تختتم غدًا ندوة “تطور العلوم الفقهية” أعمالها فى سلطنة عمان في نسختها الثالثة عشرة؛ والتى نظمتها وزارة الأوقاف والشئون الدينية بمشاركة نخبة من علماء الأمة الإسلامية من مختلف أنحاء العالم. ومن المقرر أن تصدر الندوة مجموعة من التوصيات المهمة على ضوء الحوارات الفقهية الموسعة والمستفيضة التى شهدتها جلساتها التى كانت حافلة بالفكر الواعي، وتناولت أوراق العمل التى تم طرحها، وبلغ عددها ثمانية وستين ورقة تناولت الكثير من المحاور وفي مقدمتها: القيم القرآنية في مجال الفقه وأصوله، والعدل والرحمة والآثار الفقهية، والمساواة في المواثيق الدولية، ومؤسسات العدل في الإسلام، وحقوق المحاربين في الفقه، وحقوق الطفل في القرآن الكريم، ومقاصد الشريعة. كما ناقش العلماء خلال الندوة منظومة القيم القرآنية في الفقه وأصوله بالنظر إليها في إطار الوحي الإلهي، وأكدوا أن القرآن الكريم هو دستور الحياة الإسلامية ومنه تشكلت القيم العظيمة، فقد بين أن التنوع والاختلاف سبيل للتعارف، ولذا راعى هذه القيم من أجل عمران حقيقي، كما أن وصف النبي – صلى الله عليه وسلم- بالرحمة في القرآن الكريم يجعل التعارف يتعدى الاحترام إلى التراحم. وتطرقت مناقشات الندوة من خلال أبحاثها إلى أهمية قيمة الخير، وأوضح العلماء أن الخاص منه لا تتدخل فيه الشرائع والقوانين ،بخلاف العام الذي يميز الشريعة و يعبر عن خلودها، وأشاروا إلى أن المقاصد العامة تقوم على محض الخير ، وكذلك المقاصد الأخرى المنبثقة عنها كالحرية والسلام والعدل والمساواة. وركزت الأبحاث على أن العدل والرحمة يعتبران أساسًا للنظام السياسي في الإسلام وأن لهما آثارا فقهية فردية واجتماعية. أوضحت أوراق العمل التى طرحت على الندوة أن فكرة المساواة منهج ينبغي أن يأخذ به القائمون على أمر المجتمعات بانتهاجه عند تطبيق الحقوق الموضوعية دون أن يكون للمساواة – مع ذلك – مضمون موضوعي قائم بذاته. وعرض العلماء جملة من النماذج في الفكر الإباضي التي طبقت العدالة والمساواة كالإمام جابر بن زيد فقد طبقه في فكره وتعاملاته ، كما أن الإمام أبا حمزة الشاري أعلن ذلك عندما قال: «الناس منا ونحن منهم إلا ثلاثة ….» ،وهكذا الحال عند الإباضية في اليمن في دولة طبقت مبدأ المساواة تطبيقا لا نظير له. كما تعدى مواقف الأمام الرضي الوارث بن كعب الخروصي من أهم نماذج أمثلة تطبيق العدالة في الدولة العمانية. تمت الدعوة إلى عقد الندوة هذا العام تحت عنوان :"الفقه الإسلامي - المشترك الإنساني والمصالح" حيث ناقشت عدة محاور من بينها ما يتصل بالمصطلحات والمفاهيم والمساواة في الجانبين الأصولي والفقهي ، وما يختص بفقه العدل في المواثيق الدولية وفى الفقه الإسلامي.