حريق يلتهم مول شهير بالشيخ زايد| والحماية المدنية تتدخل    الحكومة تنفي مخطط بيع سنترال رمسيس بإعادة تأهيله    منى الشاذلي عن أزمة مها الصغير: مزيطاش في الزيطة    خامنئي يهدد ترامب: استهداف جديد لقواعد أمريكية "مهمة" في المنطقة    نجم تشيلسي: قادرون على تحقيق المفاجأة أمام ريال مدريد    إصابة موظف بصعق كهربائي خلال عمله بقنا    حريق هائل يلتهم محل تجارى ببنى سويف    كلوب مصدوم بسبب مأساة نجم ليفربول    إلهام شاهين.. زهرة الصيف التي خطفت الضوء من شمس الساحل    واشنطن تنفي دعمها إقامة كيان منفصل لقوات سوريا الديمقراطية    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. السبت 12 يوليو 2025    أسعار الخضروات والدواجن اليوم السبت 12 يوليو 2025    بالذكاء الاصطناعي.. أول صورة أعلنت بها زوجة النني الثانية ارتباطهما    60 دقيقة تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 12 يوليو 2025    هافال دارجو 2026.. تحديثات تصميمية وتقنية تعزز حضورها    تنسيق الجامعات 2025 .. انطلاق اختبارات القدرات    استشهاد 61 شخصًا وإصابة 231 آخرين بقصف إسرائيلي خلال 24 ساعة    «الإغاثة الطبية»: على المجتمع الدولي دعم البدائل العادلة للإغاثة في غزة    مستشار أوكراني: روسيا لم تحقق إلا الفوضى بعد 3 سنوات من الحرب    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف زينب عوض.. طريقة عمل الدجاج المشوي    «كشف أسرار الزمالك».. أيمن عبد العريز يفتح النار على وائل القباني    قرار جديد بشأن مادة التربية الدينية.. رفع نسبة النجاح وتعديل عدد الحصص في العام الدراسي المقبل    ارتفاع سعر الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات السبت 12 يوليو 2025    سعر الذهب اليوم السبت 12 يوليو 2025 بعد الارتفاع العالمي وعيار 21 بالمصنعية    أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 12-7-2025.. وحديد عز يتخطى 39 ألف جنيه    نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. الموعد الرسمي وطرق الاستعلام لجميع التخصصات بنظامي 3 و5 سنوات    كل ما يخص نتيجة الدبلوم الصناعي 2025.. رابط مباشر وأسماء الكليات والمعاهد المتاحة للطلاب    نجيب جبرائيل: الزواج العرفي لا يُعد زواجًا بل «زنا صريح» في المسيحية (فيديو)    بائع مصري يدفع غرامة 50 دولارًا يوميا بسبب تشغيل القرآن في تايمز سكوير نيويورك.. ومشاري راشد يعلق (فيديو)    مواعيد مباريات اليوم السبت 12-7-2025 والقنوات الناقلة    يستخدمه المصريون بكثرة، تحذير عاجل من مكمل غذائي شهير يسبب تلف الكبد    التضامن ترد على تصريحات منسوبة للوزيرة مايا مرسي بشأن إعادة إحياء التكية    شقيقه: حامد حمدان يحلم بالانتقال للزمالك    وكالة أنباء كوريا الشمالية: وزير خارجية روسيا يصل إلى بيونج يانج    هشام عباس يشارك فى افتتاح المسرح الرومانى بدويتو مع الشاعرى    تامر حسني يُشعل الرياض في أضخم حفل على هامش كأس العالم للألعاب الإلكترونية.. وأغنية "السح الدح امبوه" مفاجأة تثير الجدل!    غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك    مانشستر سيتي: هالاند يستمع إلى ألبوم عمرو دياب الجديد    أحمد عبدالقادر ينتقل إلى الحزم السعودي مقابل مليون دولار    باحث بمرصد الأزهر: التنظيمات المتطرفة تستخدم الخوف كوسيلة للسيطرة    رئيسا الإمارات وأنجولا يبحثان هاتفيا سبل تعزيز التعاون المشترك    الحكومة الموريتانية تنفى لقاء الرئيس الغزوانى بنتنياهو فى واشنطن    "مثل كولر".. عضو مجلس إدارة الزمالك يعلق على تولي فيريرا مهمة القيادة الفنية للفريق    انتخابات مجلس الشيوخ 2025| الكشف المبدئي للمرشحين عن دائرة الإسماعيلية    ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة دمياط    أمين الفتوى: يجوز الصلاة أثناء الأذان لكن الأفضل انتظاره والاقتداء بسنة النبي    حسام موافي يحذر من خطر المنبهات: القهوة تخل بكهرباء القلب    نهاية مأساوية على الرصيف.. مصرع سائق في حادث تصادم بقليوب    ضبط المتهمين باحتجاز شخصين داخل شقة في بولاق الدكرور    ما هو أقل ما تدرك به المرأة الصلاة حال انقطاع الحيض عنها؟.. الإفتاء تجيب    محمد عبلة: لوحاتي تعرضت للسرقة والتزوير.. وشككت في عمل ليس من رسمي    عاجزة عن مواكبة العصر.. البياضي: لوائح الأحوال الشخصية للمسيحيين تعود ل 1904    إصابة موظف بصعق كهربائى خلال تأدية عمله بقنا    إنقاذ حياة سيدة وجنينها في سوهاج من انسداد كامل بضفيرة القلب    تشكيل لجنة عليا لتوعية المواطنين بالتيسيرات الضريبية في الساحل الشمالي.. صور    تحظى بالاحترام لشجاعتها.. تعرف على الأبراج القيادية    قد يبدأ بصداع وينتشر أحيانًا لأجزاء أخرى بالجسم.. أعراض وأسباب الإصابة ب ورم في المخ بعد معاناة إجلال زكي    هل يجوز أن أنهى مُصليًا عَن الكلام أثناء الخُطبة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكد ارتباك المشهد السياسى.. زاخر: انفصال الكنيسة عن السياسة قادم بقوة !
نشر في أكتوبر يوم 20 - 04 - 2014

«متفائل، لأن الإنسان المصرى يحمل فى داخلة جينات الحضارة» هذا ما أكده المفكر القبطى كمال زاخر مشدداً على أن مصر دولة مركزية قوية منذ فجر التاريخ.. مشيراً إلى أن أصغر مؤسسة مصرية عمرها أكبر من أمريكا، ومؤكداً على أن استهداف الكنائس بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة كان بهدف إسقاط الثورة والتدخل الأجنبى، مضيفاً إلى أن موقف البابا تواضروس – الذى وصفه بأن لديه قدرة على الحوار واستيعاب الاختلاف – أجهض هذا المخطط، مشيرا إلى أن المشهد السياسى مرتبك واصفاً الرئيس القادم بالفدائى.
* ونحن نحتفل بعيد القيامة المجيد .. ماذا تقول للشعب المصرى بهذه المناسبة؟
** الرسالة الاساسية للقيامة هى الانتصار على الموت.. والموت يمثل كل شىء سلبى فى حياتنا.. وبالتالى فنحن نحتاج إلى أن تكون روح القيامة هى المحرك الرئيسى لكل ردود افعالنا حتى نتخلى عن السلبية.. الإنسان الميت هو الذى لا يتحرك.. لا يشعر بما يحدث.. لا يتفاعل مع الحدث.. والدرس الأول للقيامة هو الانتصار على الموت بكل أشكاله.. موت الفكر.. موت الايجابية.. موت التفاعل.. موت الاندماج.. بمعنى آخر الانتصار على كل ما هو سلبى ..
* كان للتيار العلمانى اعتراضات على اللائحة الجديدة لانتخاب البابا.. فما هى أهم ملاحظاتكم؟
** بداية أود أن أؤكد أن المناخ فى الكنيسة قد تغير بشكل ايجابى.. وقد سبق وطرحنا مقترحاتنا مكتوبة لقداسة البابا الأنبا تواضروس فى اليوم التالى مباشرة لإعلان اسمة كبابا وبطريرك للكرازة المرقسية.. وقتها ذهبنا إليه فى الدير لتهنئته.. وسلمناه ملفًا كاملًا بكل ملاحظاتنا على كل القضايا والاشكاليات والحقيقة أن الرجل استقبل ذلك بكل حفاوة ودار الحديث بعدها بشكل ايجابى..
