفسية هذه أمور بعيدة عن تفكير وزارة التعليم الآن.