ارتياح كبير بإعلان فوز الخراط وطوغان بالنيل فى الآداب والفنون.. واستياء شديد من فوز هاشم بالجائزة فى العلوم الاجتماعية. فرح كبير على مواقع التواصل الاجتماعى بفوز طوبيا بتقديرية الآداب.. وفوز أبو سعدة بالتفوق جاء متأخرا عشرين عاما. عقب إعلان نتائج التصويت، وإعلان أسماء الفائزين بجوائز الدولة، سادت فى المجمل حالة من الرضا والارتياح والقبول فى الوسط الثقافى الذى أبدى تأييده وقبوله بمعظم الأسماء الفائزة بجوائز الدولة، على عكس المعتاد، باستثناءات طفيفة فى كل فرع. إعلان فوز الكاتب الكبير إدوار الخراط بجائزة النيل فى الآداب لهذا العام، قوبل بإجماع تام بالترحاب والفرح، خاصة أن الخراط الذى يعانى من الشيخوخة والمرض والتجاهل منذ سنوات طويلة، يعد اسمًا متفردًا فى الكتابة الأدبية على مستوى مصر والعالم العربى، وحيث تمثل أعماله اتجاهًا متطورًا فى الكتابة الرمزية والحداثية، دون أن يسترعى ذلك انتباه النقاد، فباستثناء دراسة أو دراستين على الأكثر، لم يحظ الخراط بدراسة وافية وشاملة تكشف عن ملامح وسمات مشروعه الإبداعى الضخم. من أعمال إدوار الخراط التى حفرت مكانها وقيمتها فى مدونة الأعمال الإبداعية المصرية والعربية الخالدة خماسية ميخائيل قلدس، التى تضم روايات: «رامة والتنين»، «الزمن الآخر»، «يقين العطش»، «صخور السماء»، «طريق النسر». وفى المقابل، كان لإعلان فوز أحمد عمر هاشم بجائزة النيل فى العلوم الاجتماعية على حساب الدكتور حسن حنفى أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، أصداء سلبية ومثيرة للاستياء، بعدما بدا أن التصويت كان يتم وفق تربيطات مسبقة، وهو ما اعتبره مثقفون محاباة فجة وغير مقبولة لرجل لعب دورا كبيرا فى تحريض طلاب الأزهر، حينما كان رئيسا للجامعة، فى الأزمة الشهيرة عام 99 (أزمة رواية وليمة لأعشاب البحر للسورى حيدر حيدر)، وانحاز فيها عمر هاشم للتيارات الظلامية والتكفيرية وساهم فى تأجيج الأزمة بتقرير محاكم تفتيش من أسوأ التقارير التى عبرت عن أقصى درجات الاستقطاب بين الداعين للدولة المدنية ودعاة ورموز الدولة الدينية وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين. كل الأسماء التى تم الإعلان عن فوزها بجائزة الدولة التقديرية فى فروعها الثلاثة (الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية)، باستثناء اسم واحد، حظيت بترحاب وقبول واسع من جانب المثقفين، خاصة إعلان فوز الأديب والكاتب الكبير مجيد طوبيا بجائزة الدولة التقديرية فى الآداب، وهو أحد أعلام جيل الستينيات، الجيل الأشهر فى تاريخنا الأدبى المعاصر، وصاحب الأعمال الروائية المرموقة «أبناء الصمت»، و«الهؤلاء»، وطاله من الإهمال والتجاهل الكثير خاصة فى العقد الأخير. كذلك جاء إعلان فوز اسم الراحل أحمد عتمان، وكان رحمه الله، أستاذا جليلا عظيم القدر والشأن، تخصص فى الدراسات اليونانية واللاتينية، وكان علما راسخا من أعلام الدراسات الكلاسيكية ومن أعلام الترجمة عن اليونانية القديمة والإيطالية، وكان يترأس قسم الدراسات اليونانية والرومانية بكلية الآداب جامعة القاهرة، قبل وفاته العام الماضي. الأمر ذاته تكرر مع إعلان فوز الأستاذة الجليلة والباحثة القديرة الدكتورة نبيلة إبراهيم، بتقديرية العلوم الاجتماعية، أستاذة الأدب الشعبى بكلية الآداب جامعة القاهرة، وهى التى أمضت أكثر من نصف القرن راهبة فى محراب الأدب الشعبى والفلكلور وأنجزت خلال مشوارها الطويل أكثر من 25 كتابا مؤلفا ومترجما ومحققا، منها «أشكال التعبير فى الأدب الشعبي»، «فن القص بين النظرية والتطبيق»، «قصصنا الشعبى من الرومانسية إلى الواقعية». أما فوز الشاعر الكبير محمد فريد أبو سعدة، أحد أركان حركة الشعر الحديث فى مصر، ومن أبرز أصوات جيل السبعينات الشعرى، بجائزة الدولة للتفوق فى مجال الآداب، فقد قوبل بعاصفة من الفرح والاحتفال بين أصدقاء ومحبى الشاعر الكبير، وتحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعى إلى منصات احتفال به. أبو سعدة من أبناء دار المعارف، حيث عمل بها مديرا للنشر الثقافى، كما عمل مخرجا صحفيا، وهو حاصل على بكالوريوس الفنون 1972 ودبلوم الدراسات العليا فى الصحافة 1981، وهو عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة. من دواوينه الشعرية: «السفر إلى منابت الأنهار» 1985 «وردة للطواسين» 1988 «الغزالة تقفز فى النار» 1990 - «وردة القيظ» 1993 - «ذاكرة الوعل» 1997 كما أن له مسرحية شعرية نشرت فى مجلة إبداع هي: حيوانات الليل، ومن أعماله الإبداعية الأخرى: مسرحية بعنوان «عندما ترتفع الهارمونيكا». حصل على جائزة الثقافة 1969، وجائزة الدولة التشجيعية 1993.