* هل اقتصر هذا الملف على اللائحة أم شمل قضايا أخرى؟
** كان الملف يشمل كل القضايا .. التعليم فى الكنيسة.. الأحوال الشخصية.. لائحة انتخاب البابا.. الرهبنة وضوابطها.. وبمعنى آخر قضايا كانت ومازالت محل اهتمام.. وهو ترجمها إلى عمل ايجابى بعد ذلك..أما فيما يتعلق بلائحة انتخاب البابا.. فنحن لدينا ملاحظات على المشروع المعد حاليا.. لأنه مازال حتى الآن مشروعا.. وقد نمى إلى علمى أن قداسة البابا لم يقدم مشروع اللائحة إلى رئاسة الجمهورية لاعتمادها حتى هذه اللحظة، وأنه يعيد النظر فيها.. وهذا يؤكد أن مياها جديدة تجرى فى نهر الكنيسة.. فكرة أن يقبل بالملاحظات.. وربما ينتهى إلى أنها ملاحظات غير صحيحة.. لأنه ليس معنى أنه يدرسها أنه قبلها.. ولكنى اتكلم عن سياق جديد ايجابى فى التفاعل مع الشارع القبطى.. نحن لا نطرح مقترحاتنا عنداً فى الكنيسة، إنما لأننا جزء أصيل من الكنيسة بحسب تعاليمها.. وبالتالى الكل يسعى لأن يصح الجسد..
أما عن ملاحظاتنا فهى ملاحظات تقليدية سبق وذكرناها للبابا شنودة فى السابق، وأعدنا طرحها مجدداً على البابا تواضروس.. وهى تتلخص فى 3 نقاط أساسية.. الناخب ومواصفاته.. المرشح ومواصفاته.. النتيجة النهائية.. فيما يتعلق بالناخب.. أكدنا على توسيع قاعدة الناخبين.. لكن بالطبع ليس إلى الدرجة التى تصل بها إلى انتخابات عامة.. ليس معنى أنك قبطى ارثوذكسى أن يكون من حقك انتخاب البابا.. وإلا فسيكون الأمر عملا سياسيا.. المنصب دينى.. وبالتالى يجب أن يكون الناخب ملماً وعالماً بالمناخ الكنسى والقوانين الكنسية وقيمة المنصب.. وأظن أن اللائحة استجابت لمطالبنا فى هذة النقطة..
فيما يتعلق بالمرشح فقد كنا منحازين للموروث الكنسى فى صحيحه.. أن يقتصر الترشح على الرهبان والمتبتلين.. وبالتالى يمتنع عن كل من هو اسقف.. لأن الكنيسة تعتبر البطريرك اسقف مدينة الاسكندرية ولا يجوز منح الرتبة الواحدة لشخص واحد مرتين.. وهذه قضية حسمت فى مجمع نيقية فى 325 ميلادية.. هذا الأمر للأسف لم يلتفت إليه فى مشروع اللائحة.. تركوا الباب مواربا.. نص على أن يمتنع الترشح على اسقف الايبراشية إلا بشروط الضرورة.. فما هى الضرورة؟ يجب أن تكون محدده.. أيضاً منح حق الترشح للاسقف العام.. نرى أن يعاد النظر فى هذا.. ومن الطرفين.. نحن كمعترضين والكنيسة كموافقة على ترشح الاساقفة العموم.. ومن الجائز أن إعادة قراءة الأمر يجعلنا نرى أن التطور الذى وقع فى الكنيسة يستوجب ذلك..
* لماذا الاعتراض على اساقفة العموم مع أنهم أكثر خبرة فى التعامل مع العالم الخارجى من الآباء الرهبان؟
** هذا ما جعلنى أقول إن الموضوع يحتاج نوعا من الدراسة المتأنية حتى من جهتنا كمعترضين.. نحن لا نعترض لمجرد الاعتراض.. إنما تأسيساً على قواعد كنسية مستقرة..
