تستضيف مصر اليوم مؤتمرًا دوليًا حول فلسطين تحت عنوان «مؤتمر القاهرة الدولى حول فلسطين- إعادة إعمار غزة»، وذلك على مستوى وزراء الخارجية، بمشاركة الحكومة النرويجية وحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس. ويعقد المؤتمر تحت رئاسة مشتركة لسكرتير عام الأممالمتحدة بان كى مون وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربى، وممثلة السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون، ووزراء خارجية اليابان وفرنسا وإيطاليا والأردن ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية وبمشاركة وزير الخارجية الأمريكى. ويأتى المؤتمر متوجًا لجهود مصر فى سبيل دعم القضية الفلسطينية والتوصل لحل دائم لها، وسعيًا لإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى فى ضوء التدمير الواسع الذى تعرض له قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلى على مدار 51 يومًا. ويهدف المؤتمر إلى الخروج باستراتيجية شاملة تساهم فى تحقيق الاستقرار فى الأراضى الفلسطينية على المدى البعيد. والتأكيد على سبل تعزيز أسس وقف إطلاق النار وتحقيق الهدوء الدائم وتحسين آفاق الحل السياسى للصراع عن طريق تعزيز قدرة الحكومة الفلسطينية على تحمل مسئوليتها فى جهود الانعاش وإعادة التأهيل فى غزة وتعزيز قدراتها للحكم الفعلى لفلسطين ككل، بالإضافة لتعزيز آلية الأممالمتحدة القائمة لاستيراد وتصدير البضائع والمواد من قطاع غزة وإليه وتسهيل إزالة القيود، وجمع الدعم المالى للإنعاش وإعادة الإعمار وجهود التنمية فى غزة. وقد دعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس الأسبوع الماضى فى رام الله دول العالم إلى دعم إعادة إعمار غزة عقب الهجوم الإسرائيلى الأخير عليه، وأعرب عن أمله أن تقدم دول العالم المنح السريعة حتى نتمكن بسرعة من إعادة الإعمار فى غزة. وكانت تقديرات قد أكدت أن تكلفة عملية إعادة الإعمار تقدر ب4 مليارات دولار على الأقل، وكان مجلس الوزراء الفلسطينى قد صادق على الخطة الوطنية للإنعاش المبكر وإعادة إعمار غزة، وستبلغ تكلفة إعادة تأهيل البنى التحتية وحدها 1.9 مليار دولار تقريبًا، كما ستصل تكلفة إعادة إعمار المنازل وإصلاح المتضرر منها ما يزيد على المليار دولار، حيث تضررت 18% من المنازل فى غزة أو دمرت بالكامل، وأصبح ما يزيد على 108 آلاف مواطن بلا مأوى، ومع اقتراب الشتاء يصبح توفير الملاجئ لهؤلاء الأشخاص أولوية قصوى. كما قدرت الحكومة الفلسطينية أنها بحاجة إلى 700 مليون دولار من أجل دعم الاحتياجات الإنسانية والصحية والتعليمية لعشرات الآلاف من أبناء شعبها، وستقدم حكومة فلسطين خلال المؤتمر بمساعدة المنظمات الدولية تقديرات حديثة تتناول احتياجات القطاع من خطط إعادة الإعمار والتنمية لفترة خمس سنوات. قاد وزير الخارجية المصرى سامح شكرى ووزير خارجية النرويج بيوريح بريندى الدعوة لعقد مؤتمر إعادة أعمار غزة. واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى الوزير النرويجى وتم بحث ترتيبات استضافة مصر للمؤتمر، حيث أكد الرئيس على الارتباط الوثيق بين جهود إعادة الإعمار وبين تحقيق تسوية نهائية تضمن عدم تكرار نشوب هذا الصراع وما ينتج عنه من تدمير للمدن والبنى التحتية، وهو الأمر الذى أكد عليه الوزير النرويجى، وشدد على أهمية البناء على الجهود المصرية لاسئناف المفاوضات وصولًا إلى التسوية النهائية. وقد حرصت مصر منذ بدء الاعتداءات الإسرائيلية علىقطاع غزة على إبقاء معبر رفح مفتوحًا بشكل مستمر والسماح بعبور الأشخاص وقوافل المساعدات الإنسانية واستقبال الجرحى والحالات الإنسانية للتخفيف من معاناة سكان القطاع، وقد بلغ عدد الذين عبروا من الاتجاهين أكثر من 7500 شخص، والسماح بنقل أكثر من 1200 طن من الأدوية والمساعدات الغذائية إلى قطاع غزة. والتنسيق مع العديد من الدول العربية والأجنبية لتسهيل إجراءات دخول القوافل الإنسانية للقطاع. وذكر المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطى أن المؤتمر يهدف إلى تثبيت وتعزيز أسس اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وتحسين آفاق الحل السياسى للصراع عن لحريق تعزيز قدرة الحكومة الفلسطينية فى تحمل مسئوليتها بشأن العدوان الإسرائيلى على القطاع من دمار وخسائر بشرية ومادية كبيرة وتدهور الأوضاع المعيشية التى هى بالأساس كانت صعبة قبل الحرب الأخيرة.