بعد أن استعرضنا فى الأسبوع الماضى نموذجاً مهماً لنائب إبليس الخبيث الذى تمثل فى شخصية إعلامية معينة معروفة تتشدق بالأخلاق والمبادئ وتظهر البراءة والانتماء.. وبعد أن أصابتها أنفلونزا المشاهير، أظهرت الأيام أنها أستاذ فى علم «الندالة»، استغل الجميع فى مشوار النجاح للترويج لأجندته الخاصة. وأصبح هناك بعض الجهات التى تدعمه معنوياً ومادياً فى الخفاء لاستغلال شعبيته فى توجيه الرأى العام وتمرد المواطن.. المهم خلط الأوراق لصالحه، فيظهر فجأة ليدعم النظام حين يشعر بالضغط والحصار.. ومع مرور الزمن تنكشف حقيقة كل إنسان مهما كان بارعاً فى الخداع والأداء. ■ أما نائب إبليس الخبيث هذا الأسبوع فقد يكون رئيس جمهورية أو حاكماً لنظام يجلس على سلطة رئيس مجلس إدارة لدولة عربية أو معادية.. فى النهاية يرغب فى أن يسيطر بنفوذه على كل من حوله وتمتد ألاعيبه وطموحه إلى خارج حدوده، فمصالحه لا تتوقف عند مصالح الآخرين وحقهم فى السيادة والاستقلال.. ولا يملك المواطن عنده القدرة على المعارضة ولا طولة اللسان فى صحيفة أو فى برلمان، فالجميع يقدسونه، ولا يعرف من حق التعبير سوى كلمة «آمين». فكل يوم نكتشف النوايا الحقيقية لبعض الحكام حتى من يحكم مساحة لا تتعدى شاطئ مارينا فى الساحل الشمالى أو من يحكم شعباً لا يتعدى فى المجموع سكان شارع فى جامعة الدول العربية بالمهندسين فى مصر المسكينة بمن حولها ومن بجوارها.. لا يملك شعبها سوى الطيبة وكان يحمل المحبة للجميع أما الآن وقد ظهرت الرؤية فإن هؤلاء مجموعة من نواب إبليس الخبثاء المتطاولين على مصر زعماء لميليشيات مسلحة أو مجموعة مرتزقة تسعى للنفوذ والسلطة على حساب شركائهم فى الوطن أو فى دولة تحمل مساحة وحضارة لا تستوعب هذا التمييز.. فيجب أن يفهم الجميع أن مصر مهما تحملت من ضغط أو خسارة وانكسار فى السياسة والاقتصاد وتأثر شعبها اجتماعياً وخسر رياضياً فى مباراة.. فلا يعرض هذا مصر للانقلاب أو الخراب. الأيادى الخارجية تقطع وليست لها مصداقية لدى المصريين حتى لو استغل البعض منهم قليلاً، فلا يمكن أن ينجرف الفراعنة لأهداف وطموح بعض الأبالسة.. هكذا أثبت التاريخ لنا منذ سنوات. ■ أحياناً لا يمكن أن نستمر فى الكلام ونحتاج إلى تغيير سريع فى المناهج أو فى النظام أو الوزراء أو الحكام ولكن هذا ليس بأياد خارجية فلا إعلام قطر ولا مخططات سوريا ولا أموال إيران أو أطماع إسرائيل ولا سلبية الكثيرين تستطيع أن تقلب هيكل الدولة الراسخ فى أذهان المواطن المصرى.. بيدى وليس بيد عمرو يتم التحسين والتطوير من اختيار رئيس اسمه مبارك أو جمال أو أيمن أو البرادعى أو بقاء نظيف أو رحيله.. لا يأتى من الملاعيب نائب إبليس لتحريك منظمات لإشعال فتنة أو استغلال أزمات أو الضرب والإهانة والقتل فمازال هناك شعب يطمح فى التغيير دون أن يبدل الوطن بالفوضى والخراب.. فلا إبليس الخبيث سيرحل ولا الملائكة تسكن الأنظمة والحكومات.. واللقاء فى الحلقة القادمة. [email protected]