رجال الأعمال ليسوا هذا النموذج الاختزالى الذى نراه فى الدراما.. رجال الأعمال فيهم الشرفاء وغير ذلك شأنهم شأن الشائع فى كل قطاعات وفئات المجتمع فقط هم يتميزون أنهم أصحاب مشروعات تدر أرباحًا كبيرة أو قليلة إلا أن جزءًا فيها لابد أن يوجه تجاه التنمية الاجتماعية للوطن الذى منحهم فرصة العمل والربح.. وعندما نقول الوطن فنحن نتحدث عن مجتمع ونتحدث عن مسئولية لرجال الأعمال تجاه أفراد هذا المجتمع باختصار: نحن نتحدث عن المسئولية الاجتماعية لهذه الفئة من المصريين.. هذه المسئولية التى يجب أن تنبع منهم بالأساس قبل أن يطالبهم المجتمع بالقيام بها وهناك نماذج كثيرة فى بلاد تشبه بلادنا برزت فيها مشاركات رجال الأعمال وتحملوا شطرا كبيرا من تنمية مجتمعاتهم.. ويبقى السؤال المطروح الآن على الساحة.. ماذا يريد المجتمع المصرى من رجال أعماله؟! وهل الدعايات التى يتم الترويج لها عن تبرعاتهم الحاتمية بجزء من ثرواتهم هى حقيقة وجميل يسدونه وينكره المجتمع؟ فى البداية يقول الدكتور أحمد حجازى أستاذ علم الاجتماع بجامعة كفر الشيخ إن المسئولية الاجتماعية لرجال الأعمال عرفها البنك الدولى بأنها التزام أصحاب الأعمال التجارية بالمشاركة فى التنمية المستدامة بأسلوب يخدم الاقتصاد الوطنى والتنمية فى وقت واحد. وأكد حجازى أن من أبرز رجال الأعمال الذين استوعبوا مبكرا فكرة المسئولية الاجتماعية طلعت حرب حيث لعب دورا مهما فى هذا المجال أسهم فى استقرار وتنمية المجتمع. وطالب حجازى من أصحاب الأعمال فى ظل الظروف التى تمر بها مصر الآن التحرك السريع للخروج من الأزمة الاقتصادية والانطلاق نحو المستقبل من خلال الاهتمام بالدور الاجتماعى لرجال الأعمال الذى ينبغى تنظيمه ليستفيد منه المجتمع بشكل أفضل. وقال مجد الدين المنزلاوى رئيس لجنة الطاقة بجمعية رجال الأعمال المصريين: إن الجمعية قامت بمبادرة وطنية حيث كونت مجموعة عمل تضم أعضاء لجنتى الطاقة بالجمعية واتحاد الصناعات المصرية، لدراسة الفرص الاستثمارية لتكون هذه الخطوة الأولى من جانب القطاع الخاص لتنفيذ الجزء الخاص ببرنامج الرئيس السيسى فيما يتعلق بمنظومة الطاقة. وطالب بضرورة دعم رجال الأعمال المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر والتى تعد أن تكون إضافة قوية للاقتصاد الوطنى فى حال توافرت لها البيئة التنظيمية والتشريعية الملائمة؛ وكذلك ثقافة المجتمع نحو هذه الأعمال والأنشطة التجارية، وإذا ما وجدت قنوات لتمويلها ومساندتها فنياً من خلال الاستشارات الفنية. وأكد على تحفيز روح المبادرة وريادة الأعمال التى تعتمد على جهود الجميع بلا استثناء، فالتعاون بين كل القطاعات يوفرالبنية التحتية للابتكار والتطويروهذا مهم وأساسى فى عملية التحفيز، وقدرتنا على كسب طاقات اقتصادية تسهم فى دفع عجلة التنمية والاقتصاد التى يؤدى إلى بناء ركن أساسى للوصول إلى بيئة خلاقة ورائدة فى الأعمال. وقال الحسين حسان مؤسس حملة مين بيحب مصر : إن حكومة محلب لن تبنى مصر وحدها مؤكدا أن الدور الأكبر يقع على رجال الأعمال الشرفاء. وأشار حسان إلى أهمية تفاعل دور منظمات أصحاب الأعمال فى النهوض بعملية التنمية المستدامة من خلال مبادرات المسئولية الاجتماعية. وأكد على ضرورة دعم الاقتصاد الوطنى لإعادة بناء مصر ومؤسسات الدولة وبدء عملية التنمية الشاملة وتأكيد العدالة الاجتماعية؛ كما يجب أن يشارك القطاع الخاص فى تطوير المناطق العشوائية التى عانت لسنوات عديدة وحتى يستفيد المجتمع بشكل منظم من هذا الدور