هل وصلنا إلى طريق مسدود؟ أعتقد هذا وأعنى بذلك الطريق المسدود التعامل مع جماعة الإخوان. وكيف نخرج من هذا الطريق؟ وحتى يمكن الإجابة عن السؤال يجب طرح المحددات التى تحكمه. فعلى سبيل المثال فقد استقر المجتمع المصرى على المحددات التالية: لا تصالح مع الإخوان لا عودة لحكم الإخوان رفض الإرهاب الاستمرار فى تنفيذ خارطة المستقبل باختصار لن تقتلونا ولن تحكمونا أما محددات موقف الجماعة العودة للحكم استمرار الضغط على الدولة المصرية داخليا وخارجيا البعد عن مبادئ أساسية فى الإسلام وهى حقن دماء المسلمين بمعنى سنحكمكم ونقتلكم إذا كان الأمر كذلك فما هو المخرج! وأرى فى الأفق إمكانية التفكير فى آلية سياسية للخروج من هذه الأزمة التى تهدد كيان الدولة المصرية. فقد أثبت فى الأونة الأخيرة السيد المستشار الجليل عدلى منصور أنه يتمتع بمهارات سياسية ووطنية بالإضافة إلى أخلاق رفيعة وثقة عالية فى النفس، ومن هنا أرى أنه من الضرورى أن يكرس سيادته الفترة الباقية من إدارته للدولة المصرية فى محاولة لإعادة ترتيب البيت المصرى، وقد يكون هذا عن طريق تشكيل لجنة قد نطلق عليها لجنة الحكماء تضم مجموعة من خبراء السياسة والقانون والاجتماع والاقتصاد فى محاولة لوضع خارطة الطريق التى نسير عليها، وأنها تعمل على إعادة ترتيب البيت المصرى الذى أصبح يشكل حالة محتقنة مزمنة تتصف بالعناد. ومن المهم توضيح أن مقصد هذه المبادرة لن يكون أبدًا تحقيق مصالحة، لأن مصر تمثل الشجرة القوية الراسخة، والجماعة تمثل مجرد فرع يجب تقليمه حتى يتسق مع الشجرة التى يستمد منها الحياة. والواقع يشير إلى أن أى مبادرات تهدف إلى عودتهم إلى حضن الوطن يجب أن تكون من جانبهم فهم الذين خرجوا عن فلك هذا الوطن. الأمر لن يكون سهلا عليهم وأتوقع استمرارهم فى هذه السياسة البعيدة تماما عن واقع الأمور. هذه الفكرة التى تدعو الرئيس عدلى منصور لإعطاء ترتيب البيت أهمية وأولوية أعتقد أنها أصابت الشخص المناسب الذى يشهد له الجميع بالحكمة والثقة فى النفس وإدارته الهادئة. نتطلع إلى فترة استقرار تستطيع فيها الدولة المصرية اقتحام معركة التنمية والتقدم الاقتصادى، ومن الواضح أن الجماعة لا تنوى إعطاء مصر فرصة الاستقرار وأننا أمام طريق طويل من التهديد لأمن هذا الوطن. المطلوب من لجنة الحكماء وضع التصورات اللازمة حتى يستطيع هذا المجتمع الوصول إلى حالة الاستقرار والسلام المجتمعى. أعتقد أن الحكماء يستطيعون الوصول إلى حلول جيدة تلتزم بمعايير المجتمع ومواقف الرأى العام المصرى فى التعامل مع الإخوان. قد تكون هذه الفرصة الأخيرة، أو البادرة الأخيرة التى تهدف إلى ضمهم إلى حضن الوطن مرة أخرى، وسوف يكونون هم الخاسرين إذا فشلت هذه المبادرة أو أجهضت من قبل أى الأطراف. وسوف تكون لهذه المبادرة فائدة أخرى تكون أقل نفعا من فكرة الوصول إلى الاستقرار الحقيقى لمصر، وهى تقليل الضغوط الخارجية على مصر فى فترة دقيقة وصعبة، وإظهار الجماعة أمام العالم بأنها لا تحرص على الوطن وإنما على كرسى الحكم الذى لا يصلحون له بأى مقاييس علمية أو شعبية. وكما يذكر الدكتور ناجح إبراهيم الذى أرشحه ليكون عضوا فى لجنة الحكماء المقترحة، أن الهدف لتيار الإسلام السياسى ما بين الهداية والحكم. وأعتقد أنهم فشلوا فى الهدفين، فلم يفلحوا فى مجال الهداية أو فى مجال الحكم، وعندما استبعدوا من الحكم فشلوا مرة ثالثة فى حقن دماء المسلمين. سيادة الرئيس عدلى منصور، أثق تمام الثقة فى قدراتكم على تسليم هذا الوطن أكثر استقرارا للرئيس الجديد. تقديرى لسيادتكم.