يتم عقد الندوة سنويا تعبيرا عن التوجهات التى يدعو إليها السلطان قابوس وتستهدف نشر الفكر الاسلامى المستنير مع التعريف بسياسات السلطنة التى لا تعرف التعصب أوالتطرف أو المذهبية وتعبر عن السماحة والوسطية والاعتدال. مسقط: عقدت فى سلطنة عُمان فعاليات ندوة “تطور العلوم الفقهية” فى نسختها الثالثة عشرة والتى نظمتها وزارة الأوقاف والشئون الدينية بمشاركة نخبة من علماء الأمة الإسلامية من مختلف أنحاء العالم حيث تشهد جلساتها كل عام مناقشات فقهية موسعة ومستفيضة حافلة بالفكر الواعى. ناقش العلماء خلال الندوة منظومة القيم القرآنية فى الفقه وأصوله بالنظر إليها فى إطار الوحى الإلهى، وأكدوا أن القرآن الكريم هو دستور الحياة الإسلامية ومنه تشكلت القيم العظيمة فقد بين أن التنوع والاختلاف سبيل للتعارف ،ولذا رعى هذه القيم من أجل عمران حقيقى ، كما أن وصف النبى – صلى الله عليه وسلم- بالرحمة فى القرآن الكريم يجعل التعارف يتعدى الاحترام إلى التراحم. وركزت الأبحاث على أن العدل والرحمة يعتبران أساسا للنظام السياسى فى الإسلام وأن لهما آثارا فقهية فردية واجتماعية. واستعرضت مناقشات الندوة مفهوم المصالح الإنسانية فى علمى الفقه والكلام، فالقبح والحسن اللذان اهتم بهما علماء الكلام أساس لما يعرف عند الفقهاء بالمصلحة ، وهما يرجعان إلى تقدير العقل الذى تضبط به كثير من المصالح. العدالة والمساواة أوضحت أوراق العمل التى طرحت على الندوة أن فكرة المساواة منهج ينبغى أن يأخذ به القائمون على أمر المجتمعات بانتهاجه عند تطبيق الحقوق الموضوعية دون أن يكون للمساواة – مع ذلك – مضمون موضوعى قائم بذاته. وعرض العلماء جملة من النماذج فى الفكر الاباضى التى طبقت العدالة والمساواة كالإمام جابر بن زيد فقد طبقه فى فكره وتعاملاته ، كما ان الإمام أبا حمزة الشارى أعلن ذلك عندما قال: «الناس منا ونحن منهم الا ثلاثة ….» ،وهكذا الحال عند الاباضية فى اليمن فى دولة طبقت مبدأ المساواة تطبيقا لا نظير له . كما تعد مواقف الأمام الوارث بن كعب الخروصى من أهم نماذج وأمثلة تطبيق العدالة فى الدولة العمانية. حقوق الانسان تمت الدعوة الى عقد الندوة هذا العام تحت عنوان :"الفقه الإسلامي - المشترك الإنساني والمصالح" حيث ناقشت عدة محاور من بينها ما يتصل بالمصطلحات والمفاهيم والمساواة فى الجانبين الأصولي والفقهي ، وما يختص بفقه العدل وفى المواثيق الدولية وفى الفقه الإسلامى. يتم عقد الندوة سنويا فى إطار التوجهات الاستراتيجية بعيدة المدى التى يدعو إليها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان ،والتى تستهدف نشر الفكر الاسلامى المستنير ،مع دعم وتفعيل الاجتهاد الرصين الذى يخدم الإنسانية، ويقارب أممها، ويجمع كلمتها، نحو السلام والحق والخير ،مع التعريف بسياسات السلطنة الحكيمة التى يتم اتباعها فى هذا الصدد والتى لا تعرف التعصب أو التطرف أو المذهبية وتعبر عن السماحة والوسطية والاعتدال.