فى إطار الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب فى المنطقة، تبنى البرلمان العربى مقترحات لبرامج شاملة تساعد فى الحرب على الإرهاب وذلك تنفيذا لقرارات وزراء الخارجية العرب التى ربطت بين حماية الأمن القومى العربى وتأثره بالإرهاب. وكانت الجامعة العربية قد شهدت أكثر من اجتماع تضامنا مع مصر فى حربها ضد الإرهاب من بينها انعقاد دورة جديدة للبرلمان العربى وندوة للأمن القومى العربى واجتماع ثالث يعقد اليوم الأحد على مستوى المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية لمناقشة ثلاثة موضوعات من بينها الحادث الإرهابى الأخير الذى وقع فى سيناء وراح ضحيته عشرات الجنود المصريين. وعقب عودته من العراق ضمن وفد الجامعة العربية أوضح نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير احمد بن حلى ل «أكتوبر» أن كل الدول العربية بلا استثناء تتضامن مع مصر فى حربها ضد الإرهاب مشيرا إلى أن الجامعة العربية شهدت أكثر من اجتماع بحث كل الممارسات الإرهابية التى تحدث فى المنطقة وعلاقتها بالأمن القومى العربى خاصة وأن العمليات الإرهابية نالت من أمن واستقرار الدول وسيادتها وهو الأمر الذى يدعونا جميعا للاستنفار السياسى والدبلوماسى لمواجهة هذه الحرب الشرسة التى اشتعلت سريعا فى كل المناطق الاستراتيجية والحيوية وقال إن مجلس الجامعة العربية يعقد على مستوى المندوبين بناء على طلب الكويت رئيس الدورة الحالية للقمة العربية لمناقشة ثلاثة موضوعات تتعلق بالممارسات الإسرائيلية فى القدس ونتائج زيارة الوفد العربى للعراق والهجوم الإجرامى على الجنود فى سيناء وكذلك التحضير لزيارة مقررة لوفد وزارى عربى موسع برئاسة الكويت إلى غزة. وخلال ندوة الأمن القومى التى انعقدت بالجامعة العربية قال عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ل أكتوبر - إن هناك صحوة عربية كبيرة ضد الإرهاب وأن جميع القوى السياسية فى مصر وحتى فى العالم العربى اتفقت على وضع نسق عربى متوافق عليه لحماية الدولة والمجتمع من العمليات الإرهابية الشرسة التى تتعرض لها المنطقة. ومن جانبه، حذر رئيس البرلمان العربى «أحمد بن محمد الجروان» من المخاطر والتحديات التى تشعل المنطقة عبر الإرهاب والفتن الطائفية مطالبا بضرورة التصدى لهذه المخاطر بكل الوسائل التعليمية والفكرية والإعلامية. وقد ناقشت الندوة خمسة محاور اساسية هى: المعالجة الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية وتبنت عدة محاور وآليات للتحرك العربى الشعبى ضد جماعات التطرف والمجموعات الإرهابية والوقوف ضد محاولات التقسيم والتفتيت من المشرق والى المغرب العربى من خلال تعزيز القدرات الدفاعية والاقتصادية ومواكبة المفاهيم الفكرية والثقافية والمجتمعية المعتدلة التى تتناسب مع المجتمعات وتعزز من وضع المواطن العربى وقدرته على مواجهة تلك المتغيرات. وفى هذا السياق، أوضح الجروان أن كلا المحورين التربوى والاجتماعي، والإعلامى والثقافى، هما أهم محاور الأمن القومى العربى التى يجب العمل على تطويرها والاعتماد عليها كآلية مهمة فى الحرب على الإرهاب وكذلك تذليل الصعوبات أمام الشباب والاهتمام بمواهبهم ورعاية المرأة والفتيات وأمهات المستقبل. وأكد رئيس البرلمان العربى إن بناء مجتمعات متعلمة وذات وعى وثقافة حقيقية هو الحصن الحصين للأمن القومى العربى. وأوضح أن مكافحة ظاهرة الإرهاب والقتل التى بدأت تدخل فى كثير من مجتمعاتنا لا بد من معالجتها عن طريق التربية والتعليم معا ونشر الفكر الثقافى الساعى إلى التنمية والإعمار وليس التخريب والهدم. أما حالة الإرهاب المشتعلة فى سورياوالعراق فقد شدد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى على أن المواجهة مع إرهاب تنظيم «داعش» وغيره من مجموعات الإرهاب والتطرف لابد وأن تكون مواجهة شاملة، لا تقتصر فقط على النواحى الأمنية والعسكرية، بل تشمل كذلك المواجهة السياسية والفكرية والعقائدية والدينية والإعلامية، مشيرًا إلى أن هذا ما أكدت عليه قرارات جامعة الدول العربية للتعامل بفاعلية مع الجذور والأسباب التى أدت إلى بروز تلك الآفة وانتشارها فى المجتمعات العربية، وحتى يمكن تجفيف منابع الفكر الإرهابى المتطرف، والذى يعلم الجميع بأنه لا يمت بصلة إلى الدين الإسلامى الحنيف التى تتسم بنشر روح التسامح بين مختلف الأديان والحضارات.