فى فبراير الماضى عرضت قنوات تليفزيونية تسجيلا لخليفة حفتر وهو يرسم خطته لإنقاذ ليبيا، ودعوة الليبيين للثورة ضد «المؤتمر الوطنى العام»، ومنذ ذلك الوقت بدأ الرجل يحظى بتأييد شرائح من الرأى العام وقطاعى الجيش والأمن فى أنحاء ليبيا. لكن من هو اللواء حفتر؟ خليفة حفتر هو أحد ضباط الجيش الليبى السابق، ينتمى إلى قبيلة الفرجان - إحدى بطون قبيلة ترهونة - والتى تتواجد فى طرابلس وسرت واجدابيا وبنغازى التى ولد فيها اللواء حفتر فى الأول من يناير عام 1949. التحق بالقوات المسلحة الليبية، وكان ضابطا فى العشرين من عمره عندما أطاح العقيد القذافى بالملك ادريس السنوسى، فخدم فى مواقع مختلفة، ثم قاد القوات الليبية فى الحرب مع تشاد من أجل السيطرة على شريط «أوزو» الحدودى المتنازع عليه بين الدولتين فى ثمانينيات القرن الماضى، وقد حقق حفتر بعض الانتصارات لصالح ليبيا قبل التدخل العسكرى الفرنسى لصالح القوات التشادية والذى قلب ميزان القوى بشكل جوهرى، ووقع حفتر فى أسر القوات التشادية مع 300 ضابط وجندى فى 22 مارس 1987 فى معركة وادى الدوم، وأمضى حفتر عدة أشهر داخل معتقل فى العاصمة التشادية نجامينا، إلى أن قرر مع بعض الأسرى الآخرين الإنشقاق على القذافى والانخراط فى صفوف «الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا» التى تأسست فى أكتوبر 1981 بقيادة محمد المقريف. فتم إطلاق سراحهم، وأعلنت الجبهة فى يونيو 1988 إنشاء «الجيش الوطنى الليبى» كذراع عسكرية لها بقيادة حفتر. وظل أفراد «الجيش الوطنى الليبى» فى تشاد إلى أن قام وزير الدفاع إدريس ديبى المدعوم من ليبيا بالانقلاب على الرئيس حسين حبرى فى ديسمبر 1990، فتقرر ترحيل أعضاء الجيش الوطنى الليبى بمروحيات أمريكية إلى زائير ومنها إلى الولاياتالمتحدة، ضمن اتفاق سمح لهم بتكوين معارضة هناك. وفى فرجينيا أقام حفتر مدة 20 عاما، ولم يعد إلى ليبيا إلا بعد تفجر ثورة 17 فبراير 2011 ضد نظام القذافى، وفى مارس عاد حفتر إلى بنغازى. ونظرا لخلفيته العسكرية أصبح أحد القادة العسكريين لقوات المعارضة فى الشرق. واحتفظ بموقع داخل وزارة الدفاع فى أول حكومة تشكلت عقب سقوط طرابلس فى أغسطس 2011 وتمت ترقيته إلى رتبة لواء. لكنه واجه مضايقات من الميلشيات المسلحة الإسلامية التى أطلقت النار ذات مرة على سيارته وأصابت ابنه، وتعرض لأكثر من محاولة اغتيال. تطور الأحداث يشير إلى أن القوى المؤيدة لحفتر فى تزايد مستمر، فهل ينجح الجنرال فى مواجهة الإرهاب فى ليبيا.. سؤال إجابته ليست داخل الحدود الليبية.