وسط حالة من القلق التى تصيب الحجاج والمعتمرين من فيروس كورونا، صرحت رنا صيدانى الناطق باسم منظمة الصحة العالمية فى الشرق الأوسط ل أكتوبر أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى مصل أو لقاح لفيروس كورونا، وأشارة إلى أن العلماء والباحثين يسعون وراء معرفة كيفية انتقاله من الحيوان إلى الإنسان ومن إنسان إلى أخر، حيث يوجد فريق من خبراء المنظمة فى السعودية للعمل بشكل وثيق مع وزارة الصحة والسلطات السعودية حول مصدر الفيروس وسبب ارتفاع نسبة الإصابة به وكذلك حالات الوفاة. كما أنهم يبحثون حول مدى انتقاله عبر الهواء، الماء، العطس أم من خلال استهلاك لحوم وحليب الجمال، وأن كل ما تمتلكه المنظمة من معلومات أن الفيروس ينتقل من الجمال إلى الإنسان، وفى حالة انتقاله من إنسان إلى أخر يكون من خلال الاحتكاك المباشر بينهم فى مسافة متر واحد تقريبا، مشيرة إلى أنه لا يوجد إجابات قاطعة حول الفيروس فكلها احتمالات وجارى البحث . وأضافت صيدانى قائلة: أننا لا يجب أن نسمى ما وصلت إليه السعودية من حالات إصابة أو وفاة بأنه «وباء» لأن تعريف الوباء هو انتشار سريع لمرض ما من إنسان إلى إنسان بوتيرة مستمرة، وفى الوقت الراهن لا ينتقل فيروس الكورونا بشكل مستمر بين البشر رغم أعداد الحالات الموجودة حالياً. وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية توصى الأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة مثل السكرى والفشل الكلوى وأمراض الجهاز التنسفى أن يتفادوا الاحتكاك بالجمال للحد من انتشار الفيروس والتسبب فى أمراض أخرى . وعن دور منظمة الصحة العالمية فى هذا الشأن تقول صيدانى أن المنظمة تقدم المشورة للبلدان التى اكتشف حالات إصابة بها، لتعزيز رصد هذه الحالات للحد من انتشاره خاصة فى المرافق الصحية ، مضيفة أننا لا نحظر السفر لأداء الحج والعمرة فى السعودية وبشكل عام فى باقى الدول التى بها الفيروس، مشيرة إلى عدم القدرة على تحديد موعد للوصول إلى مصل. وأكدت رنا صيدانى الناطق باسم منظمة الصحة العالمية فى الشرق الأوسط أن المنظمة يساورها القلق من تزايد عدد حالات الإصابة بهذا الفيروس فى الأسابيع الأخيرة، لا سيما فى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وبصفة خاصة إزاء حالتى الانتشار المهمتين اللتين وقعتا فى منشآت للرعاية الصحية. وأشارت إلى أن المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية فى منطقة شرق المتوسط الدكتور علاء علوان صرح بأن قرابة 75 % من الحالات المبلغ عنها مؤخرا هى حالات ثانوية، مما يعنى أن العدوى انتقلت إليها من حالة أخرى عبر انتقال الفيروس من إنسان إلى إنسان»وأن غالبية هذه الحالات الثانوية أصيبت بالعدوى داخل منشآت رعاية صحية وأصابت بشكل رئيسى عاملين فى هذا المجال، وذلك رغم أن عدداً من المرضى أصيبوا هم أيضاً بالعدوى أثناء تواجدهم في مستشفى لأسباب أخرى». وأوضحت صيدانى أن غالبية الحالات لم تظهر عليها أعراض أو ظهرت عليها أعراض محدودة، وأغلبها غير مستمر في نشر الفيروس، وقالت: أن منظمة الصحة العالمية تعتبر أن بعض الثغرات في المعلومات تظل قائمة وتحول دون التوصل إلى فهم أفضل لانتقال الفيروس ومسار العدوى أيضاً، والمنظمة ليست على علم في الوقت الحالي بالأشكال المحددة للتعرض في مرافق الرعاية الصحية التي أفضت إلى انتقال العدوى، ولكن ذلك يبقى مبعثاً للقلق. كما أشارت إلي أن المنظمة عرضت تقديم مساعدتها في حشد الخبرة الدولية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من أجل التعاون مع السلطات الصحية في دراسة حالات التفشي الحالية بغية تحديد سلسلة انتقال هذه المجموعة الجديدة وفي ما إذا كان هناك أي خطر متزايد قد يكون مرتبطا بالنمط الحالي لانتقال الفيروس. وأوضحت أن منذ ظهور متلازمة الشرق الأوسط التنفسية « كورونا» في 2012، تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن إجمالي 253 حالة عدوى بشرية بهذه المتلازمة مؤكدة مختبرياً، بما في ذلك 93 حالة وفاة، وتم الإبلاغ عن هذه الحالات في الشرق الأوسط «بما في ذلك الأردن والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة»؛ وفي أوروبا «فرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا والمملكة المتحدة»؛ وفي شمال أفريقيا «تونس»؛ وفي آسيا «ماليزيا والفلبين». ويظل مصدر الفيروس وطريقة العدوى به غير معروفين. وقد تم أيضا الإبلاغ مؤخراً عن عدة حالات لأشخاص أصيبوا بالعدوى سواء في المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة وسافروا إلى بلدان ثالثة. وقد أبلغت كل من اليونان والأردنوماليزيا والفلبين عن حالة واحدة من هذه الحالات.وحتى الآن لم يتم رصد المزيد من الانتشار للفيروس في تلك البلدان. وقد حدثت من قبل حالات وافدة أدت إلى المزيد من الانتقال المحدود للعدوى من إنسان إلى إنسان في فرنسا والمملكة المتحدة. وأكدت المتحدثة باسم المنظمة أن منظمة الصحة العالمية تحث جميع الدول الأعضاء على أن تبقى يقظة وأن تعزز المراقبة لكشف أي مؤشر مبكر على أن الفيروس قد تغير وبلغ إمكانيات التسبب في انتقال العدوى المتواصلة من شخص إلى شخص. وترى المنظمة أنه من خلال الجهود المنسقة والمعززة وحدها يتسنى كشف الغموض والخطر الماثل على الصحة العالمية المرتبطين بظهور هذا الفيروس.