الريادى لابد من إطار يجمع كل المشاركين وخطط عمل محددة على ضوء احتياجات المرحلة لتوفر للمصريين كل ما يحتاجونه بعزة وكرامة. وطالب بوضع حلول ابتكارية ليس فقط فى مجال الصناعة وإنما فى مجالات الزراعة والثروة الحيوانية ومراجعة القوانين المقيدة لانطلاق مثل هذه المشروعات والتفاعل الحقيقى بين الدولة ورجال الأعمال والشباب وفق رؤية واضحة وأهداف قابلة للتحقق. وأكد محمد جنيدى نقيب المستثمرين الصناعيين إن سلسلة تطوير المسئولية الاجتماعية تعدُ خطوة نوعية فى بناء الدولة المصرية ولتعزيز تلك الثقافة الجديدة فى مجتمعنا لابد من إعداد دليل إرشادى للسياسات والإجراءات ودليل البرامج المسئولية الاجتماعية. وأوضح أنه لابد أن تكون هذه المبادرة متوقعة وتؤكد حرص المستثمرين على استعادة مصر دورها الريادى، خاصة أن جميع الدول العربية ساهت بدور كبير وأجمعت على أن مصر يجب أن تعود لقوتها. وأضاف جنيدى أن الاقتصاد المصرى تعرض لأزمات عدة طوال السنوات الثلاث الماضية مؤكدًا أن المبادرات ستعمل على استعادة الاقتصاد المصرى لقوته مرة أخرى، كما ستساهم فى استعادة لم الشمل بين الدول العربية مرة أخرى وزيادة أحجام التبادلات التجارية. ومن جانبه أعلن المهندس بسيم يوسف عضو غرفة الصناعات الهندسية أن رجال الأعمال لديهم مسئولية اجتماعية تجاه المجتمع ليسود التكافل الاجتماعى ورجال الأعمال الوطنيون لا يتوانون عن المساهمة فى تنمية مجتمعهم والتبرع للمؤسسات متى وثقوا أن تبرعاتهم فى أيدٍ أمينة. وقال الدكتور محمود عليان الخبير الاقتصادى: إن مصر بها أكثر من 200مؤسسة لمجتمع الأعمال تتمثل ما بين جمعيات المستثمرين ومجالس الأعمال وجمعيات واتحادات يجب أن تعلن كل مؤسسة عن مبادرة لدعم التنمية وتمويل المشروعات الخدمية والاستثمارية الكبرى والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر وتنمية المجتمع، وذلك سيساهم فى تأسيس المؤسسات الحكومية واستعادتها مرة أخرى وأكد عليان أن رجل الأعمال مواطن قبل كل شىء، وعليه واجب خدمة الوطن فى أى مجال يتاح له، والتنمية عادة ترتكز على عدة ركائز منها الجانب الاقتصادى والمشروعات التنموية لتعزيز توجهات الدولة لتنوع مصادر الدخل . قال المستثمر السعودى إبراهيم الحارثى رئيس مؤسسة الحارثى العقارية بالمملكة العربية السعودية أن لرجال الأعمال بصمات ملموسة فى مشروعات التنمية لأى دولة وذلك بتضافر جهود التعاون المشترك مع الجانب الحكومى وتأتى ثمراته لتصب فى صالح ازدهار الوطن ورخاء المواطن. وأكد أنه من خلال اجتماعاته مع رجال الأعمال السعوديين كشفت عن رغبتهم فى مضاعفة استثماراتهم فى مصر. وأضاف أن دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد مؤتمر المانحين لمصر فى الفترة المقبلة سيشكل أرضية صلبة لتقديم الدعم والمساندة للاقتصاد المصرى وضخ المزيد من الدماء والقوى والأموال للاقتصاد المصرى. وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الاستثمارات والتعاون الاقتصادى السعودى المصرى فى مختلف القطاعات. وأوضح أنه يستهدف استثمار حوالى مليار دولار خلال عام كاستثمار مبدئى لدخول السوق المصرية، وأكد أنه يستهدف ضخ الاستثمارات الجديدة فى مجالات المقاولات والبنية التحتية وقال الحارثى إن القيادتين السياسيتين فى مصر والسعودية تتواصلان من أجل زيادة حجم الاستثمارات فيما بينما لزيادة الدعم الاستراتيجى السعودى لمصر ومساعدة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى تنشيط الاستثمارات العربية فى مصر.