القرعة الهيكلية
* ماذا بشأن باقى الاعتراضات؟
** هناك الاعتراض على القرعة الهيكلية.. وهو اعتراض تاريخى ومستمر.. ومازلنا متمسكين به.. لا يمكن أن نتحدث عن تحديث وتطوير ونقبل بالقرعة الهيكلية.. القرعة الهيكلية مفارقة للزمن.. الباب الملكى للعبث بالنتائج.. تجهض وتهدر نتيجة الانتخابات.. فلسفة الانتخابات هى اشتراك الشعب.. الرسل أسسوا هذا فى سفر أعمال الرسل «اختاروا أنتم ونقيَّمهم نحن» اختاروا بمعنى مشاركة.. كيف يمكن بعد ذلك أن تأتى القرعة بنتيجة مخالفة للانتخابات التى شارك فيها الشعب؟ من باب أولى إذا كنت مؤمناً بالقرعة أن تقوم بإجرائها بين كل المتقدمين للترشح بدون انتخابات.. من يؤيد القرعة يستند إلى واقعتين فى الكتاب المقدس إحداهما فى العهد القديم والثانية فى العهد الجديد.. بالنسبة للعهد القديم كانت واقعة يونان النبى.. ووقتها ألقوا القرعة بين كل ركاب السفينة حتى البحارة، وبالتالى القياس هنا غير صحيح.. فى العهد الجديد كانت الواقعة فيما يتعلق باختيار بديل ليهوذا وجاء متياس الرسول، ولكنهم وقتها ألقوا القرعة فى ظروف تحت حكم الناموس.. أى قبل يوم الخمسين الذى تأسست فية الكنيسة.. ولكن بعد ذلك لم يحدث أن قام التلاميذ باختيار أحد بالقرعة.. لماذا؟ لأن الروح القدس هو الذى تولى قيادة الكنيسة بعد يوم الخمسين.. الكنيسة استقرت واكتملت.. لذلك فالتلاميذ لم يختاروا بديلا ليعقوب الرسول الذى استشهد بعد الخمسين.. ولا بديلاً لبولس ولا حتى بطرس.. وبالتالى فبعدما حل الروح القدس على التلاميذ، واعترف بالكنيسة كمؤسسة لم تدخل القرعة فى اختيار قيادات الكنيسة..
* لكن فى تاريخ الكنيسة القبطية كانت هناك حالات لاختيار البابا البطريرك بالقرعة.. فما ردك؟
** عندما يكون لديك 118 بطريركاً، تم اختيار 10 منهم بالقرعة.. يكون ذلك استثناء.. ولا يطبق الاستثناء على القاعدة.. لأنه كانت هناك بدائل اخرى.. اختيار بالتوصية من السابق للاحق.. اجماع القيادات فى الكنيسة سواء الكنسية أو المدنية على اختيار شخص معين للمنصب.. احيانا كان الاختيار للضرورة.. أو خلافا بين الملك والكنيسة فيكون هناك نوع من الملاءمة.. أى أنه كانت هناك بدائل كثيرة للاختيار، وليست القرعة التى كانت استثناء لا يسرى على القاعدة..حتى عندما طبقت القرعة فى التاريخ الكنسى.. كانت الكنيسة وقتها فى حالة صراع رهيب والحاكم هو الذى اقترح القرعة وأحيانا كان الحاكم غير مسيحى.. الملك فؤاد مثلا اقترحها فى إحدى المرات.. الحدث يجب أن يقرأ فى سياقه..
* ولكن القرعة الهيكلية ينظر إليها الشعب القبطى على أنها يد الله فى الاختيار، وبالتالى هناك صعوبة فى إلغائها حالياً على الأقل؟
** وهذا يقودنا لملف التعليم فى الكنيسة.. عندما يكون من بين ال 118 بابا عشرة منهم فقط تم اختيارهم بالقرعة وهذه يد الله كما تقول.. فهل الباقى ( ال 108) الذى لم يتم اختيارة بالقرعة لم تكن يد الله موجودة؟! الأمر يحتاج لحالة من العصف الفكرى للقاعدة الشعبية.. وهذا للأسف كما تحتاج إليها الكنيسة تحتاج إليه البلد كله.. هناك أشياء مشتركة.. فجزء كبير من بقاء مبارك فى الحكم 30 سنة كان فكرة «الحاكم الذى نعرفه أحسن من الحاكم الذى لا نعرفه» فهل كان هذا صحيحا رغم أن الشعب كان موافقا على الفكرة؟. هذا الذى أعرفه «جرَّف» التعليم والاقتصاد.. و «كرَّس» الفساد.. ولو سرنا وراء الشعب فمن الممكن أن تجد الكنيسة بعد 10 سنوات ليست هى الكنيسة الآن..
