أوصت الندوة التى نظمتها كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية حول (الشعير المستنبت ماله وما عليه فى تغذية الحيوانات المزرعية) بالتراجع فى القرار الذى أصدره د.عادل البلتاجى وزير الزراعة الأسبق بإلغاء زراعة مليون فدان بمصر بالبرسيم واستبدالها بزراعة القمح، وتعويض كمية البرسيم المزروعة بالشعير المستنبت كعلف للماشية،وذكر المشاركون فى الندوة أن التوقف عن زراعة البرسيم يؤثر تأثيرا سلبيا على خصوبة التربة الزراعية وعلى سعر الأعلاف أيضا وبالتالى أسعار اللحوم والالبان. وأوصت الندوة باستنبات الشعير فى المناطق الصحراوية والهامشية التى تعانى من نقص المياه بعيدا عن الدلتا ،مع الاستفادة من المخلفات الزراعية مثل قش الأرز فى عملية استنبات الشعير. ويقول د.صبحى سلام الاستاذ بكلية زراعة الإسكندرية ورئيس المؤتمر إن هناك قرارا صدر من وزير الزراعة الاسبق باستبدال زراعة مليون فدان مزروعة بالبرسيم وزراعتها بالقمح لتحقيق الاكتفاء الذاتى،مع تعويض البرسيم الذى يتم زراعته فى المليون فدان لاستخدامه كغذاء للماشية بالشعير المستنبت والذى لا يحتاج إلى أراضى زراعية ولا مياه كثيرة للرى بل يتم استنباته فى صوان وباستخدام كميات قليلة من المياه ويتم جنى محصوله بعد أسبوع واحد من الاستزراع ،ويضيف قائلا ان الشعير المستنبت ثبت ان له قيمة غذئية مرتفعة للحيوان من حيث محتواه من من البروتين والطاقة وهضمه عالى وتأثيره على نمو الحيوان ممتاز،ولا يحتاج إلى تربة ويوفر فى المياه،ويتم حصاده بعد اسبوع واحد،ولكن هناك عدة مشكلات تواجه تطبيق القرار ان المليون فدان المزروعة بالبرسيم تنتج 50 مليون طن سنويا،ولكى نعوض هذه الكمية من البرسيم عن طريق استنبات الشعير نحتاج إلى استنبات خمسة ملايين طن من حبوب الشعير وهى تعطى بعد الاستنبات 35 مليون طن شعير مستنبت أخضر، فمن اين سنأتى بهذه الكمية من البذور خاصة ان انتاج مصر من الشعير ضئيل جدا لا يتعدى 100 ألف طن سنويا وبالتالى سنضطر إلى استيراد البذور مع تكلفتها المرتفعة أو نحتاج 2 مليون فدان من الشعير لإنتاج تلك الكمية، ويقول د.عبد العزيز نور استاذ الإنتاج الحيوانى بكلية زراعة الإسكندرية ان استنبات الحبوب له فوائد هامة جدا وهو مضاد للأكسدة وله تأثيرات على خلايا الجسم وأضاف أن 125 كجم من الشعير يعطى طن من العلف المستنبت بعد اسبوع ولكن الاستنبات له شروط فلابد من استنباته فى درجة حرارة 22 درجة طوال ال 24 ساعة طوال السنة لذلك لابد فى هذه الحالة من أجهزة تضبط الحرارة طوال اليوم وبلا انقطاع للتيار الكهربى وهو مالايمكن التحكم فيه،هذا بخلاف التكلفة المرتفعة للاستنبات وتكلفة استهلاك الكهرباء اللازمة لأجهزة ضبط الحرارة،فتكلفة الوحدة التى تنتج طن شعير مستنبت فى السنة حوالى 200 ألف جنيه وهى تكلفة مرتفعة جدا، وعند حساب تكلفة الطن الجاف من الشعير المستنبت وجد أنه 5833 جنيها فى حين أن سعر الطن الجاف من البرسيم 1124 جنيها وهو مايعنى التأثير على أسعار العلف وبالتالى أسعار اللحوم فى حالة استبدال البرسيم بالشعير المستنبت، كما إن مصر تزرع 27 ألف فدان شعير تنتج 200 ألف طن حبوب شعير سنويا وتستهلك كلها فى صناعة البيرة ومشروبات الشعير، فمن أين سنأتى ببذور الشعير اللازمة للاستنبات لتعويض كمية البرسيم؟ فنحن نحتاج إلى 5.2 طن حبوب شعير لتعويض كمية البرسيم بعد التوقف عن زراعته ،كما أن البرسيم قيمته الاقتصادية أعلى من القمح،ففدان البرسيم يربح 5400 جنيه أما فدان القمح فيربح 3400 جنيه.