دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو دول العالم الإسلامى إلى إيلاء أقصى إلى ضرورة الاهتمام بنشر اللغة العربية على نطاق واسع، والنهوض بها وتطوير بنيتها وتيسير تعليمها، وحمايتها من التشويه والتحريف، وتعزيز حضورها فى الفضاء الافتراضى باعتبارها لغة عالمية. وقال المستشار صلاح الدين الجعفراوى مستشار الإيسيسكو إن المنظمة أكدت فى بيان لها، بمناسبة اليوم العالمى للغة العربية، الذى حل علينا هذه الأيام على وجوب تعميم تدريس اللغة العربية فى جميع المراحل التعليمية فى الدول العربية، والعناية بها فى الدول غير الناطقة بها، بحيث تكون لها الصدارة بعد اللغات الوطنية، بحسبانها لغة القرآن الكريم والحديث النبوى، ولغة معظم التراث الإسلامى الذى ساهمت فى بنائه عبر العصور شعوب العالم الإسلامى كافة. وأضاف أن الإيسيسكو ناشدت الدول الأعضاء العمل على التوسّع فى استخدام اللغة العربية فى شتى مجالات الحياة العامة، ودعتها إلى وضع التشريعات القانونية التى تفرض إلزام استخدام اللغة العربية فى جميع الحالات، بدلا ً من أية لغة أجنبية تزاحمها، إلا عند الضرورة، وذلك تعزيزا ً لوضع لغة الضاد فى المجتمع، وحفاظًا على مكانتها فى حياة الشعوب العربية الإسلامية. وأوضحت الإيسيسكو، أن اللغة العربية تمتلك المقومات القوية لمواكبة المتغيّرات فى مختلف حقول المعرفة، ومرافق الإدارة، وعالم المال والأعمال، ومجالات البحث العلمي، وحقول الإبداع الأدبى والفنى. مؤكدة أنَّ للغة العربية القدرة الذاتية على التجدّد والتطور والتكيف مع المستجدات، والوفاء بحاجات المجتمع، والارتقاء فى ميدانى الإبداع والابتكار على جميع المستويات. وأبرزت الإيسيسكو فى بيانها المسئولية التى يتحملها القائمون على شئون التربية والتعليم فى الدول الأعضاء إزاء تحسين وضع اللغة العربية فى البرامج التعليمية، وقالت إن أهل اللغة هم الذين يجب عليهم إنصافها وإحلالها المكانة اللائقة بها، والدفاع عنها حين تتعرض لعدوان ثقافى وغزو لغوي. ودعت الإيسيسكو الدول الأعضاء إلى الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية بما يليق بمكانتها فى عالمنا اليوم، من خلال عقد الندوات لمناقشة قضايا اللغة وعلاقتها بتنمية المجتمعات، وتنظيم مسابقات أدبية يشارك فيها الموهوبون، خصوصًا الشباب، بإبداعاتهم، وتخصيص دروس فى المؤسسات التعليمية، من رياض الأطفال إلى الكليات الجامعية على تعدد اختصاصاتها، للتعريف بالمعانى التى ينطوى عليها القرار الذى اتخذه المجلس التنفيذى لليونسكو، بتحديد يوما عالمى للغة العربية، وذلك تعميقًا للارتباط الوجدانى والعقلى باللغة العربية. واختتمت الإيسيسكو بيانها بالتأكيد على ضرورة اغتنام الفرصة التى يتيحها اليوم العالمى للغة العربية، لردّ الاعتبار لها بإحلالها المكانة الرفيعة التى تستحقها فى حياة الناطقين بها، ولدى المجتمعات الإسلامية والعالم قاطبة.