منذ تفجير متحف الفن الإسلامى فى يناير 2014 إنهالت الوعود بالتبرع لإنقاذ المتحف سواءً من منظمات دولية مثل اليونسكو أو من بعض الفنانين الذين وعدوا بإطلاق حملة لجمع التبرعات إلا أن هذه الوعود لم تتحقق وذلك أعلنت دولة الإمارات مؤخرًا تمويل إحياء المتحف من خلال الترميم المعمارى وإعادة العرض المتحفى وتأهيل المنظومة التأمينية بكاميرات مراقبة وغرفة تحكم مركزية بخبرات و أياد مصرية ليعود متحف الفن الإسلامى مركز إشعاع حضارى وعلمى. كان د.سلطان الجابر وزير الدولة الإماراتى قد زار متحف الفن الإسلامى رافقه خلال الزيارة د.ممدوح الدماطى وزير الآثار الذى أعلن عن تبنى المكتب التنسيقى للمشاريع التنموية الإماراتية فى مصر تمويل المتحف بالكامل، ومن جانبه قال د. سلطان الجابر إن الإمارات ماضية فى دعم مصر خلال المرحلة المقبلة التى تسعى فيها إلى ترسيخ ركائز النمو والتطور لمواجهة كافة التحديات بما يكفل تحقيق التطلعات والطموحات التى يصبو إليها الشعب المصرى. وأضاف أن ما يجرى من أعمال ترميم لمقتنيات المتحف الإسلامى إنما يعكس حرص مصر على محاربة كافة أشكال الإرهاب وما يترتب عليه من آثار حيث تمثل مصر درعًا واقية للأمة الإسلامية جميعها، مؤكدا حرص دولة الإمارات على تقديم الدعم الكامل لمشروع إعادة تأهيل المتحف الذى تعرض للتدمير من جماعات الإرهاب. الفن الإسلامى «أكتوبر» التقت مع ماجدة يوسف مدير عام المتحف والتى قالت إن الباحثين وأساتذة الجامعات و كل من استفاد من المتحف كانوا يريدون التبرع و لكن فى صندوق خاص بالمتحف لإعادة هذا الصرح العلمى مرة أخرى للوجود وليس التبرع لصندوق الحفاظ على التراث وقد سعينا لإنشاء حساب تبرع للمتحف ولكنه تعذر لذلك فقد انشرحت صدورنا بالتمويل الإماراتى الذى سيؤدى إلى انفراج الأزمة. وأضافت أن المتحف يضم أندر وأضخم أكبر مجموعة إسلامية تبرز مميزات وأهمية الفن الإسلامى وطرق الصناعة الجميلة من الترصيع والتكفيت والتطعيم مثل تابوت الحسين المكتوب عليه بالخط الكوفى والنسخ ذلك يدل على أنه صنع فى نهاية العصر الفاطمى وبداية الأيوبى ومحراب السيدة رقية ومحراب الجامع الأزهر ومحراب السيدة نفيسة و أقدم دينار الذى يعود إلى عام 77 هجرية ومجموعة السجاجيد الإيرانية والتركية وقطعة من المفرش الذى كان يغطى بها قبر الرسول ? والبلاطات الخزفية والتنانير التى كانت تعلق فى الأسقف، كذلك أدوات جراحية تعود للعصر العباسى وتذكرة طبية مكتوبة لعلاج آلام البطن للسلطان برسباى و قطع تدل على التسامح فى الإسلام من خلال التعاون بين المسلمين والمسيحيين وهم موقعين معا على ظهر أطباق خشبية كذلك قطعة رسمت عليها السيدة العذراء والسيد المسيح، و لدينا لوحات تأسيسية وأبواب مثل باب الإمام الشافعى و باب الجامع الأزهر ومخطوط على بن أبى طالب كرم الله وجهه فى وصف الرسول ? و الذى كتب على لوحة خشبية هذه القطع الأثرية الجميلة تستحق أن نبدأ فورا فى ترميم المتحف الذى تسعى لأن تنافسه متاحف أخرى مثل متحف قطر الحديث. تأمين المبنى وأكدت أنها تريد مبنى مؤمنًا يناسب ما سيعرض فيه من ثروة فنية نادرة غير موجودة فى أى متحف فى العالم لذلك فقد طالبت بتغيير الفتارين التى كانت مصنوعة وقت الانفجار