هذا الشعب العظيم الذى يملك حساسية سياسية، وقدرة كبيرة على التعامل مع المواقف المصيرية يجب أن نتوقف كثيرا عند موقفه من الانتخابات الرئاسية التى شكلت درسا سياسيا بليغا يجب أن نتدارسه. كان حسه السياسى العالى يتفاعل مع الواقع الذى عشناه خلال العام الماضى وحافظ على قوة الدفع التى اكتسبها المشير عبد الفتاح السيسى الرئيس القادم لمصر. فى نفس الوقت لا توجد شيكات على بياض يقدمها هذا الشعب بزعم الشعبية الجارفة للمشير عبد الفتاح السيسى إلا أنه يملك الكثير من التوقعات بل تصل إلى المطالب التى يريد أن يرى بداية لتحركها فى اتجاه التحقيق والتنفيذ. لذا نقول إن الرجل يعرف طريقه من خلال اللقاءات التى تمت بينه وبين قطاعات مختلفة من الشعب نستطيع أن نرصد أنه يعلم المشاكل والهموم التى يحملها شعبنا وقد نؤكد هنا أنه يملك حلولا غير تقليدية سوف تساهم فى تحريك الأمور ووضع الكثير من هذة المشاكل فى طريق الحل وتحسين الأوضاع بشكل عام . وأين دورنا من كل هذا، الرئيس لن يستطيع أن يفعل كل شىء وعلينا العمل تحت قيادته وخلق الوعى بأن الشعب هو العصا السحرية كما قال المشير فى أحاديثه. ستتقدم مصر وستحتل موقعها القيادى فى ظل منطقة يعاد تشكيلها وبناء تحالفات جديدة، وتربص من قوى كثيرة لن تتوقف عن محاولة النيل من مصر واستقرارها. هذا الصيف سيكون صيفا ساخنا من الناحية السياسية للمنطقة العربية، ومتطلبات الأمن القومى المصرى معروفة وهى ركيزة أساسية لمتطلبات الأمن القومى العربى. وأعتقد أن مصر يجب أن تعمل على إقامة نظام عربى جديد يقوم على مبادئ عدم التدخل فى الشئون الداخلية، ومحاولة تحقيق أدنى حد من التكامل الاقتصادى. وبناء شبكة من العلاقات الاستراتيجية تكفل رؤية واحدة للأمن القومى العربى ولا تسمح بأى عزف نشاذ يعرض المنظومة العربية للاختراق أو الاهتزاز. لذا اعتقد أن الحرص على تعزيز علاقات مصر مع الدول العربية من أهم المحاور التى يجب العمل فيها بجدية فى ظل تواجد الرئيس الجديد، ونعترف أن مصر قطعت شوطا فى هذا المجال منذ 30 يونيو بفضل دبلوماسية نشطة وواعية وتضع استراتيجية مستقبلية قائمة على أن انطلاق مصر من محيطها العربى يعطيها دائما قوة و صلابة تستطيع بها أن تؤثر بإيجابية فى مجمل علاقتها الدولية والإقليمية. ولا شك أن الدائرة الأفريقية يجب أن يستمر العمل فيها بنشاط واستغلال الزخم القائم حاليا فى علاقاتنا الأفريقية وقد تكون القمة الأفريقية المقبلة فى غينيا الأستوائية بداية لتفعيل علاقة مصر بالدول الأفريقية وإنهاء حالة التجميد لنشاط مصر فى الاتحاد الأفريقى التى استشعر الجميع ضررها وتأثيرها السلبى على القارة الأفريقية. أمامنا طريق طويل لاستعادة الصورة المصرية ونحن هذة المهمة، وقادرون على استعادة الصورة الأيجابية فى أقرب وقت.