يقدم هذا الكتاب أشهر الأعمال الأوبرالية التى قدمت على مسرح الأوبرا فى كثير من بلدان العالم ومنها مصر.. وأحمد هريدى طاف وشاهد واستمتع وعايش هذه العروض المثيرة التى كتب عنها .. ولأنه شاعر يمتلك الكلمة والخيال فهو يدخل إلى جوهر العمل ويصفه وصفا فنيا بأسلوب ممتع.. يتناول فى بداية الكتاب الراقصة العالمية (ايزادورادنكن) ويصف خطواتها الفنية وتعبيرها عن المشاعر الإنسانية فى رقصها.. ثم يتجه إلى محكى القلعة فى مصر لنتعرف إلى الفن التركى (نيران الأناضول) ونكتشف تركيا المنقسمة على نفسها: تركيا العلمانية ذات الرداء الأوربى.. التى تنظر إلى الوراء العثمانى فى غضب ورفض.. وتتطلع إلى أوروبا المرحة. ويستمر الباحث فى جولته بين فنون الأوبرا فيتناول الغجرية كارمن والإسبانى أنطونيو.. وزوربا اليونانى الذى يمثل اللحن القوى.. وكليوباترا فى حديقة القصر تغنى لحبيبها أرق الأغنيات. ثم يتناول الموسيقار العالمى شوبان حينما قدمت الأوبرا المصرية بالية (شوبنيانا) بفرقة (لينجراد) وكيف جسد شوبان حزنه فى رقصة الفالس.. ويطوف أحمد هريدى بالأوبرا الإسبانية (فلامنكوجاز) والإغريقية.. والفرنسية واليابانية.. ولا ينسى الكاتب أن يعرج على جماليات الديكور والملابس والحركات التى يؤديها الراقصون والأنغام التى تخاطب الإحساس الإنسانى وتتحرك فيها ذكريات فنية حالمة.. إنها لوحات أوبرالية من الموسيقى والرقص والرسوم والأشعار تتعانق جميعا لتكون أجمل ما يستمتع به البشر من فن.