كان النبى صلى الله عليه وسلم عادلًا ومطبقًا لشرع الله تعالى ولو على أقرب الأقربين. عملًا بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ) وخير دليل على ذلك أنه كان يعدل بين نسائه صلى الله عليه وسلم ويتحمل ما قد يقع من بعضهن من غيرة، فعن أم سلمة رضى الله عنها أنها أتت بطعامٍ فى صحفةٍ لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ حجر - ففلقت به الصحفة، فجمع النبى صلى الله عليه وسلم بين فلقتى الصحفة وهو يقول: (كلوا، غارت أُمكم مرتين) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة، وما طبقه النبى صلى الله عليه وسلم فى المرأة المخزومية التى سرقت عندما شفعوا فيها أسامة بن زيد قائلًا: (أتشفع فى حد من حدود الله والذى نفسى بيده لو كانت فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها). ونحن منا من يحكم بهواه فيحكم لمن يحب ولو كان ظالمًا ويحكم على من يكره ولو كان مظلومًا، مخالفين قول الله :- (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) رزقنا الله العدل فى الرضا والغضب.