عندما لحن وغنى محمد فوزى «ذهب الليل.. طلع الفجر» ثم «ماما زمانها جايه» وهما من تأليف حسين السيد، اعتبرناه رائدا لأغانى الأطفال فى السينما والتليفزيون وقد تخصص قبله أحمد خيرت فى تقديم أغنيات البراءة من خلال برنامج «بابا شارو». وكان خيرت يؤلف ويلحن للأطفال من أصحاب الموهبة من خلال فرقتين هما «عش العصافير» والطفلة زهرة عباس. و«بيت الفن» والطفلتين نجاة و سعاد حسنى وكان خيرت قد نجح فى إقناع المعاهد الفنية بأن تضيف إلى برامجها نشيد «قطتى صغيره وإسمها نميره» وغنت الطفلة نجاة حسنى (نجاة الصغيرة فيما بعد) لحن «أنا عاوزه ألعب وأغنى.. مدام فؤداى متهنى» والنشيد الدينى «طوفوا ببيت الله يامعشر الحجاج» كما غنت الطفلة سعاد حسنى «أنا سعاد أخت القمر.. بين العباد حسنى اشتهر» وقدم «بابا شارو» محمد محمود شعبان «الصوره الغنائية عيد ميلاد أبو الفصاد» من ألحان إبراهيم جكله وهى مادة تعليمية لأصوات الآلات الموسيقية المتباينة. وغنت شادية فى السينما «سيد الحبايب ياضنايا انت» وغنت فايزة أحمد « إلهى يحرسك من العين وتكبر ليه يا محمد» وغنى الملحن محمد ضياء الدين «أ، ب، ت» و «البالونه» وغنت صباح «حبيبة أمها» و «أكلك مين يابطة» وهما من ألحان فريد الأطرش. وقدمت أبلة فضلية أغنيات كثيره لبرامجها الإذاعى للأطفال وكذلك فعلت ماما سميحة لبرنامجها فى التليفزيون. وفى أوائل الثمانيات من القرن الفائت صورت ألبومات للأطفال لكل من محمد ثروت وعفاف راضى ومحمد الحلو و إيمان البحر درويش وكذلك فعل بعض نجوم التمثيل ومنهم سمير غانم و محمد صبحى و إبراهيم نصر و يونس شلبى و عبد المنعم مدبولى. فى أعياد الطفولة أكثر التليفزيون من إنتاج الصور الغنائية التى احتكرت معظمها صفاء أبو السعود و خطفت أنوشكا بعضًا منها وكذلك فعل إيمان البحر درويش وأخرج فهمى عبد الحميد «أبريق الشاى» أداء سيد الملاح. ثم توقف إنتاج الأغانى البريئة فى الإذاعة والتليفزيون،وأصبحت حفلات الأطفال تعتمد على الدى جى..الذى يقدم لهم الأغنيات المتداولة للشباب وكثير منها تنقصه براءة الأطفال وتسّلم الراية القطاع الخاص فانتج «بابا فين» و «بيبى هيفا» والحمد الله لم نسمع طفلا يردد ما جاء بهما كما رددوا «شخبط شخابيط» مع نانسى عجرم. وبعيدًا عن الانتاج الإعلامى لا أعرف ما هى الجهة المسئولة عن أطفالنا فكلمة «السكان» حائرة من وزارة إلى أخرى فمرة تكون مع وزارة الأسرة والسكان ومرة أخرى «الصحة والسكان» وعندما تستقر الأمور ويعرف الأطفال من هو المسئول عن تربيتهم مع الأسرة سوف أطالبهم بالاهتمام بلعب أطفالنا وإنشاء معمل من داخل الهيئة العامة للرقابة على الصادرات لاختبار جودة اللعب المستورده ومطابقتها للمواصفات القياسية المصرية وتطوير ألعاب جيده النوعية تساهم فى تنمية القدارات الذهنية والسلوكية للطفل وإن تولى اهتماما بأغنية الطفل والاستفاده من تراثنا الشعبى فى الأغانى والألعاب الخاصة بهم وتسجيلها وفق أحدث التقنيات لتكون فى متناول الفنانين والمربين والآباء مع تنقيتها من الألفاظ النابية إن وجدت. وأغانى الأطفال متشابهة فى كل البلاد العربية ففى مصر كنا نغنى «يامطره رخى.. رخى» و «يا فاطر رمضان ياخاسر دينك» و «يابرتقال أحمر وكبير» وفى العراق يغنى الأطفال «مكتوب على باب الجنة.. إن النار للكفار» وأغنية «الجاموس يريد الحشيش.. والحشيش فوق الجبل..و الجبل يريد لو مطر والمطر عند الله لا إله الله» وفى لبنان يجسدون بالحركة والنغمة عيد البرباره إبنه أحد الملوك الوثنيين التى هربت وأعتنقت المسيحية رغمًا عن إرادة أبيها. ويغنون «شتى يا دنيا» و «أم الغيث عندنا» و «أم عيدى». وفى سوريا يغنى الأطفال للشمس والقمر والطيور والحيوانات الأليفة ويلعبون «الخطبه» و «سلمى لاتلهو.. سلمى لا تلعب.. واجمة حيرى فى ركن الملعب.. ترفض أن تلعب.. من أحزن سلمى.. من جلب الهما.. لن تلعب إلا.. إن لعبت سلمى» الأغانىالبريئة للأطفال تنمى إمكاناتهم الصوتيه والموسيقية. وتتيح لهم استخدام أعضائهم وحواسهم العقلية والبدنية واللعب الجماعى يتيح الفرصة لدعم العلاقات الإنسانية والصداقة مما يكون له أثره العظيم فى التكيف الاجتماعى مع البيئة كما أنها تكسب الأطفال حيوية ويقظة وجرأة مما يضمن لهم عند الكبر شخصيات سّّويه متوازنة. لاتتركوا أغنيات البراءة تصنعها أياد غير بريئة.