أكد د. محمود صدقى الهباش قاضى قضاة فلسطين، مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية أن الدور الأمريكى تجاه القضية الفلسطينية متخاذل جدا، وبالتالى لن نستطيع أن نعول على الموقف الأمريكى للضغط على إسرائيل لوقف العمليات الاستيطانية والانتهاكات والممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى وحل القضية الفلسطينية، ونعول على الدور العربى والإسلامى فى دعم الشعب الفلسطينى فى قضيته ضد الاحتلال الإسرائيلى. ? ما الإجراءات التى يمكن أن تقوم بها جامعة الدول العربية لدعم القضية الفلسطينية؟ ?? نحن نعول على الدور المصرى وجامعة الدول العربية باتخاذ إجراءات حاسمة وداعمة للشعب الفلسطينى وللقضية الفلسطينية ومازلنا نكرر أن الدول العربية تملك من الإرادة والإمكانيات التى تدفع المجتمع الدولى للتحرك للضغط على إسرائيل للقبول بالمطالب الفلسطينية لحل القضية الفلسطينية. ونشيد بالموقف الفرنسى المشرف. ? ما موقفكم تجاه حركة حماس بعد صدور حكم قضائى باعتبارها منظمة إرهابية؟ ?? لا نستطيع أن نتجاهل أن حركة حماس فصيل ضمن الفصائل الفلسطينية، ولكن كل دولة عربية لها الحق والحرية فيما تراه مناسبا لها وكيفية التعامل معها خاصة أن حماس ارتكبت أخطاء جسيمة أضرت بالأمن القومى المصرى، وعلى حماس أن تراجع سياستها فى ضوء المصالحة الفلسطينية. لافتا إلى أن حماس ورطت نفسها بأجندات خارجية وانحرفت عن العمق الوطنى الفلسطينى، ووضعها فى مشاكل عديدة مع الكثير من الدول العربية والإسلامية ولذلك على حماس أن تختار إما أن تكون إخوانية أو فلسطينية. ? لماذا تصر حماس على التدخل فى الشأن الداخلى المصرى؟ ?? الشعب الفلسطينى يرفض تماما أى تدخل فى الشأن الداخلى المصرى وما تقوم به حماس مرفوض تماما من كل الشعب الفلسطينى حتى فى قطاع غزة, موضحا أن حماس عليها أن تختار بين أن تكون حركة فلسطينية مجردة دون أى انتماءات أخرى، وبين أن تكون حركة تابعة لجماعة إرهابية «جماعة الإخوان المسلمين» وعندما تختار فعليها أن تتحمل وحدها وبشجاعة المسئولية. ? هل اختلف الموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية بعد تصنيف القضاء المصرى لحماس؟ ?? العلاقات المصرية الفلسطينية علاقات تاريخية لا يمكن أن تتأثر بتصنيف القضاء المصرى لحماس على أنها جماعة إرهابية, خاصة أن الشعب المصرى والقيادة المصرية مدركان أن حماس ليست الشعب الفلسطينى كله.. بل هى حركة تتحمل نتائج أعمالها وأخطائها وحدها والشعب الفلسطينى غير ملزم بها. والممثل الوحيد لهذا الشعب هو القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينى، وحماس لا تمثل الشعب الفلسطينى. ? هل هناك إمكانية لعودة حماس للقاهرة ضمن الوفود الفلسطينية لانجاز ملف المصالحة؟ ?? بعد صدور الحكم المصرى الأخير بتصنيف حماس جماعة إرهابية ربما الأمر يحتاج وقتا حتى تتراجع حماس عن مواقفها وسياستها وتعيد ترتيب أوراقها فى هذه الحالة يمكن أن ترعى مصر ملف المصالحة الفلسطينية. وصدور الحكم المصرى ما هو إلا رسالة من مصر لحماس. ? كيف يمكن حل ملف المصالحة الفلسطينية لعودة وحدة الصف الفلسطينى؟ ?? وحدة الصف الفلسطينى فى أيدى حماس، فبالرغم من الجهود التى تبذلها مصر والسلطة الفلسطينية لرأب الصدع الفلسطينى والوحدة الوطنية بين حركتى فتح وحماس إلا أنها ما زالت تصر على إفشال المصالحة الفلسطينية، وخلق حالة من عدم الاتزان فى الشارع الفلسطينى، وذلك بإصرارها على أن تكون هى حكومة فى ظل الحكومة الموجودة حاليا، مطالبا بضرورة أن تسلم حماس بأن هناك حكومة وسلطة وقيادة واحدة، وتمارس حماس دورها كحزب وفصيل سياسى. والواضح أن حماس لديها قدرة فائقة لعرقلة أى اتجاه فى سبيل إتمام المصالحة الفلسطينية مبررين بذلك أنه لابد من وجود توافق وطنى بشأن الانتخابات، ولكن مسألة التوافق ليست إلا حجة لتأجيل عملية الانتخابات. مؤكدا أننا سنظل فى دائرة مفرغة لا تنتهى أبدا فى ظل استمرار النهج الحمساوى الذى يحول دون الوصول إلى المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية. ? ما الذى يعرقل إعادة إعمار قطاع غزة؟ ?? استمرار سيطرة حماس على القطاع يحول دون إعادة إعمار قطاع غزة، ولذلك لابد من تمكين الحكومة الفلسطينية من السيطرة على الأمن فى قطاع غزة وعلى تنظيم حركة المعابر وإعادة حركة إعمار غزة خاصة أن الدعم الخارجى لإعمار غزة متوقف لحين انتهاء سيطرة حماس على غزة. وهناك 23 ألف فلسطينى يعيشون فى العراء وحماس تعطل بتصرفاتها إجراءات الإعمار.