* هل صحيح أنك طالبت رئيس الجمهورية بعدم اعتماد اللائحة المقترحة؟
** نعم .. قلت هذا فى أحد البرامج.. ولكن الأمر لم يكن ضد الكنيسة ولكن لوقف إجراءات إصدار اللائحة.. من وجهة نظرى هناك خطر من هذه اللائحة.. فماذا أفعل؟! هل انتظر حتى تصبح واقعاً قائماً ومستقراً وتطبق على الأجيال القادمة؟.. كان المطلوب إيقاف الإجراءات، وبالتالى طالبت الرئيس ببعض الوقت حتى تتم مناقشة اللائحة.. وأظن أنه مع استجابة الكنيسة حسب علمى وتشكيل قداسة البابا لجنة مصغرة من المتخصصين والدارسين لإعادة النظر فى الانتقادات الموجهة لمشروع اللائحة نكون بذلك قد وصلنا لما نريد..
المادة الثالثة
* ولكن هل يحق لرئيس الجمهورية فى ظل المادة الثالثة من الدستور رفض التصديق على اللائحة؟
** اولاً رئيس الجمهورية حكم بين السلطات.. وثانياً هو رئيس لكل المصريين اى ان الاقباط مواطنون هو يرأسهم.. وبالتالى إذا رأى ان الامر يتطلب مراجعة فمن الممكن ان يرسل بملاحظاتنا وتقوم الكنيسة بمراجعة الملاحظات، ولها أن ترفضها ووقتها سوف يصدَّق على اللائحة.. ولكن هذا حقه للحفاظ على سلامة الشارع والوطن والكنيسه، ان يعيد الامر لأصحابه لاتخاذ ما يلزم.. عموماً الرئيس لم يرفض التصديق على اللائحة لأنها لم تصل إلية اصلاً..
* بمناسبة المادة الثالثة.. يرى البعض انها ستزيد من سيطرة الكنيسة على الاقباط خاصة فى احوالهم الشخصية.. فما رأيك؟
** أرى أن من يحلل الأمر بهذا الشكل لديه مشكلة مع الكنيسة وخاصة فى الاحوال الشخصية.. وهذا ما دعا الكنيسة حسب معلوماتى لأن تعيد دراسة هذة القضية.. هناك لجنة قانونية على مستوى راق تضم مستشارين من محكمة النقض ومن محاكم الاستئناف وكبار المحامين وبعض الدارسين من المدنيين العلمانيين لوضع لائحة جديدة تتجنب عوار كل ما قدم قبل ذلك، وتفض الاشتباك بين الكنيسة وأصحاب المشاكل فى الاحوال الشخصية، وهذا يؤكد أن الكنيسة تنتقل من الفرد إلى المؤسسة وهذا كان عنوان الملف الذى قدمناه للبابا تواضروس..
* أراك معجباً بالبابا تواضروس.. كيف تراه بعد مرور أكثر من عام من توليه الكرسى الباباوى؟
** قابلت البابا 3 مرات فقط.. مرة قبل الرسامة ومرتين بعدها.. فى هذه اللقاءات اكتشفت أنه رجل لديه القدرة على الحوار.. وعلى استيعاب الاختلاف.. وعلى الحسم.. وبالتالى فانحيازنا له ليس انحيازًا شخصيا.. ولكنه انحياز لشخص وجدنا فية القدرة على ادارة مؤسسة الكنيسة بكل تعقيداتها.. الكنيسة صعبة فى إدارتها تجمع كل الاطياف وليس لديها السلطة لإجبار الناس على قبول رأيها.. علاقة ابويه.. والاب الحكيم هو الذى يستطيع إدارة التناقضات بين اولاده دون ان يفقد محبتهم.. ولا تنسى ان خلفية البابا تواضروس العلمية ساعدته فى ذلك.. ابن جيل ثورة المعلومات.. لديه ادوات المعرفة وعندما تتوافر المعرفة يتخذ القرار..
