عندما التقيناه فى وسط سيناء كانت كلمته الاولى «القوات المسلحة المؤسسة الوحيدة فى مصر التى احتضنت أبناء القبائل العربية وشاركتهم الأفراح والأحزان» إنه الشيخ عبدالله جهامة، رئيس جمعية مجاهدى سيناء وعضو المجلس الرئاسى لقومى القبائل المصرية، مؤكدا أن الرئيس السيسى يعى كل كبيرة وصغيرة فى مصر.وفى ذكرى تحرير سيناء مضى الشيخ عبد الله جهامة يقول «سيناء الآن فى حاجة ماسة لتوجه الدولة للتنمية، والدستور به مواد تشدد على تنمية سيناء، لأن المخاطر الحقيقية على مصر هى من سيناء، والحروب تأتى دائما من الشرق». « وعن ذكرياته قال « أيام لا تنسى» هكذا وصف الشيخ عبد الله جهامة ، فترة ما قبل حرب الاستنزاف وحتى حرب نصر أكتوبر، مؤكدا أنه كان لمجاهدى سيناء دور كبير فى الوصول إلى النصر، وقال: «كانت المخابرات الحربية بحاجة لتعاون المدنيين من أبناء سيناء فى بعض العمليات المخابراتية والعسكرية، ورغم أن المنظمة كانت تعمل من قبل النكسة فإن دورها برز بشكل كبير بعدها، حيث تم نقل الجيش من البر الشرقى للقناة إلى الغربى بمساعدة أبناء سيناء، والذين ساهموا بشكل كبير فى نقل معظم مصابى الجنود من القوات المسلحة وقتها». وتابع «جهامة»: كان عددنا حوالى 700 فرد تم اختيارهم ومعظمنا لم يكن يعمل بمقابل أجر معين، ولكن بهدف حب البلد والرغبة فى تحرير الأرض، وكنا لا نعرف بعضنا البعض، وقد يكون هناك شقيقان ولا يعرف كل منهما أن الآخر يعمل مع المخابرات خوفاً من كشف مهماته. وعن طريقة اختيار المجاهدين من قبل المخابرات، أوضح «الجهامة» أن ذلك كان يتم بناء على سمعة الفرد وبعد اختبارات عديدة ومقابلات بينه وبين ضباط المخابرات، وكان الاختيار يتم بشكل فردى تماماً، كما أن هناك أفرادا كانوا يتطوعون للعمل بدون تكليف محدد وبوازع وطنى ودينى. ونوه إلى أنه تم التعاون بالفعل إلى أن أصبحت سيناء كتابا مفتوحا أمام القيادات العسكرية، وهو ما ساعد فى اتخاذهم عديدا من القرارات الحربية التى مهدت لاتخاذ قرار الحرب. وقال «جهامة»: موشى ديان كان يكرهنا بشكل كبير حتى إنه قال فى مذكراته إن القبائل البدوية لا يمكن السيطرة عليها، وأطلق علينا اسم «الأشباح» و«خفافيش الظلام» بعدما لقنا العدو الإسرائيلى درسا فى القتال. وعن أهم الأعمال البطولية التى قام بها المجاهدون، أوضح أن الأعمال البطولية كثيرة جدا، ولكن من أهمها حرق صهاريج الوقود الإسرائيلية، وتدمير الطائرات الحربية، وكذلك تدمير مقر الحاكم العسكرى وقتل 11 طياراً إسرائيلياً وامرأة ردا على عملية إسرائيلية نفذها العدو ضد «الرادار المصرى»، منوها إلى أن رد المجاهدين جاء بالتنسيق مع القوات المسلحة عام 68. وأشار إلى أن اللواء عادل ثابت كان مهندس منظمة سيناء، ومسئولا عن عمليات التفجير، بينما كان اللواء عادل فؤاد المؤسس الحقيقى للمنظمة والمسئول الأول وهو الذى كان يشرف على تدريب الخلايا وتقسيمها. وعن طريقة التواصل مع المخابرات الحربية، قال: هذا الأمر كان يتم عن طريق أجهزة اللاسلكى التى كان يخبئها المجاهد فى أماكن غير ظاهرة، وكان لكل مجموعة ضابط مخابرات مسؤول عنها. وأكد الشيخ عبدالله جهامة أنه كان هناك أبطال مميزون منهم الشيخ عايد سليمان والذى كان يعبر قناة السويس بشكل يومى إلى وادى العربى بالأردن، وكان يمشى على قدميه رحلة تمتد إلى 20 يوماً لجمع المعلومات عن خلايا المنتشرة فى تلك المنطقة. مضيفا أن أبناء سيناء قدموا الدماء والأرواح فداء لهذا الوطن الذى يعشقه أبناء سيناء فما حدث فى مؤتمر الحسنة الذى أعد له موشى ديان لإعلان استقلال سيناء عن مصر خلال فترة احتلالها من جانب إسرائيل وقدمت اسرائيل الأموال وجمع ديان الصحف والوكالات العالمية والتليفزيون لنقل اعلان استقلال الحسنة فقال ابناء سيناء له إذا أردتم الحديث معنا فاذهب إلى عبدالناصر للحديث معه فهو رئيس مصر ونحن مصريون ليفشل مخطط ديان، ويؤكد وطنية ابناء سيناء وأوضح أنه آن الآوان بعد ان توافرت الإرادة السياسية لتنمية سيناء أن نرى تنمية حقيقية لهذه البقعة المباركة، لقد أرادت الانظمة السابقة تهميش سيناء عن عمد. وأضاف أن تنمية وسط سيناء سوف يحمى الممرات الثلاثة «الجدى» و«متلا» و«أم رجام» هذه الممرات تعد بمثابة عنق الزجاجة بالنسبة لسيناء، وعلينا الان كأبناء سيناء وكشعب مصر بالكامل ألا نترك الأمر تواجهه القوات المسلحة والأمن فقط فمن الواجب أن يواكب هذه المواجهات حركة تنموية وهى مهمة جدا فى هذا الوقت فلابد من الدفع بشباب المحافظات وإيجاد مصدر رزق لهم، فسيناء قطفت عليها زهرة شباب مصر فلا توجد محافظة ولا قرية ولا بيت مصرى إلا وفيه مصاب أو شهيد سالت دماؤه على أرض سيناء.