جملة قاسية تخرج من فم الأم تثير الألم فى نفسى ونفسها .. تثير الرعب.. الخوف.. الفزع الجملة كما تقولها الأم (ابنتى مريضة سرطان).. كلمات الجملة تتحول إلى بكاء.. تتحول إلى دماء تنزف من قلوب المحيطين بهم 100سم المرض يجعل القشعريرة تسرى فى جميع أوصال الجسد.. الإصابة بأى مرض ولوحتى نزلة برد هى إرادة الله التى لانستطيع أن نقف أمامها واللهم لا اعتراض على حكمك وقضائه وقدره.. ولكن عندما يكون المريض صبية صغيرة لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها تصبح الآلام مضاعفة.. والدموع أنهارا والحسرة تدمى القلوب.. صاحبة المأساة هى العضو الأصغر فى العائلة.. هى ابنة لأم ربة منزل يعيش من أجل أولادها تطلب كل صباح من الله الصحة والستر و الهداية كلأنباء.. أما الأب فإنه يعمل سائقًا بالأجر يخرج فى الصباح مع أول طلقة شمس يعمل من أجل خمسة من الأولاد.. يذهب بالسيارة إلى المحافظات المجاورة ويعود بما قسم به الله فكل شىء من أجل عيون الصغار وخاصة أميرة فهى اسم على مسمى ولذلك فقد حظيت بلقب «أميرة القلوب».. فالجميع يؤكدون أن اسمها لأخلافها.. فهى منذ صغرها رقيقة ضعيفة.. صحتها ليست على مايرام.. كانت أمها تخاف عليها حتى من اللعب.. ومع ذلك كانت تتركها تلعب بشرط ألا تغيب عن عينها.. تلعب مع بنات الجيران تحاول أن تجاريهم ولكنها سرعان ما تشعر بالتعب.. تتألم تشكو لأمها فهى تشعر بوخز وآلام بالجانب الأيسر تحضر الأم مشروبًا ساخنًا.. وتؤكد أنها سرعان ماتصبح على مايرام.. الطفلة تفعل ماتطلبة الأم وبالفعل تشعر ببعض التحسن تستيقظ الأم فى الليل على آهات طفلتها فهى غير قادرة على تحمل الألم تبكى بحرقة تمسك بجانبها.. تتحول الآهات إلى صرخات تحاول الأم أن تخفف عنها وتطلب منها أن تتماسك حتى يطلع النهار وسوف تذهب إلى المستشفى وتكمل الطفلة الساعات الباقية حتى مطلع الفجر ودموعها تنساب على خديها.. واصطحبت الأم طفلتها إلى المستشفى العام.. فحصها الأطباء وكان التشخيص التهاب بالمسالك البولية ربما بسبب الإصابة بنزلة برد.. وصف الطبيب الدواء وعادت الأم بها إلى القرية.. مر يوم والثانى والطفلة تشكو وتتلوى من الألم.. ظهر تورم بساقيها.. ارتفعت درجة حرارتها.. لم تنتظر الأم فعادت ثانية إلى المستشفى.. طلب الأطباء إجراء تحاليل وأشعة وعندما ظهرت النتائج طلب الأطباء منها إجراء أشعة رنين مغناطيس وكانت النهاية عندما حولوا الطفلة إلى المعهد القومى للأورام.. تساءل الأب.. أكدوا له إنها مجرد شكوك وأن أطباء المعهد هم الفيصل والحكم.. حملها الأب وجاء بها إلى القاهرة ظلت بالمعهد أيامًا أجرى لها الكثير من التحاليل والأشعة.. وفى النهاية أخبر الأطباء الأم أن «أميرة» مصابة بورم سرطانى بالكلية وهى من حاجة إلى الخضوع للعلاج الكيماوى والإشعاعى.. ظلت الطفلة أسابيع بالمعهد تتلقى العلاج.. تركت الأم البيت والأطفال الصغار وجاءت لترافق ابنتها الحبيبة كانت رحلة علاج مشاقة ولكنها أسفرت فى النهاية إلى لاشىء وأكد الأطباء أن الطفلة فى حاجة لاستئصال الكلية وكان ما أرادوه.. ظلت الطفلة شهورا بالمعهد للعلاج وبعد فترة أخبر الأطباء الأم باستطاعتها حمل الطفلة إلى المنزل والعودة بها إلى المعهد للمتابعة شهريًا وتنفست الأم الصعداء وتخيلت أنها قد استراحت هى وابنتها من الهم.. ولكن لم تمض شهور قليلة إلا وقد بدأ الغول اللعين يداهمها مرة أخرى.. رحلة لايعلم نهايتها إلا الله.. رحلة قاسية.. رحلة مدمرة للمرض فقد أصاب الكبد والرئتين بثانويات وعادت الأم تبكى بسبب الحالة علاج تكميلى أكثر من ثمانى سنوات عذاب للبنت وأسرتها.. الأم تبكى بسبب الحالة التى وصلت إليها الابنة المسكينة.. كما تبكى حال الأسرة فقد جاء المرض على الأخضر واليابس حتى الأب أصيب بانزلاق غضروفى وأصبح غير قادر على مواصلة العمل بصفة منتظمة مما جعله غير قادرعلى توفير احتياجات الأبنة المريضة واحتياجات ومصاريف الأسرة الأم تطلب المساعدة فهم يحتاجون لمن يقف بجوارهم من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.