قال لنا عمنا أفلاطون فى جمهوريته الخالدة: «الواقع أن العدالة.. لاتتعلق بأفعال الإنسان الظاهرة وإنما بأفعاله الباطنة وبما يختص به الإنسان وما يكون فيه قوامه» لذلك اختلطت الأمور على الناس.. فلم يسهل عليهم التفرقة بين المضبوط والمخلوط.. وبين الخطأ والصواب.. والقاتل والقتيل.. وبين الشهيد والفقيد.. يكفى أن الوطن الموجوع قد استيقظ ذات صباح على خبر رهيب منقولا بالصوت والصورة من أمام مسجد السيدة نفيسة على 18 نعشا ملفوفة بعلم مصر.. وأصوات المعلقين فى المحطات المختلفة تنعى الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لأجل البلد.. كان هذا عند الظهيرة.. وفى المساء قالت الأنباء: إن هؤلاء للأسف ما هم إلا مجموعة من المسجلين الخطر حاولوا الهروب من محبسهم وعندما هددت عصابة «رابعة» بالقتل والتفجير والتخريب والفوضى و كان هذا هو وعدها الوحيد الذى صدقت فيه وهى دائمًا وأبدًامن الكاذبين المنافقين. وقبلها نجحت فى الخداع والمناورة.. وهى مثالى التى خرجت من الجحور إلى القصور.. وهنا أقر وأعترف أنا كاتب السطور والكثير من أمثالى بأننا كنا من المخدوعين التمسنا لهم الأعذار وصبرنا على الانتظار.. ثم اكتشفنا أن الشعارات زائفة.. وأن الأغراض خبيثة وأن الأوطان تباع على أيديهم بأبخس الأثمان.. فالوطن فى منهجهم حفنة من التراب العفن.. أما عن ارتداء عباءة الدين فهذا هو عين الضلال والإفك.. فإن ما يقال فى ميدان الفكر السياسى عند المسلمين ليس فكرًا إسلاميًا ينتمى إلى العقيدة أو الدين ولا هو الفكر الذى جاء به الإسلام فى ميدان السياسة إنما هى آراء المفكرين المسلمين الذين تصوروا بناء الدولة على نحو معين.. ولهذا خلطوا السياسة بالدين.. فإذا اختلفت معهم فى سياسة فإنك تختلف معهم فى الدين وهو أمر غير صحيح لأن السياسة صناعة بشر لها مالها وعليها ماعليها.. والدين مقدس ماعليك إلا الإيمان به قلبا وقالبا.. بعد ذلك طالب الفلاسفة بضرورة الفصل بين الأخلاق والسياسة.. لأن جمعهما سويًا فى بوتقة واحدة من رابع المستحيلات..لأن الأخلاق هى سلوك فرد.. لكن السياسة هى سلوك جماعة. وقد انقلبت الثورة الفرنسية العظيمة إلى إرهاب يجز رقاب الناس لأن القائمين عليها رفعوا شعارات ومفاهيم إخلاقية مثل الحرية والمساواة والعدالة والإخاء.. دون تقنيين لها وهنا ظهر قانون الاشتباه وبدأت المقصلة تتعامل مع الذين لم يوافقوا على الإعدام وغرقت فرنسا فى بحر من الدماء باسم الأخلاق. وباسم الديمقراطية والحرية سلطت علينا أمريكا صبيانها وظهرت تجارة حقوق الإنسان والدولة المدنية.. وباعة الديمقراطية بأنواعها.. وعلى الجانب الآخر رأينا من قدموا لنا أنفسهم على أنهم أولياء الله على الأرض والدعاة دون غيرهم للإسلام.. حتى قيل إن الملائكة كانت تشارك فى اعتصام رابعة.. وأن بعضهم وبعضهن كُن يذهبن إلى هناك فإذا بهن يعشن لحظة التحليق والشفافية حتى قالت إحداهن إنها وجدت نفسها كأنها فى «مكة» وقالت أخرى بل إنها المدينةالمنورة.. وزاد أخر على ذلك بأن أقسم بأن مرسى المعزول قد صلى بالأنبياء إمامًا..