الإلحاد صاحب ظهور الأديان، فالأديان لم يؤمن بها جميع البشر منذ بدايتها وحتى الآن، والإنسان يتضمن فى أعماقه الحس الدينى لأنه فطرة مفطور عليها من قبل المولى عز وجل الإله الخالق الرازق.. لكن الناس ليسوا جميعا أسوياء فى معتقداتهم وتفكيرهم، والغلبة ستكون للأغلبية الإنسانية التى تعمر الكون وتنشر فيه السلام والاستقرار، هذا ما بدأ به الأنبا د.يوحنا قلتة الرئيس السابق لمجلس كنائس الشرق الأوسط فى حواره مع أكتوبر وفيما يلى التفاصيل: ? كيف ظهر الإلحاد؟ ?? الإلحاد ظاهرة عالمية إنسانية صحبت الأديان جاءت فوجدت من قبلها ومن رفضها، فالإلحاد سمة من سمات الحياة البشرية.. وفى كل الحضارات ظهرت موجات إلحادية ففى اليهودية والمسيحية والإسلام وجدناها فى اليهودية ظهر مذهب «العمروقيون» وهم يرفضون الدينونة وجهنم والجنة. وفى المسيحية عاشت موازية لها مبادئ إلحادية حتى اليوم، فهناك من ينكر وجود الله.. وهناك ديانة المانونية وكان ينتمى إليها القديس أوغسطنيوس قبل دخوله المسيحية، كما كان هناك مذهب مستمر حتى اليوم يعلن أنه لا وجود للإله مثل الشيوعية ومنهم الفليسوف نيتشة والذى وضع كتابا بعنوان (مات الله)..، وعندى كتاب أتيت به من فرنسا عنوانه:(الله لا) أى لا وجود الله جل شأنه.. وبالرغم من ذلك فإن الأديان باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. لا يخيف ولا يقلق ? وما هى النتيجة التى تريد أن تصل إليها من هذا السرد؟ ?? الإنسان صحب الإنسانية منذ البدء إلى أن يشاء الله.. وهذا لا يخيف ولا يقلق المؤمن بالله. ? وإلى أى مدى وصلت هذه الطاهرة عن المسئول الإنسانى؟ ?? فى هذه الأيام قام فريق من الفلاسفة بالدعوة إلى وجود أخلاق بعيدة عن الأديان صدفها عدم ربط مصير الإنسان بالأديان أو ربط مستقبله بالقيم الدينية.. وهؤلاء هم مصدر من مصادر الإلحاد. ? كيف ذلك وأنت تقول إن الإيمان فطرة مجبول عليها الإنسان؟ ?? الله سبحانه هو حقيقة توجد فى أعماق الإنسان، ولا يوجد إنسان على وجه الأرض لا توجد بداخله هذه الحقيقة مهما كان تفكيره ينكر أن فى أعماقه حسًّا دينيًّا، ونحن نفسره بأن الإنسان شاء أم أبى باحث عن الله جلت قدرته، لكى يصل إلى الحقيقة العظمى وهى أن لهذا الكون خالقًا مدبرًا يهمين عليه وهو إله سرمدى.. وإذا كان العلم أثبت أن المادة لا تفنى ولا تستحدث من عدم فالأولى أن تكون الروح كذلك كما هو فى اعتقادى واعتقاد المؤمن بالله. ? وماذا تقصد بهذا المعنى؟ ?? الذى أقصد أن أرسله للقارئ أنه لا يمكن للإنسان أن يكون ملحدًا 100%. ? وما الذى تريد توصيله للشباب فى هذا الشأن؟ ?? أريد أن أقول للشباب المصرى إنه لا خوف عليكم، فنحن نمر فى المنطقة العربية بمرحلة تاريخية فاصلة بين العصور الوسطى القديمة وفيها تراث من الخرافات والأساطير والتطرف والحروب من الخرافات والأساطير والتطرف والحروب الدينية وبين التطلع إلى مستقبل جديد يوحّد البشرية ويزرع فيها الأمل فى غد واعد مشرق، فهذه المرحلة يمكن أن نعلق عليها مرحلة مراهقة العقل العربى خاصة عند الشباب.