أختار الرحبانية حركة من السيمفونية 40 لموتسارت ووضعوا عليها كلمات «يا أنا.. يا أنا» وغنتها فيروز وكانت تجربة غنائية عالمية ناجحة. وكانت الأسطوانة العالمية «موزار المصرى» تجربة مثيرة قوية التأثير استقبلها العالم بالحب والتقدير ومن دواعى سعادتنا نحن المصربين أن بلدنا فرضت نفسها على أعمال هذا الموسيقار العظيم فولفجانح اماريوس موتسارت (1756- 5/12/1791) الملقب ب «أبو الكوينشير تو» فكتب الموسيقى التصويرية لمسرحية «قاموس ملك مصر» وكان قد شرع فى كتابة عمل موسيقى بعنوان «أوزة القاهرة». وقد تنوعلنا من مصر مع موسيقى موتسارت بدرجة لا تقل عما تفاعل بها العالم مع أعماله الخالدة فعرضت الأوبرا المصرية عملينة من تلحينه بعد ترجمة نصييها إلى العربية هما «زواج فيجارو» و «هكذا هن جميعًا».. ترجمهما الدكتور على صادق وشاركت فى الأداء أصوات مصرية وكانت شكلا للغناء التجريبى يهدف لتصويب الفن العالمى من الجمع ووجدان فئة من المستمعين البعيدين عنه. أما التجربة الغنائية الموسيقية الثانية فهى المعروفة بأسطوانة «موزار المصرى» تم فيها المسرح بين ألحان موزار القوية الجميلة مع الايقاعات المصرية التقليدية من خلال تداخل جميل ورشيق ودقيق. كما تم نثر أشكال فولكورية من الغناء المصرى والعربى فجاءت خليطا وتزاوجا بين موسيقى موزار وتنويعات لموسيقى مصرية إسلامية وقبطية، فولكورية وارتجالية وتقليدية بأصوات بيئية وعازفين مهرة هم أعضاء أوركسترا وكورال مدينة صوفيا السميفونى ومعهم 50 عازفا مصريا وعدد من العازفين الفرنسيين. حققت أسطوانة موزار المصرى نجاحًا هائلا فى مصر والعالم وأذاعتها بانتظام ألف محطة إذاعية وتلفزيونية وعرضت سوسيكاص على مسرح أوبرا مارسيليا 1998 بمشاركة أوركسترا صوفيا السيمفونى وكورال أوبرا مارسيليا شارك فى العرض 65 عازفا مصريا وشاهده 100 ألف متفرج كما تم عرضه على شاشات عملاقة فى ميادين مارسيليا وأعيد العرض فى كاتدرائية سان ريمسى فى باريس وشاهده 3 الآف متفرج. وعن هذه التجربة الغنائية الموسيقية الرائعة كتبت مجلة «ديابازون» هناك عالم يربط بين مصر وموزار وجاء فى مجلة «لافى lavie» هناك اهتمام شديد بالأصالة والنتيجة ساحرة بحق وقالت :لابروفنس laprovince» موزار المصرى درس من الآخاء وأن اللقاء رائع بين الإسلام والمسيحية . وقالت «كوت cote» عندما يصبح موزار مصريا وقالت صحيفة فرنسية أخرى أنه الفرعون موزار. تجربة «موزار المصرى» أقبل عليها الدكتور أحمد المغربى أستاذ الأدب والمسرح الإيطالى بكلية الألسن جامعة عين شمس أنشأ مركزا ثقافيا مهمته تقديم كل ماهو موجود على الساحة الموسيقية فى الداخل والخارج وكون فرقة تخصصت فى التراث الموسيقى لجنوب مصر وجنوب البحر الأبيض المتوسط وجنوب القطب الشمالى وكل ماهو جنوب فى العالم وأطلق عليها اسم «جنوب» ومن خلال المركز الثقافى الإيطالى استضافت الفرقة فرقا للفنون المماثلة من إيطاليا. فى باريس اقترح الدكتور المغربى على الموسيقار الفرنسى أوج دى كورسان أن يقدم موسيقى موزار فى إطار مصرى. وكان الناقد الموسيقى الراحل سليمان جميل قد أشار على المغربى بأن هناك دراسات عديدة فى الغرب تشير إلى تأثر موزار بالشرق وولعه بمصر وتأثره شبه المباشر ببعض الموشحات الأندلسية. وكان أوج دى كورسان قد صدرت له أسطوانة بعنوان «لاميارنيا باخ فى أفريقيا» عبارة عن معالجة أفريقية بسيطة لموسيقى سلاسيتان باخ. استغرق الدكتور المغربى عامين فى جمع المادة المطلوبة لإسطوانة موزار المصرى واختار مجموعة من الأعمال القريبة من الوجدان الشرقى مثل «اختطاف من الرأى والسمفونية المصرية وعدة أعمال من رباعياته التى تتميز بالروح الشرقية وكونشيرتو البيانو وقد استبدل البيانو بآلة العود «ووافقت إحدى شركات الإنتاج العالمية المتخصصه على إنتاج الإسطوانة وصدرت 1997 وحققت ثلاثة أشهر أعلى مبيعات فاستحقت جائزة الأسطوانة الذهبية كما حصلت على جائزة الشوكة الذهبية diapason dor وهى أعلى تقدير يمنح فى أوروبا بناء على تقييم لجنة متخصص تبحث فى المستوى الفنى ولا يهمها جمع المبيعات. هذه التجربة الرائعة التى جعلتنى أشعر أن الموسيقار البارع موتسارت هو بلدياتى. يحمل الجنسية المصرية التى أحملها إلى جانب جنسيته النمساوية لماذا لم تتكرر مرة أخرى مع موسيقاه أو موسيقى غيره من اساطير الموسيقى العالمية مصر لن يرضيها فرعون موسيقى واحد إنما تتسع ثقافتها وتراثها لعشرات الفراعين من نوعية الفرعون موزار.