* كيف رأيت سفر الاقباط للقدس مؤخراً؟
** هذه القضية ليست محل طرح لأن الزمن تجاوزها.. وعندما اثيرت قبلا كان المناخ العام ملتهباً ويعانى من حساسية فى أى أمر متعلق بالكيان الصهيونى.. ولذلك كان لقرار البابا شنودة وقتها ما يبرره رغم تحفظاتنا على بعض جوانبه.. ولكن الآن لم تعد وطنية الاقباط محل اختبار، خاصة بعد ما دفعوه من دماء وارواح لحماية الوطن من التفكك فى اعقاب ثورتى 25 يناير و30 يونيو.. سفر الاقباط للقدس يجب أن ينظر إليه فى سياقه الطبيعى باعتباره عملاً دينياً روحياً استقر فى الوجدان القبطى والمصرى منذ القرن الرابع الميلادى عند اكتشاف القديسة هيلانة للصليب المقدس وبناء كنيسة القيامة وقتئذ.. ولم يعتبر الاقباط ابداً هذا الامر له علاقة بالشأن السياسى، ولا يمكن بحال اعتباره شكلاً من اشكال التطبيع، ونرفض بالتالى استخدامة كورقة فى الصراع السياسى أو لحساب احد الأطراف ويجب وضعه فى حدودة الطبيعيه..
وتصريحات البابا تواضروس واضحة فى هذا السياق بأنه يتمسك بقرار البابا شنودة باعتباره نصيحة من الكنيسة لأبنائها.. فضلا عن ان الاعداد التى توجهت للقدس لم تتجاوز 300 شخص، وهو عدد قليل جداً لا يمثل ظاهرة تستحق الالتفات..
المشهد السياسى
* كيف ترى المشهد السياسى الحالى؟
** مشهد مرتبك بكل ما يعنى الارتباك من معنى.. انت امام مطالب لم تتحقق.. استحقاقات لمن شاركوا فى الثورة لم تذهب إلى أصحابها..
* هل تقصد ثورة 25 يناير ام 30 يونيو؟
** الاثنين.. 30 يونيو هى المصححة ل 25 يناير بعد ان انحرفت عن مسارها أو قل «اختطفت».. من الطبيعى ان تتصارع مع الاحتياجات.. لكن الاخطر انك تتصارع مع قوى اضيرت من الثورتين.. فى 25 يناير تمت ازاحة رؤوس الفساد.. فى 30 يونيو تمت ازاحة رؤوس الفاشيه.. الاثنان يريدان العودة.. لذلك فالانتخابات البرلمانية القادمة ستشهد صراعا غير عادى بين الاثنين وبين الثوار أو الناس البسيطة العادية.. لذلك فالمشهد السياسى غاية فى التعقيد والخطورة.. إما أن تعبر بالسفينه.. وإما أن تنتكس لأحد النظامين السابقين.. واما ان يحدث تحالف بينهما.. لأن الفساد والفاشية اقارب حتى ولو اختلفوا فى الشكل.. تحالف لمواجهة وعرقلة التغيير.. كل ما شهدناه من احداث طائفية فى ال 3 سنوات الماضية واستهداف الاقباط لم يكن دينيا، ولكنه كان بهدف اسقاط الثورة..فى واحدة من قمم الاستهداف بعد فض اعتصامى واجرامى رابعة والنهضة، وفى اليوم التالى مباشرة تم حرق ما بين 80 إلى 100 كنيسة ومنشأة مسيحيه.. وعندما خرج البابا تواضروس ليعلن إنه إذا كان هذا الثمن لاسترداد حرية البلد فنحن موافقون عليه وندفعه عن طيب خاطر.. فإنه بذلك اجهض مخطط التصعيد الذى كان يستهدف ان يشكو الاقباط للمجتمع الخارجى فيتدخل كما حدث فى ليبيا والعراق.. البابا اجهض مخطط الاخوان بعد 30 يونيو.. وبالتالى بحث المستهدفين للثورة عن ذرائع اخرى.. تركوا الدين واتجهوا للعرق.. صعيدى أم فلاح.. عربى أم نوبى كما حدث فى اسوان مؤخراً..