إن فى زماننا هذا أناس يسمون مسلمين ويكيدون للإسلام فيبغضون الصحابة من أجل المال أو الشهرة والجاه مع أنهم لو سمعوا قول رسول الله -?:- (الله الله فى أصحابى الله الله فى أصحابى لا تتخذوهم غرضا بعدى فمن أحبهم فبحبى أحبهم ومن أبغضهم فببغضى أبغضهم ومن آذاهم فقد آذانى ومن آذانى فقد آذى الله تبارك وتعالى ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه) أى اتقوا الله فيهم، ولا تلمزوهم بسوء، أو اذكروا الله فيهم وفى تعظيمهم وتوقيرهم، وكرره إيذانا بمزيد الحث على الكف عن التعرض لهم بمنقص (لا تتخذوهم غرضا) لابتعدوا كل البعد عما يقولونه. ولو سمعوا قوله - ?- (مَن سب أصحابى فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) لازدادوا توقيرًا لصحابته. كيف لا وهناك السلف الصالح الذين عرفوا فضل الصحابة الكرام وبيَّنوا ذلك وردوا على كل من أراد انتقاصهم ومنهم الإمام محمد بن صُبيح بن السماك _رحمه الله تعالى_ لمن انتقص الصحابة " قال:- فما بالك ياجاهل سببت أصحاب محمد - ?؟ وقد علمتُ من أين أوتيتَ لم يشغلك ذنبك أما لو شغلك ذنبك لخفت ربك، ولقد كان فى ذنبك شغل عن المسيئين فكيف لم يشغلك عن المحسنين؟ أما لو كنت من المحسنين لما تناولت المسيئين، ولرجوت لهم أرحم الراحمين. اللهم اجعلنا ممن يقدرونهم ولايسبونهم واجعلنا ممن يحبونهم ولايبغضونهم.