تواجه مسيرة مجلس التعاون الخليجى اختبارا جديدا بسبب توابع السياسات غير المسئولة للدوحة ضد الأشقاء فى الإماراتوالبحرين والسعودية، إضافة إلى تبنى قطر مواقف وسياسات تتناقض تماما مع سياسة مجلس التعاون ورغم محاولات سلطنة عمانوالكويت تقريب وجهات النظر وإنهاء أسباب الأزمة- لكن يبدو أن القرار القطرى مرتبط بشراكات استراتيجية غربية لا يمكن التخلى عنها أهمها أن واشنطن أسندت إلى الدوحة ملف الجماعات المتطرفة فى العالم العربى والإسلامى وهو الدور الذى يعمق الأزمة وربما تتعطل مسيرة التعاون لسنوات بسببه. وتعد مسألة استضافة الدوحة القمة الخليجية قفزة على الأحداث والتجاوزات القطرية بحق الأشقاء فى المجلس دون التوصل إلى حلول تنهى الخلافات، وبالتالى يصعب انعقاد القمة دون التوصل إلى توافق حول مدى التزام قطر بالأمن القومى العربى والخليجى الذى يتعرض للخطر بسبب سياسات الدوحة التى تساند التنظيم الدولى للإخوان وتواصل التدخل فى الشئون الداخلية لكل الدول العربية بما يعرض كامل المنطقة إلى أزمات يصعب التخلص منها إن لم تنال من قطر نفسها على المدى الطويل, صحيح الحوار مهم وانعقاد القمة أهم- لكن- ماذا عن الاتفاق وتنفيذ الالتزامات إضافة إلى رفض نهائى لمشاركة الإماراتوالبحرين فى هذه القمة التى من المفترض أن تستضيفها الدوحة، وبالتالى تبذل جهودا غير معلنة من دولة الكويت وسلطنة عمان لتجاوز الخلاف ويتوقع البعض أن يتم تغيير مكان انعقاد القمة إلى السعودية أو الكويت- لكن تغيير المكان لن يحل الأزمة لأن قطر لم تتخذ أى موقف باتجاه تغيير سياستها بما يتناسب والحفاظ على الأمن القومى الخليجى والعربى فى المنطقة. وتشير المعلومات الواردة من دول الخليج أن الرياض تقوم بالتحضير لاستضافة قمة قادة مجلس التعاون الخليجى نهاية الشهر المقبل بدلا من الدوحة بعد اعتراض بحرينى سعودى إماراتى. وقالت مصادر خليجية فى الرياض إن تأجيل اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى جاء بسبب عدم وفاء قطر بالتزاماتها خاصة فيما يتعلق بعدم التدخل فى الشئون الداخلية لبعض الدول ومنها البحرينوالإمارات. وأوضحت المصادر "أن هناك اقتراحات بأن تستضيف العاصمة الرياض- دولة المقر- القمة الخليجية المقبلة، حلا للغيابات التى ستحدث إذا انعقدت القمة فى الدوحة خاصة من قبل البحرينوالإمارات العربية المتحدة". وتطالب السعودية قطر بإدخال تغييرات جذرية على سياساتها الخارجية بشأن القضايا الإقليمية، بما فى ذلك طريقة تعاملها مع الوضع الإقليمى وتغطية قناة الجزيرة للأحداث، إضافة إلى عدم التدخل فى الشأن الخليجى. وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح قام بجولة خليجية زار خلالها الإماراتوقطروالبحرين فى إطار مساعيه لحل الخلافات بين الرياض وأبو ظبى والمنامة من جهة والدوحة من جهة أخرى. ومن جانبها حاولت قطر إطلاق كلمات ناعمة فى دعوتها لقادة مجلس التعاون الخليجى للمشاركة فى القمة إلا أن سماء الخليج مازالت ملبدة بالغيوم وتعرقل انعقاد القمة التى من المفترض أن تستضيفها الدوحة خلال الشهر المقبل. ويبدو أن الاختلافات كبيرة فى التعامل مع ملف الإرهاب، حيث ترى الدوحة أن علاج الإرهاب والتطرف لا يمكن أن يكون بالقصف من الجو، وإنما بالتخلص من الأسباب التى ساهمت فى تشكيل بيئات اجتماعية حاضنة للتطرف، ومن أهمها العنف غير المسبوق الذى مارسه النظام السوري، وتمارسه بعض الميليشيات فى العراق".