المخطط ليس سهلاً.. وهذا كله ينعكس على المشهد السياسى.. وكلما اقتربنا من تحقيق استحقاقات خارطة الطريق زادت وتيرة العنف.. أتصور أن الرئيس القادم فدائى.. أيا كان اسمه.. رئيس استثنائى وانتقالى.. فترة رئاسته ستكون فترة وضع الأساس.. ويجب أن نستوعب أنه لا يوجد رئيس سيعيد إنتاج رئيس سابق.. رئيس مقلم الاظافر.. صلاحياتة طبقاً للدستور جزء منها أخذته الحكومة وجزء أخر اخذه البرلمان.. لذلك اؤكد أن الانتخابات البرلمانية أخطر من الرئاسيه.. لأنها يمكن أن تعيد انتاج كل الأنظمة الماضية.. وبالتالى أرى أن هذه المرحلة من أخطر المراحل التى تمر بها مصر..لا يوجد شئ واضح.. نعيش مرحلة الضبابية..
* البعض يقول إن الكنيسة ابتعدت عن السياسة ولكن السياسة لم تبتعد عن الكنيسه؟
** ابتعاد الكنيسة عن السياسة ليس قرارا.. وكما أن الدولة تمر بمرحلة انتقاليه.. الكنيسة ايضاً تمر بنفس المرحلة.. ليس فقط لغياب بابا ومجيئ آخر.. ولكن للحراك السياسى الذى يشهده الوطن.. هناك محاولة من الكنيسة للخروج من السياسه.. الكنيسة «تعافر» ..تسعى.. لكن لم يتحقق حتى الان الخروج الكامل.. الدولة ومؤسساتها والاعلام مازالوا مصرين على إنه كلما أرادا التعرف على رأى الأقباط أن يذهبوا إلى البابا مباشرة.. والبابا يسقط فى يده.. لو أجاب يكون بيتدخل فى السياسة.. ولو لم يرد أصبح متعاليا ويريد التقوقع.. هذة اشكالية ولكنها ليست اشكالية الكنيسة بقدر ما هى عدم إدراك المؤسسات الأخرى كيفية التعامل مع الأقباط باعتبارهم مواطنين كاملى المواطنه.. إصرار على عزل الأقباط واعتبارهم جالية فى الوطن يمثلها البابا.. لكن الزمن اختلف.. الجيل الحالى.. ما يكتبه شباب المسيحيين على الفيس بوك هو نفسة ما يكتبه شباب المسلمين.. جيل واحد..
* هل معنى ذلك أن الاقباط خرجوا من عباءة الكنيسة سياسياً؟
** بنسبة 70%.. خاصة أن الجيل الجديد هو الذى يقود هذا الخروج.. وهذا الجيل سيكون فى المستقبل هو الكنيسة نفسها.. وبالتالى انفصال الكنيسة عن السياسة قادم بقوة بفعل طبيعة الأمور وحركة التاريخ وانظر إلى تجربة اوروبا..
* هل انت متفائل؟
** بالطبع متفائل .. كلما قرأت التاريخ يطمئن قلبك.. مصر دولة مركزية قوية حاسمه.. هذه الدولة ستستمر مهما حدث.. دولة لديها مؤسسات عريقة.. لديك الجامع الأزهر منذ 1100 سنة.. كنيسة عمرها 2000 سنة .. حكومة 7 آلاف سنة.. اصغر مؤسسة فى مصر عمرها أكبر من أمريكا.. عندما كانت لديك دولة كانت فرنسا تعيش حروب الغال.. الناس تعتقد أن كلمة حضارة نوع من الغلو والتفاخر.. ليس كذلك.. الحضارة جينات داخل الانسان المصرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.