عاد قوم ذكروا في القرآن بأنهم طغوا على نبي الله هود فأهلكهم الله بالصاعقة وأن عادًا كانوا خلفاء في الأرض من بعد قوم نوح، وكانوا أقوياء أشداء، ممن زادهم الله بسطة في الخلق، وكانت مساكن عاد فيأرض الأحقافمن جنوب شبه الجزيرة العربية. والأحقاف تقع في شمال حضرموت، ويقع في شمال الأحقاف الربع الخالي، وفي شرقها عُمان وموضع بلادهم اليوم رمال قاحلة، لا أنيس فيها ولا ديارقال الله:-} وَإِلَىعَادٍأَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَه غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ}.ولقد حدد القرآن مكان قوم عاد في الأحقاف والأحقاف جمع حقف وهي الرمال، ولم يعين القرآن موقعها، إلا أن الإخباريين كانوا يقولون إن موقعها بين اليمن وعُمان، ولقد أخبر القرآن الكريم أن قوم عاد بنوا مدينة اسمها (إرم) وصفها القرآن بأنها كانت مدينة عظيمة:- {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}وذكر المؤرخون أن عادًا عبدوا أصنامًا ثلاثة:- صداء صمود الهباء،كما ذكر الطبري في تاريخه. ولقد دعا هود قوم عادإلى عبادة الله تعالى وحده وترك عبادة الأصنام لأن ذلك سبيل لاتقاء العذاب يوم القيامة .ولكنهم احتقروا قوم عادهودًا ووصفوه بالسفه والطيش والكذب،كما قال القرآن:- (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ). ولكن هودًا نفى هذه الصفات عن نفسه مؤكدًا لهم أنه رسول من رب العالمين لا يريد لهم غير النصح ,امرهم بتقوى الله،{فأتقوا الله واطيعون. واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون، أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون ، إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم}،ولما كذبوا هودًا أرسل عليهم الله تعالى ريحًا شديدة محملة وكانوا أقوياء أشداء، ممن زادهم الله بسطة في الخلق. فأرسل الله عليهم الريح العقيم، ريحًا صرصرًا عاتية، سخرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيامٍ حسومٍ نحسات، تدمر كلّ شيء بأمر ربها، فما تذر من شيء أتت عليه إلاَّ جعلته كالرميم. فأهلكتهم، وأنجى الله برحمته هودًا والذين آمنوا معه، وتم بذلك أمر الله وقضاؤه.