أعلن قسم الأورام بكلية طب جامعة القاهرة، عن إطلاق الفحص الجينى لمرضى السرطان لأول مرة فى مصر بالتعاون مع شركة «أمجن» الرائدة عالميًا فى مجال الرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية. وقد ناقش كبار خبراء علاج الأورام وعلم أمراض الأنسجة تفاصيل هذه المبادرة التى تساهم بشكل مباشر فى دفع قطاع الصحة المصرى إلى الأمام ومنهم: الدكتور حمدى عبد العظيم، أستاذ علاج الأورام، جامعة القاهرة، الدكتور ياسر عبد القادر، أستاذ علاج الأورام، جامعة القاهرة، الدكتور محمد عبد الله، أستاذ علاج الأورام، جامعة القاهرة، الدكتور عماد حمادة، أستاذ علاج الأورام ورئيس قسم الأورام بجامعة القاهرة، الدكتورة نعمت قاسم، أستاذ علم أمراض الأنسجة، جامعة القاهرة، والدكتورة سحر عبد العاطى، أستاذ مساعد علم أمراض الأنسجة، جامعة القاهرة. وصرح الدكتور حمدى عبد العظيم: «الفحص الجينى يمكننا من الدخول فى عصر العلاج المفصل لكل مريض على حدة، والذى يمثل مستقبل الطب على مستوى العالم»، وأضاف: «وطبقًا للصفات الوراثية، فالمرضى الذين يعانون من الإصابة بنفس نوع السرطان يمكنهم الاستفادة من العلاجات المتاحة بطرق مختلفة». وأشار عبد العظيم: إلى أن«إطلاق هذه المبادرة يدعم تعاوننا مع شركة «أمجن» باعتبارها شريكًا تعليميًا وبحثيًا. وقد وفرت «أمجن» المعدات اللازمة لاستخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة وبرامج التدريب وضمان الجودة للتأكد من إجراء التحاليل وفقًا للمعايير العالمية، مما كلف الشركة ما يتراوح بين 3.5-4 مليون جنيه. كما ستمول «أمجن» عملية تسجيل الصفات الوراثية لمرضى سرطان القولون فى مصر». قال الدكتور ياسر عبد القادر: «هذه المبادرة وضعت مصر على خريطة الأبحاث الدولية، وتعد الركيزة الأساسية لتحقيق تحسنًا كبيرًا فى نتائج علاج السرطان ومعدلات نجاة المرضى»، مضيفًا: «تستخدم حاليًا مئات الفحوصات الجينية، ويتم تطوير المزيد، وفى الوقت الحالى يستخدم الفحص الجينى للكشف عن سرطان القولون وسرطان الرئة، ولكن فى المستقبل القريب، سوف يتم استخدام هذه الفحوصات للكشف عن أنواع أخرى من السرطان». وشرح عبد القادر نتائج الفحص الجينى فى علاج السرطان موضحًا أنه نظرًا لتطور جميع أنواع السرطان نتيجة للتحور أو التغير الجيني، أصبح فهم الأسس الجينية / الوراثية للمرض أمر فى غاية الأهمية لاكتشاف العلاجات المناسبة. وتتيح علاجات السرطان الحالية مزيدًا من المناهج العلاجية المفصلة لكل مريض على حدة وبذلك يستطيع الأطباء تحديد أفضل العلاجات المناسبة لكل مريض مما يعنى حصول المرضى على أكثر العلاجات فعالية وبالتالى زيادة معدلات الشفاء. شدد الدكتور محمد عبد الله، على أهمية تطبيق الفحص الجينى الخاص بسرطان القولون والمستقيم، ونوه إلى «إن هذا النوع من السرطان هو ثانى أكثر أنواع السرطان انتشارًا فى العالم، حيث يصاب به 1.4 مليون شخص سنويًا. وهناك واحد من كل أربعة أشخاص مصابين بسرطان القولون والمستقيم لا يتم تشخصيه حتى يبدأ السرطان فى الانتشار. وتوجد أنواع مختلفة من العلاجات المتاحة لسرطان القولون والمستقيم المنتشر ويمكننا حاليًا إجراء تحليل الدلالات البيولوجية (تحليل RAS) للتأكد من حصول المريض على أفضل علاج يناسب حالته». وأكد الدكتور عماد حمادة، أنها المرة الأولى فى مصر التى يتم توفير الفحص الجينى فيها من خلال منشأة صحية عامة، ومن المتوقع أن يتم البدء فى التنفيذ خلال الأشهر القليلة القادمة. وقال: «إن هذه المبادرة، التى تعد منحة من شركة «أمجن»، ستساعد حوالى عشرة آلاف مريض بالسرطان سنويًا». وأوضح حمادة أن الفحوصات الجينية كانت تجرى سابقا من خلال معامل بالمملكة المتحدة مقابل حوالى ثلاثة آلاف دولار لكل فحص. ومن المتوقع أن توفير هذه الامكانيات فى مصر سيخفض التكاليف لأقل من النصف. وصرح: «سيتم تحديد سعر الفحوصات الجينية قريبًا، ولكننا نعمل للحصول على دعم شركات الأدوية للحد من الأعباء المالية. كما نأمل أن يقل الوقت اللازم للحصول على النتائج من ثلاثة شهور إلى شهر واحد فقط أو أقل من ذلك فى المستقبل». واختتم قائلاً: «نطمح إلى تحصيل التكاليف من المرضى الميسورين الذين يستطيعون تحمل هذه الخدمة، وبعد ذلك يتم توجيه العائد لتغطية تكاليف الخدمات المجانية الممنوحة للمرضى محدودى الدخل. ويتم الآن استحداث بروتوكول استحقاق لتحديد الحالات الأكثر احتياجًا لتقديم هذه الخدمة».