«التهاب البلعوم» هو المرض الذى يحرم الإنسان خاصة الأطفال لذة الطعام والشراب بل وقد يحرمهم لذة النوم أيضاً، قالت د. نورا حمادة أخصائى أمراض الأطفال بمستشفى أم المصريين إن التهاب البلعوم رغم بساطة وسهولة علاجه إلا أن إهماله قد يتسبب فى مشكلات كثيرة فهو التهاب فى الحلق يحدث بسبب فيروس (حمة) أو بسبب جرثوم أو بسبب مرض جهازى أو بأسباب أخرى، ويعتبر الأطفال الشريحة الأكثر تعرضاً للإصابة به، وكثيراً ما يؤدى لحدوث مضاعفات لديهم، هو غير شائع دون السنة من العمر، و أكثر حالاته بأعمار (4-7) سنوات، وبالطبع يستمر حدوثه خلال كل سنين الطفولة وباقى مراحل العمر. وأشارت د. نورا إلى أن هذا الالتهاب يكثر عند الأطفال لأن الطفل يطل على الحياة كصفحة بيضاء، ولذلك يتعرض للجراثيم والفيروسات المنتشرة حوله، ولكن مع تقدم عمره تزداد مناعته ويكون أقدر على مواجهة الجراثيم الغازية، إن الطفل بحكم لعبه مع أقرانه، وتعرضه لكثير من الملوثات، وربما أكله أغذية غير نظيفة، وتواجده بأماكن الازدحام كالمدارس والحدائق، وتعرضه للقبلات من كل الأطراف فإنه يتعرض لجراثيم قد لاتكون لديه مناعة ضدها، إن كل إنسان لديه جراثيم وفيروسات متعايشة معه، وقد يكون بعضنا يعانى من الالتهاب، فبالقبلة نزرع هذه الكائنات على هذه البراعم ، بإمكاننا تقبيل الطفل على رأسه أو جانب وجهه ولكن ليس على فمه أو أنفه ، وإن كنا مصابين نقبله على ذراعه وليس على يده لأنه سيضعها بفمه. وعن الأعراض قالت د. نورا قد تبدأ بحمى أو سيلان فى الأنف أو بشعور تخريش فى الحلق أو وهن عام وعدم ارتياح، ومن ثم يتطور السعال وقد يحدث قىء ونقص الشهية، وقد يصعب البلع لشدة الألم، وربما يشكو الطفل من صداع أو ألم فى الحلق أو البطن أو العضلات أو المفاصل، البدء عادة ما يكون تدريجياً، وارتفاع درجة الحرارة بشدة ربما إلى (40) درجة وربما أكثر، وفى ثلث الحالات تتضخم اللوزات، وقد تتضخم العقد اللمفاوية، والألم البلعومى تختلف شدته، أما الأهل فعادة ما يكون لديهم زكام، تدوم الحمى (1-4) أيام، وقد تبقى علامات المرض والإنهاك والتعب على الطفل لأسبوعين، ومما يجدر ذكره أن الجراثيم تعشق البلعوم عند الذين تتراوح أعمارهم (5-15) سنة. وأضافت: قد يرافق الحالات الفيروسية التهاب فى ملتحمة العين، أو التهاب أنف، أو بحة صوت، كما أنه من الشائع حدوث زكام والتهاب فم وتقرحات فموية وطفح على الجلد وإسهال ومفرزات قيحية (صديدية)، وكذلك احتقان لوزات وتضخمها، وتضخم العقد الرقبية، يدوم الالتهاب الفيروسى عادة أقل من (24) ساعة، وبشكل عام لا يستمر أكثر من (5) أيام، واختلاطاته نادرة. أما عن المضاعفات فهى تحدث فى حالة إهمال العلاج حيث إن ارتفاع درجة الحرارة قد يؤدى إلى حدوث التشنجات، وقد تحدث قرحات مزمنة فى البلعوم، أو التهاب الأذن الوسطى. وتابعت: خلال بعض المواسم تزداد حالات التهاب البلعوم لدى الأطفال خاصة فى المدارس تكثر حالات التهاب البلعوم، وهذا ما نراه سنوياً والسبب أن الازدحام يؤدى لانتشار فيروس أو جرثوم أو أكثر حيث إن دفاع الإنسان قليل تجاه الجراثيم والفيروسات التى لم يتعرف عليها من قبل. وعن العلاج قالت د. نورا على الأهل إصطحاب الطفل للطبيب فى وقت مبكر لتلقى العلاج الذى عادة ما يكون على شكل مضاد حيوى إن رجحت كفة الجراثيم مع خافض حرارة وأدوية عرضية للإحتقان والسعال وسيلان الأنف، كما تعالج الاختلاطات ونادراً ما نضطر لمعالجات أكثر كالسوائل الوريدية، مضيفة أنه على المصاب أن يجنب غيره الإصابة وأن يستر فمه أثناء العطاس والسعال بمنديل وليس بيده، وألا يدع غيره يستعمل حاجياته، إن السوائل الباردة بشكل لطيف وخصوصاً العصير أفضل من المواد الصلبة، كما أن اللبن (الزبادى) والخضار والفواكه وخصوصاً الحمضيات تساعد على التغلب على نقص الشهية، إن المواد الدسمة والدهون ثقيلة على معدة المصاب وربما تثير الغثيان أو القىء، إن الغرغرة بالماء الملحى الساخن أو بعصير الليمون أو ما شابه مفيدة، وكذلك تجنب تغيرات الجو الشديدة، وتجنب الجلوس بمواجهة المكيفات، وتجنب السوائل الباردة جداً، عدم إجبار الطفل كى يأكل، بل المطلوب ان يقبل على المناسب من الطعام رغم فقدانه الشهية.