من حيث لا يريد صار لبنان طرفا فى حرب كان قرر منذ البداية النأى بنفسه عنها، فهل يدفع الجيش اللبنانى ثمن تدخل حزب الله فى سوريا؟ وهل نجح بشار الأسد فى تنفيذ تهديداته بنقل الحرب الدائرة فى سوريا إلى لبنان.بنظرة متعمقة للمواجهات الحالية التى تعد من أخطر الأزمات التى تواجه وحدة وكيان الأراضى اللبنانية نرى أطرافًا عدة تتداخل فى هذه المعركة تتوزع ما بين الجيش اللبنانى وحزب الله وأهالى السنة المساندين للثورة السورية فضلا عن داعش وجبهة النصرة. فمع تدخل حزب الله فى الحرب السورية وتحقيق مكاسب ميدانية لصالح بشار الأسد واستعادة مناطق سورية كانت قد وقعت تحت سيطرة النصرة وداعش مثل القصير والقلمون وغيرها هددت جبهة النصرة وداعش بالدخول إلى لبنان ونقل المواجهة بين حزب الله والمسلحين إلى لبنان. وفى سبيل تحقيق استراتيجيتها وأغراضها اعتمدت كل من جبهة النصرة و«داعش» على العنصر المذهبى السنى فى السيطرة على عرسال عن طريق الخلايا النائمة التى تنتشر ليس فقط فى عرسال ولكن فى طرابلس (كبرى مدن الشمال اللبنانى) ومعقل السنة والسلفية الجهادية فى شمال لبنان. ونظرًا لخطورة الأزمة على وحدة لبنان بكل مكوناته جاء التدخل السريع من جانب الجيش اللبنانى بعد أن أصبح سكان عرسال رهينة فى أيدى هذه العناصر المسلحة والتى وصفت بأنها محاولة لاستدراج الجيش اللبنانى إلى المواجهة من طرف النظام السورى ومن يعاونه بغرض تخفيف الضغط عن حزب الله اللبناني.الذى يدعى أنه يقاتل بجانب نظام بشار وكذلك التنظيمات المسلحة داخل الأراضى اللبنانية بحجة حماية حدود لبنان وهو ما ردت عليه الأمانة العامة لقوى 14 آذار اللبنانية من أن اشتباك حزب الله فى معارك مع مجموعات إرهابية على الأراضى اللبنانية يثير الحساسيات الطائفية فى البلاد عكس قيام الجيش اللبنانى بهذه المهمة فإنه يوحد البلاد خلفه. كما أن المجموعات الإرهابية تصر على تنفيذ تهديداتها بنقل الحرب إلى الداخل اللبنانى ما لم ينسحب «حزب الله» من القتال الدائر فى سوريا وهذا الإصرار يشكل خطرًا على لبنان يوازى خطر قتال الحزب داخل سوريا.، غير أن ما يجرى فى طرابلس اليوم يفضح ما جرى ويجرى فى عرسال، فلم يكن حزب الله هو المستهدف فى عرسال بدليل ما تشهده طرابلس والأهم من ذلك قيام تلك العصابات بجريمة اختطاف الجنود اللبنانيين.