منذ صيف 2012 تشهد حلب معارك شبه يومية تسببت فى دمار واسع ومقتل الآلاف، وتتقاسم السيطرة على مدينة حلب القوات النظامية فى «الغرب» وقوى المعارضة المسلحة فى «الشرق» وبين الغرب والشرق تتجسد مأساة أهالى حلب. وقد عجزت كل الأطراف بما فيها المبعوث الأممى دى ميستورا فى جعل هدنة الأسابيع الستة ترى النور. وعلى الرغم من موافقة الرئيس بشار الأسد خلال لقاء جمعه مع دى ميستورا الشهر الماضى، على وقف الغارات الجوية والقصف المدفعى على حلب لمدة 6 أسابيع، لتتمكن الوكالات الإنسانية من إدخال المساعدات. إلا أن قوى المعارضة تتخوف مما قد يكون النظام يخطط له من حشد أعداد من عناصر الميليشيات فى مناطق شمال وشمالى غرب حلب للتحضير لهجوم يبدأ بعد انتهاء الهدنة. ورغم زيارة دى ميستورا لدمشق واجتماعه بمسئولين فى الخارجية السورية ولقائه ممثلين عن المعارضة بالقرب من الحدود التركية، إلا أن مسألة الهدنة مازالت غير محسومة. رفض المعارضة وكان المبعوث الدولى إلى سوريا ستيفان دى ميستورا قد أنهى زيارة سريعة إلى دمشق حيث التقى عددًا من المسئولين السوريين فى وزارة الخارجية على أن يعود إلى سوريا بعد أن يجرى سلسلة مفاوضات مع المعارضة. وناقش دى ميستورا مع وليد المعلم خطة تجميد القتال فى حلب وتم الاتفاق على إرسال بعثة من مكتب المبعوث الأممىبدمشق إلى حلب للإطلاع على الوضع فيها. وكانت القوى العسكرية والسياسية المعارضة فى محافظة حلب قد رفضت الخطة المتعلقة بتجميد القتال فى حلب ووصفها بأنها جزئية وتتناقض مع المقررات الدولية ومع مطلب رحيل الرئيس السورى بشار الأسد. وكان رفض التجاوب مع الخطة سببه بشكل أساسى يعود إلى أن هناك تحفظات وشكوكا فى أوساط ممثلى المعارضة حول نية ومصداقية النظام وسبب اختيار حلب بالتحديد بينما هناك مناطق عدة أخرى لاسيما الغوطة الشرقية والوعرفى حمص يفتقد النساء والأطفال فيهما الغذاء والدواء. هذا وتتقاسم السيطرة على مدينة حلب القوات النظامية فى «الغرب» وقوى المعارضة المسلحة فى «الشرق». وكان دى ميستورا قد أعلن منتصف الشهر الماضى بعد لقائه الرئيس بشار الأسد أن الأخير مستعد لوقف قصفه الجوى والمدفعى على حلب لمدة 6 أسابيع لإتاحة تنفيذ هدنة مؤقتة فى المدينة التى تشهد معارك شبه يومية منذ صيف 2012 تسببت فى دمار واسع ومقتل الآلاف. ومن جهته حذر وزير الداخلية فى الحكومة السورية المؤقتة العميد عوض العلى من «سعى النظام إلى الاستفادة من المبادرات وأفرغها من مضمونها «مضيفًا أن مبادرة دى ميستورا كانت تتحدث عن وقف القتال وباتت الآن تتحدث عن وقف القصف بالأسلحة الثقيلة كما كانت تتحدث عن حلب وباتت تتحدث عن أحياء أو حى واحد منها. وأشار إلى أن النظام يريد استغلال المبادرة من الناحية السياسية وتقديم نفسه على أنه مستعد للحوار والتعامل مع الحلول السلمية السياسية بينما فعليًا يريد استغلال المبادرات لمصلحته. أزمة اللاجئين وقد حذر المفوض السامى لشئون اللاجئين بالأممالمتحدة أمنوميو جوتيريس من أن أزمة اللاجئين السوريين بلغت منعطفًا خطيرًا مع وجود 3.8 مليون لاجئ سورى فى دول الجوار، لافتًا إلى أن هناك نحو مليونى سورى دون 18 عامًا مهددون بأن يشكلوا جيلًا ضائعًا مطالبا الدول المستقبلة أن تكون أكثر سخاء وحفاوة باللاجئين. وأفادت أرقام المفوضية العليا لشئون اللاجئين أن 70% من الأطفال اللاجئين الذين ولدوا فى لبنان منذ بداية النزاع السورى قبل 4 أعوام وعددهم نحو 42 ألف طفل لا يملكون وثائق ولادة. كما حذر جوتيريس من أن أزمة اللاجئين تصل إلى مرحلة حرجة فمطالب المساعدات الإنسانية مازالت تواجه عجزًا ماليًا وتكافح دول الجوار لمواكبة تدفق اللاجئين خصوصًا فى لبنان والأردن، بعد أن أصبح 3.8 مليون لاجئ سورى يشكلون أكبر عدد من اللاجئين تحت رعاية المفوضية العليا. ووجه جوتيريس نداء للدول المانحة «لمنح المزيد من الفرص للسوريين للإقامة فى دولهم لتخفيف العبء على دول الجوار وردع الراغبين فى الهجرة بحرًا. وشكل السوريون نحو 70 ألف لاجئ وصلوًا عن طريق القوارب إلى أوروبا. وصرحت كيونج واكانج منسقة الأممالمتحدة لشئون الإغاثة الطارئة بأن المنظمة الدولية أعدت خطة كبيرة لتكثيف نشاطاتها الإنسانية والإغاثية فى حلب فى حال نجاح جهود المبعوث الدولى الخاص دى ميستورا الرامية ل «تجميد» القتال فى المدينة وقالت إن الوكالات الإنسانية أعدت خطة لإيصال مزيد من المساعدات إلى شرق حلب أملًا فى أن يتم تجميد القتال. وقد توجهت بعثة برئاسة طولة مطر مديرة مكتب دى مستيورا فى دمش إلى حلب لدراسة الوضع على أرض الواقع. حرص الجامعة ومن جهة أخرى أكد د. نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية حرص الجامعة على إيجاد حل سريع وعاجل لرفع المعاناة الإنسانية عن ملايين النازحين واللاجئين السوريين. وسيشارك العربى فى المؤتمر الدولى الثالث للمانحين لدعم أبناء الشعب السورى والذى يعقد بالكويت تحت رعاية أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر وكانت الكويت قد استضافت مؤتمرين فى السابق، انبثقت عنهما وعود بقيمة 4 مليارات دولار أمنت الكويت 800 مليون منها.