" تحدث بشجاعة معروفة عنه، ولم يخش فى الله لومة لائم، أو يتعصب عن غير حق للمؤسسة الدينية الرسمية التابعة للدولة، مؤكدا أن ما وصلنا إليه الآن ناتج عن تقصير من الأزهر والأوقاف، بل وصف القوافل الدعوية التى تخرج إلى المحافظات كإحدى وسائل محاربة التشدد بأنها «سد خانة».. ومشددًا فى الوقت ذاته على أن المؤسسة الدينية قادرة على تجديد الخطاب الدينى بشروط. عن الشيخ صبرى عبادة وكيل وزارة الأوقاف نتحدث ونمضى معه لنستطلع رؤيته حول القضية التى يشملها هذا الملف وعنها قال الشيخ عبادة ل «أكتوبر»: " كلمة «التجديد» لم تطلق على الخطاب الدينى ولكنها تعنى الدين.. وذلك استنادا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل 100 سنة من يجدد لها دينها».. وعليه فإن تجديد الخطاب الدينى ليس بدعة أو اختلافا، إنما هو معجزة من معجزات هذا الدين الإسلامى الحنيف. وعن المعنىِّ بهذا التجديد قال وكيل وزارة الأوقاف إنه مسئولية ويقع على كل مسلم، وواجب عليه أن يجدد من حياته الدينية بما يواكب به المجتمع والتطور الزمنى للإنسان.. وتجديد الخطاب الدينى تنادى به المؤسسة الدينية منذ ما يقرب من 10 سنوات، نظرا لوجود التيارات المتشددة التى أخذت الدين إلى طريق لم يكن فى يوم من الأيام من سبل نشر الدعوة.. إنما الطريق والسبيل الواضح الذى لا شك فيه ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم «إنما أنا رحمة مهداة».. وبالتالى فكان واجبًا على كل المؤسسات أن تعمل جاهدة على تجديد الخطاب الدينى لمناهضة الفكر المتشدد ثم وضع الدين الإسلامى فى قالبه الصحيح بما يتناسب وقضايا العصر.. لكن لم نر أثرا ملموسا على أرض الواقع، مما أدى بالرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الخروج عن هدوئه وقال عبارات مفادها أن الأمر خطير. السبيل وعن عوامل التجديد والسبل التى يجب سلكها قال: هناك عدة عوامل أولها التحرك السريع والانتشار فى ربوع الوطن، وأن تكون هناك قيادات دينية تعرف تماما معنى التجديد وكيفية توصيل هذه الفكرة إلى المواطن، لأن الأرض ليست خصبة والتيار الدينى المتشدد معاند وشرس ولبس ثوب العنف وعدم الحوار.. وعليه يجب علىالقائمين على المؤسسة الدينية ممثلة فى الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء وضع خطة بعد تقصى الحقائق ورصد المشكلات ورفع السلبيات.. وشدد على أن هذا التجديد لن يتم إلا من خلال دعاة يؤمنون بهذه القضية. وأوضح عبادة أن إغفال القضية أدى بنا إلى ما نراه الآن من ظهور شباب وعناصر يسعون خلف التيارات المتشددة التى لا تعرف عن الدين إلا القشور، وتدهور الاقتصاد، وعدم الانتماء للوطن، وانتشار العنف والتطرف والكراهية الشديدة للآخر، بسبب مفاهيم مغلوطة بثت فى كتب التراث دون تنقيح، والتمادى فى هذه السلبية سيؤدى إلى انتشار الفكر المتشدد بصورة كبيرة تأكل الأخضر واليابس.. فعليه يجب تضافر قوى المجتمع من أجل أن نبين أن لدينا قاسمًا مشتركًا بيننا وبين المخالفين فى الرأى وأننا لدينا الحق أن نحيا معًا فى أمن وأمان. وعن جهود القائمين على تجديد الخطاب الدينى قال الشيخ عبادة: يجب أن نكون أكثر صراحة مع أنفسنا أكثر من أى وقت مضى، لأن تهاون هؤلاء أدى إلى انتشار الفكر المتشدد، ودفعنا إلى ما نحن فيه وما تعانى منه البلاد من تفجير هنا وآخر هناك.. حتى إن القوافل الدعوية التى تخرج ليس لديها فكرة أو منهجية أو إيمان صادق بخطورة الأمر حتى بدا الأمر كأنه «تسديد خانة».. وأن يصدر للشارع من خلال الإعلام أن هناك جهودًا تبذل فى هذا الجانب، كما أن الدورات التدريبية التى تعقد للأئمة والدعاة «روتينية» ولا تؤتى بثمار جديدة لكن لابد من تغيير جذرى فى طريقة مواجهة هذا الخطر. الأزهر يستطيع وحول إمكانية الأزهر كمؤسسة فى تجديد الخطاب الدينى والقضاء علىالأفكار المغلوطة ومواجهة التشدد قال: الأزهر كمؤسسة تستطيع أن تقود الخطاب الدينى، وأن تنقل مصر إلى مرحلة عظمى، وتخلصنا من هذا الكابوس، لكن هذا يتطلب وجود وعى وتكاتف بين كل القائمين على هذه العملية.. وتوسعة المجال لكل من لديه علم وإيمان بخطورة الأمر وعدم اقتصار الأمر على شخص أو اثنين ممن يتصدرون المشهد ليس إلا من أجل الشو الإعلامى. واختتم كلامه مؤكدا أن ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارته الكاتدرائية لتهنئة الإخوة الأقباط بعيد الميلاد المجيد، رغم ما نعلمه جميعا بأنه كان فى رحلة خارجية إلى دولة الكويت الشقيقة، إنما هو نموذج حى لتجديد الخطاب الدينى.