زمان كنت تطلب تليفونًا فيرد عليك من تطلبه بسرعة، ثم تطورت الأمور فأصبح التليفون يرد بجملة موسيقية قصيرة إلى أن يرد المطلوب، الآن تطلب شركة فترد عليك بمانفستو يشرح كل أهدافها وأقسامها واسم السيد المدير وإذا أردت الإدارة المالية اضغط على الرقم (1) إنما لو كنت تريد خدمة العملاء فاضغط على الرقم (10) وبين الواحد والعشرة تسمع موشحا طويلا عريضًا فى مدة زمنية طويلة ويمكن أن تسمع الرسالة من جديد فى حالة عدم وجود من يرد عليك. ويا ويلك إذا كنت تطلب مستشفى استثمارى مثلا فالتليفون يرد أهلا وسهلا إحنا أحسن مستشفى فى البلد عندنا قسم رعاية مركزة يرد الروح وقسم جراحة فرز أول.. وتحاليل وأشعة، أطباؤنا نقاوة من الخارج والداخل، هيه عايزة إيه بقى، أبدا أنا كنت عايز أطلب سيارة إسعاف لكن المريض الذى يحتاجها انتقل إلى رحمة الله حالا..!!. وكثير من الشركات تستغل ظاهرة البطالة وتسند للشباب مهمة مطاردة الناس على التليفونات لتسويق سلعها من العقارات أو نظم التأمين أو فلاتر المياه أو عضوية أحد النوادى أو بيع ديكور لقناة تلفزيونية، وعليك أن ترد حتى لو كنت نائمًا أو مريضًا وأنت وأعصابك فأحيانا تكون ذوق وتتجمل بالكذب وتقول أنا فى الخارج أو أنا فى المستشفى أو أنا أقود السيارة على الدائرى أو المحور، وأحيانا يفيض بك الكيل فتقفل الخط دون اعتذار أو رد. والأسوأ ظهر فى السوق مؤخرًا، فيتصل بك رقم أنت لا تعرفه فلا ترد تجنبا لشركات الإعلانات فيترك لك رسالة على تليفونك وغالبا ما تلجأ لقراءة هذه الرسالة إما حبا للاستطلاع أو خشية أن تكون رسالة مهمة من صديق قديم لم تسجل اسمه على تليفونك أو تكون رسالة من جهة لك بها صلة عمل. وهنا يقع المحظور فالرسالة تبدأ بجملة «هذه المكالمة تكلفتها خمسون قرشًا وهات يا شرح لطبيعة الشركة المتحدثة ومزايا منتجاتها، وبدلا من أن تكون الدعاية لنفسها على حسابها تكون على حساب الزبون. وتفشت ظاهرة مؤخرًا فى الخط الأرضى، إذ يرد التليفون فترفع السماعة لتسمع رسالة مسجلة هى إعلان لشركة تجارية! تقتحم عليك بيتك من غير إحم ولا دستور كأن البيت وكالة من غير بواب. ويا ويلك يا عزيزى صاحب الموبايل أو الخط الأرضى إذا وقعت نمرة تليفونك فى إيد شاب من الذين يمثلون هذه المؤسسات والشركات فإنهم يطاردونك أينما كنت، تطردهم من الباب يدخلون من الشباك يتحايلون ليتصلوا كل عدة دقائق بعد تغيير الشخص المتحدث ليحل محله زميل أو زميلة له هتشترى يعنى هتشترى بالذوق بالعافية هاتشترى. من أين يحصل هؤلاء على أرقام تليفونات الناس؟ وفى معظم الاتصالات لا يعرف المتصل اسم الزبون الذى يتصل به إنما رقمه فقط، قطعا شركات المحمول ليست بريئة من هذه العملية، أما التليفون الأرضى فلا يوجد جهة مسئوولة عن أرقام العملاء إلا الشركة المصرية العامة للاتصالات. إنها عملية نصب مسموع بالخطوط التليفونية المحمولة والأرضية وهى ظاهرة تفشت فى دول كثيرة من دول العالم حتى أن البرنامج التلفزيونى الشهير من قناة BBC البريطانية واسمه WATCH DOG قد عرضها للبحث والتحليل بعد الشكوى العامة من جمهوره وجاء فى البرنامج أن شركات التليفونات مسئولة مع الشركات المتصلة مسئولية مشتركة إذ يتفقان على تسمع ريع هذه العمليات التى تبتز الزبائن. فى مصر معظم القنوات الفضائية لم تعد تجد موضوعًا جماهيريا لمناقشته فلماذا لا تفتح موضوع هذا النصب على الناس الآمنة التى يعلم الله كم هى فى حاجة إلى الراحة من روشة الإعلانات أو رفع تكلفة مكالمة الشركات البجحة التى تعمل إعلاناتها على حساب الزبون. هذه الظاهرة تحتاج اهتمام جهاز حماية المستهلك وهذا المقال شكوى إلى هذا الجهاز النشيط إنها ظاهرة نصب مسموع.