جامعة حلوان ليست فقط مؤسسة تعليمية أكاديمية ولكنها مثل جامعات عريقة فى الخارج، قرر المسئولون فيها أن يساهموا بدور مجتمعى، وهذا الدور الذى اختارت الجامعة أن تساهم فيه يتمثل فى اقتحام مشكلة العشوائيات والمساهمة لا تقتصر فقط على الجوانب الأكاديمية مثل دراسة المشكلة وطرح الحلول لها ولكن يتعدى دور الجامعة هذا إلى تيسير القوافل لعلاج ساكنى العشوائيات وتوعيتهم. عن هذا الدور يقول د.ياسر صقر رئيس جامعة حلوان إن الجامعة تسعى دائما لدراسة المناطق العشوائية وتقديم الخدمات لها سواء الطبية أو التثقيفية أو الاجتماعية بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، حيث تقوم الجامعة بصفة دورية بإرسال القوافل الطبية للمناطق العشوائية المحيطة بها وكان آخرها القافلة الطبية للتوعية بالأنفلونزا الموسمية بعزبة الوالدة. بينما أشار د.جمال العربى وزير التربية والتعليم الأسبق إلى أن العشوائيات أصبحت لا تقتصر على عشوائية المناطق السكنية ولكنها امتدت لعشوائية فى الفكر، مؤكداً أن سبب أزمة العشوائيات يكمن فى عدم تنبؤ الحكومات السابقة بتفاقم المشكلة من خلال الزيادة السكانية المستمرة والنزوح إلى المدينة. وأكد د.محمود عيسى وزير الصناعة الأسبق أن مشكلة العشوائيات مشكلة مركبة تمتد بأبعادها إلى جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية فهى على سبيل المثال تهدد الصناعة القومية بالصناعات الصغيرة المنتشرة هناك. وأشار خالد القاضى مستشار رئيس الجامعة إلى أن قاطنى العشوائيات يبلغون حوالى 17,5 مليون نسمة فى حوالى 1221 منطقة، ممن يعانون من الفقر فى المرافق الأساسية بجانب انعدام الأمن والصحة وتدهور البيئة والتلوث، مؤكداً أنه لا يمكن التوصل إلى حل لمشاكل العشوائيات إلا فى ظل دراسة كل منطقة على حدة. جاء ذلك خلال الملتقى البيئى الثانى الذى عقده قطاع البيئة بكلية الاقتصاد المنزلى بجامعة حلوان بالتعاون مع كليات الطب والتمريض والتربية ومركز نقل التكنولوجيا ولجنة التواصل المجتمعى بالجامعة والإدارة المركزية لمشروعات الصغيرة بوزارة الصناعة وذلك بمقر الكلية الاقتصاد المنزلى ببولاق. يذكر أن حكومة المهندس إبراهيم محلب وضعت على عاتقها حل مشكلة العشوائيات، لذا تم عقد عدد من الاجتماعات الخاصة بهذه المشكلة المزمنة. وبحسب عدد من الخبراء فإنه يجب على المرشحين للرئاسة أن يكون ملف العشوائيات أحد أهم ملفاتهم فى حكومتهم الانتخابية، نظرا لأنه يمس قطاعا عريضا من المواطنين.