من زجاج يحتوى على مواد من المعدن لذلك تحطمت الفاترينة لكنها ظلت متماسكة أما التى كانت فى مواجهة مديرية الأمن فقد أطاح بها الانفجار وتناثرت أجزاؤها لذلك طالبت بفتارين مثل الموجودة فى المتحف البريطانى والتى تحتوى على رف غير مرئى من المطاط وذلك للحفاظ على الأثر من السقوط، كذلك شراء كاميرات مراقبة حديثة ذات إضاءة ليلية بدلا من الكاميرات القديمة التى كانت تركب الإضاءة بجانبها. و تذكرت ماجدة يوسف يوم التفجير فتقول عندما حدث الانفجار تم استدعاء جميع الأمناء والمرممين و منعنا دخول أى شخص و قد ساعدنا فى ذلك سكان المنطقة والشرطة حتى جاء رجال المعمل الجنائى و النيابة وكتبوا تقريرهم، وتضيف أن 180 عملة كانت معروضة وبعد الانفجار عثر على 172 فقط فاستخدمنا الغربال فى نخل التراب والزجاج حتى عثرنا على ال8 عملات الباقية وذلك بعد 21 يومًا من الانفجار، و الغريب أن اللوحات الثلاث الموجودة فى مدخل المتحف لم تضر من الانفجار ومكتوب عليها «لا شرف يعلوا فوق الإسلام» و«لا اله إلا الله ومحمد رسول الله» كذلك فاترينة المصحف. وأشارت إلى أنها تتمنى أن تسمح دول العالم لوفودها بزيارة المتحف وأن يكون هناك معارض خارجية للدعاية له وأن يسير الفن الإسلامى بالتوازى مع الفن المصرى القديم لأن الأول امتداد للثانى فهناك عناصر زخرفية فى الفن المصرى القديم نجدها فى الفن الإسلامى مثل زهرة اللوتس و نبات البردى، وتتمنى أن يكون هناك شاشات عرض لتعرض ما بداخل المتحف لتجذب الناس كذلك عمل لوحات للصم و البكم حتى يتمكنوا من زيارة المتحف كذلك لوحات بلغة برايل للمكفوفين حتى يتعرفوا على الفن الإسلامى وعمل الدليل الالكترونى الذى من خلاله يتمكن الزائر من معرفة معلومات عن قطعة بعينها ومكانها وسط معروضات المتحف، كما نتمنى أن يضم للمتحف الجزء المخصص لدار الكتب لأن ذلك سيسمح لها بعرض ال 98 ألف قطعة الموجودة فى المتحف، وأكدت أن أعمال ترميم القطع الأثرية التى أضيرت من الإنفجار لم تتوقف حيث تم ترميم 46 قطعة من أصل 179 قطعة تضررت. العمل مستمر وفى قسم الترميم مازال العمل مستمرا كأنه خلية نحل لإنقاذ ما تبقى من قطع أثرية أضيرت من الانفجار وهناك التقينا بمنى السيد معوض رئيس قسم ترميم الخزف والزجاج و التى قالت إنه بعد الإنفجار كان عليها وفريق العمل أن يجمعوا كل الكسر الزجاجية والخزفية وتصنيفها فى أكياس بلاستيكية تخص كل قطعة على حدى مع ترقيمها ووضعها فى صناديق و تغليف المشكاوات المتضررة بالإسفنج والبلاستيك وحفظها فى المخازن، ثم بعد ذلك قمنا بعمل جرد للقطع و تقسيم العمل لمجموعات ومستويات وكانت أولويات العمل تحتم علينا البدء فى القطع الخزفية لأنها تضررت من المياه التى تسربت من دار الكتب ولو تركناها أكثر من ذلك لتحللت. وعن ظروف العمل قالت: كنا نعمل فى أسوأ الظروف بدون كهرباء حيث تم استعمال المولدات التى كانت تفصل كثيرًا فكنا نعتمد على الكشافات وذلك حتى انتهينا من فصل القطع التى حالتها متردية والتى يمكن أن تؤجل للمرحلة الثانية ونحن الآن على وشك الانتهاء من المرحلة الأولى، أما بالنسبة للقطع الخزفية فقد قطعنا شوطًا كبيرًا فى ترميمها مثل خزف الفيوم الذى يضم قدورًا وأطباقًا وأخرى ذات بريق معدنى.