بعد الانتقادات التى واجهتها طوال العقود الأخيرة باعتبارها أكثر دولة فى العالم تنفيذا لعقوبة الإعدام، تدرس الصين حاليا تخفيض العقوبة من الإعدام إلى السجن مدى الحياة بالنسبة لتسع جرائم، فى حين سيتم تشديد العقوبة بالنسبة للجرائم المتعلقة بالإرهاب، وذلك فى إطار الإصلاحات الأوسع التى يفكر الحزب الشيوعى الحاكم فى إدخالها على النظام القضائى فى البلاد. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب الصينى، وهو أعلى سلطة تشريعية فى البلاد، بدأت مناقشة عدد من مسودات القوانين وتعديلاتها من بينها قانون مكافحة الإرهاب ومسودة تعديل القانون الجنائى. وفى هذا الإطار، سيتم مناقشة مقترح حكومى يقضى بإلغاء عقوبة الإعدام لتسع جرائم، من بينها تهريب الأسلحة أو الذخيرة أو المواد النووية أو العملات المزيفة، وتزوير العملة، وجمع أموال بصورة غير قانونية، وترتيب أو إجبار شخص آخر على ممارسة الدعارة، وكذلك منع قائد أو شخص فى مهمة من أداء مهامه، واختلاق شائعات لتضليل آخرين وقت الحرب. ونقلت شينخوا عن لى شيشى، مدير لجنة الشئون التشريعية باللجنة الدائمة لمجلس النواب، قوله إن إلغاء عقوبة الإعدام بالنسبة ل13 جريمة خلال الأعوام الماضية لم يتسبب فى «تداعيات سلبية على الأمن العام». وكانت الصين قد قلصت فى عام 2011 عدد الجرائم التى تعاقب عليها بالإعدام حيث حذفت من قائمة الجرائم التى تبرر الحكم بالإعدام عمليات تهريب الذهب والفضة والآثار الثقافية والحيوانات النادرة، وتزييف الفواتير المالية أو الضريبية، وتعليم وسائل ارتكاب الجرائم، وسرقة الآثار أو التراث الثقافى، إضافة إلى الاختلاس ببطاقات الائتمان. وتسرى حاليا عقوبة الإعدام فى الصين على 55 جريمة من بينها تهمة ارتكاب «الثورة المضادة» والخيانة والاختلاس وتهريب المخدرات والاغتصاب والقتل والتحايل وإقراض أموال بشكل غير قانونى، ولا تكشف السلطات الصينية أبدا عن عدد الأشخاص الذين يتم إعدامهم سنويا فى البلاد باعتباره من أسرار الدولة، إلا أن مؤسسة «دوى هوا» الصينية غير الحكومية التى تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها وتسعى للإفراج عن السجناء السياسيين فى الصين قدرت أن 2400 شخص أعدموا فى عام 2013، وهو ما يعتبر انخفاضا بنسبة 20% مقارنة بعام 2012، وتراجعا ملحوظا مقارنة بإعدام 12 ألف شخص فى عام 2002. وأكدت مؤسسة «دوى هوا» أنها حصلت على هذه الأرقام من مسئول قضائى يمكنه الوصول إلى عدد حالات الإعدام التى يتم تنفيذها كل عام فى الصين. ورغم انخفاض عدد حالات الإعدام فى 2013 عن السنوات السابقة، إلا أن الصين تواجه انتقادات شديدة من المنظمات الحقوقية والتى تقول إنها تستخدم عقوبة الإعدام أكثر من أى دولة أخرى وإنها وحدها تنفذ أكبر عدد من عمليات الإعدام مقارنة بكل الدول الأخرى مجتمعة، مما يثير قلقا عاما من حدوث خطأ فى تطبيق العدالة يتعذر الرجوع عنه. وبحسب منظمة العفو الدولية فإن عدد الأشخاص الذين تم إعدامهم فى العالم عام 2013 بلغ 778 شخصا أى أن عمليات الإعدام فى الصين تشكل ثلاثة أضعاف تلك التى تم تنفيذها على مستوى العالم. وبالرغم من مساعى السلطات لخفض عدد المحكومين عليهم بعقوبة الإعدام، إلا أن عقوبة الإعدام تحظى بتأييد كبير فى الصين حيث كشف استطلاع للرأى أجرته «سينا كوم» كبرى المؤسسات الإخبارية الصينية على الإنترنت أن أكثر من 75% من الصينيين يؤيدون الاستمرار فى تنفيذ عقوبة الإعدام، فيما تقتصر نسبة معارضيها على مجرد 13,6% .