"ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك".. هكذا خاطب الحق تبارك وتعالى نبيه الكريم محمد ( صلى الله عليه و سلم ).. فالحق أعرف بخلقه وكانت الدعوة الإسلامية فى مهدها.. وبسطاء قريش فى ذلك الوقت كانوا أجلاف الخلق وهذه الطبيعة صحراوية أخفت على عقولهم جهامة أدت بالرسول ( صلى الله عليه و سلم ) إلى التعامل معهم بمنطق قرآنى أدى إلى تغيير بوصلة التفكير لديهم.. مما دفعهم دفعًا إلى التسابق فى دخول الإسلام. النبى ( صلى الله عليه و سلم ) كان يداوى الروح قبل الجسد.. والقرآن الكريم أعطاه مساحة كبيرة للتداوى.. وكثير من العلل طابت على يديه وكان المبدأ الذى سار عليه وعلمه خلفاءه من بعد وانسحب على أئمة المسلمين جميعًا.."يسروا ولا تعسروا.. وبشروا ولا تنفروا." وحول اليسر والبشر تحضرنى واقعة تبين مدى وسطية الأزهر الشريف فى نشر سماحة الإسلام وكيف يأخذ رجل الدين الحق الذى تربى على قرآن ربه وسنة نبيه ( صلى الله عليه و سلم ) الحل فيما يعد له من مشكلات. أحد أثرياء اليونان.. وكانوا يطلقون عليه " صديق العرب" أراد تدشين باخرة جديدة فى أسطوله البحرى عبر البحار.. فوجه الدعوة إلى عدد من الإعلاميين والفنانين والأدباء من مصر لجولة فى الموانى البحرية.. إنه جون لاتسيس. وللأسف شرب من شرب.. ورقص من رقص ولاحت لواحد من هؤلاء فكرة الذهاب إلى السعودية لقضاء العمرة.. فووجه بانتقادات شديدة من البعض فكيف بمن يشرب الخمر.. ويرقص ويمارس المحرمات أن ينزل ضيفًا على بيت الله!. هنا يظهر أحد العلماء الأجلاء ممن تصادف وجودهم على ظهر الباخرة. فالجأوا إليه يسألونه.. فلو كان فظًا غليظ القلب لانفضوا من حوله بمجرد أن ينهرهم ويبوخهم على ما ارتكبوه من إثم وأنهم لا محالة ماضون إلى النار!. ولكن الشيخ رجع إلى سماحة النبى عندما تعرض لقضية الزانية التى جاءته تقر وتعترف بجريمتها وهو ( صلى الله عليه و سلم ) يقابلها بكل بشاشة ارجعى حتى تلدى ارجعى حتى ترضعى.. ثم أقام عليه الحد بعد ذللك. هنا قال الشيخ فالتغتسلوا وتتطهروا.. وتحولوا مكان الرقص إلى مكان للصلاه وليدعوا كل منكم ربه أن يغفر له ويتقبله .. وأن تكون توبتكم توبه نصوحًا. هذا هو الأزهر الشريف بعلمائه.. وهذه هو الإسلام الحق.. وهذا هو الشيخ الذى تربى فى مدرسة محمد ( صلى الله عليه و سلم ).