فهل رأيت عبطًا واستهبالاً.. واستخفافا بالعقول أكثر من ذلك.. ولما اكتشفوا وأدركوا أن ملائكة السماء قد تخلت عنهم وهم الأبرار الأصنام تحولوا إلى شياطين.. وتفوقوا على سيدهم أبليس الأكبر عندما اخترعوا من أساليب الشر والقتل والتخريب والتفجير والفوضى ووقف الحال ملاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وباعوا دينهم من أجل دنياهم واتحدوا مع أعداء الوطن سرًا وعلانية.. فقد ألتقى الثورى النورى الكلامنجى مع تاجر الدين وبعد ماجرى فى 25 يناير.. ثم فى30 يونيه سقطت الأقنعة وانكشفت الوجوه القبيحة والنفوس الملوثة.. وتدريجيا بدأت الغشاوة تنجلى.. والصورة تتضح معالمها فإذا الذى تحسبه أمين مجلس الثورة.. ماهو بأمين ولكنه من اللصوص.. ولا هو بثورى ولا «بدنجان».. والذين قلنا فى حقهم شعرًا وبكينا لأجل بعضهم لأنه فقد نور عينه عند «محمد محمود» وكنا نراه من الأبطال.. إذا به أمامنا فوضوى هدفه هدم مؤسسة الشرطة وتدمير الجيش.. وإلا لماذا استهدف وزارة الداخلية دون غيرها وسماها معركة «محمد محمود» وهناك من أطلق النداء السافل بسقوط العسكر.. وعشنا فى فترة بهلوانية ضبابية لانعرف رءوسنا من أرجلنا ومن معنا ومن ضدنا. حتى إنكشف المستور وأدركنا أن تلك الأصنام التى قامت برامج التوك توك شو بصناعتها من «العجوة» لا تستحق إلا أن نتركها للذباب.. لأن ثورتيها مدفوعة الأجر.. مشبوهة الهدف.. خبيثة النوايا.. حتى شابت الرءوس من هول ماسمعت وعرفت عن هؤلاء الذين تخابروا وتجسسوا وتلصصوا.. وأنهم مجرد عرائس خيوطها تتحرك من أمريكا وتركيا وولاية الشيخة موزة القطرية الصهيونية. وللمزيد من التوضيح ستجد أن تلك «الرقاصة» التى تفخر بأنها قليلة الأدب وعديمة الحياء ولها أن تفعل ماتشاء هذه «الرقاصة» لن تختلف كثيرًا عن ذلك الذى أنضم إلى حملة تمرد فلما حولته إلى نجم «تمرد» عليها وباعها لأنه اكتشف فجأة أن السيسى من العسكريين وما هو إلا مدنى ابن مدنى ويريدها مدنية. هذه الرقاصة فى أسلوبها السافل وأن كانت تدعى الوطنية هى الوجه الأخر.. لعم الشيخ الملتحى الذى تم ضبطه فى سيارته يقوم «بالخبص» وبما لايخالف شرع الله على قارعة الطريقة.. وهى أيضًا صورة لشلة إبريل والبرادعية تختلف الأسماء والمسميات.. والهدف تقسيم مصر المحروسة حسب السكين الأمريكى الصهيونى والمخطط الذى تم إعداده وأصبح ظاهرا واضحا لاشبهة فيه ولا جدال.. ثم يخرج الدكتور « مسخرة» لكى يسخر من المؤامرة والمخطط ومن الجيش ومن أهلنا الغلابة لأنه يثق أن له حماية من نيويورك.. ونسى أن لعنات الناس عليها باتت أقوى من الابتسامات.. وأنهم يضحكون عليه ولايضحكون له أو معه.. ثم انظر إلى هؤلاء الذين استقر بهم المقام فى الدوحة وأصبحت شغلتهم التى يتقاضون عنها آلاف الدولارات يوميًا سب مصر وأهانتها حتى أن أحدهم طالب بأن تكون علامة «رابعة» هى علم البلاد. لهذا نطالب بسحب الجنسية المصرية من هؤلاء.. لأنهم لايستحقون شرف الانتساب إلى هذا التراب وأولى بهم أن يتحولوا إلى مرتزقة بالأجرة فى بلد يعيش على المرتزقة فى كل شىء.. لأنه مجرد حصالة وسيأتى عليها الوقت التى تخلو وتفلس ويقول السفهاء فيها: يا ليتنا كنا ترابا، لكن بعد فوات الأوان وقد انقلبت حتى على أهلها فى الخليج ورغم أن قائمة الخيانة فيها مافيها.. إلا أن الفرج قريب..وكل هؤلاء مصيرهم الوحيد مزبلة التاريخ إن آجلا أو عاجلا. ولكم فى «الخابور» الروسى الذى حصلت عليه أمريكا مؤخرًا فى «القرم» لعبرة وعظة وارجعوا إلى الكتاب الذى أصدره كاتب هذه السطور منذ خمس سنوات تقريبًا بعنوان «باى باى أمريكا شهادة وفاة دولة».. لكى تدركوا أن دولة الطغيان لها ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.. مع عدم الاعتذار للخونة والعملاء والسفلة!!