«كوكب الشرق».. «سيدة الغناء العربى».. «ثومة» كلها ألقاب للفنانة أم كلثوم، التى سحرت بصوتها الملايين فى مشارق الأرض ومغاربها.. حتى قيل إنها أقامت الوحدة الوطنية والقومية العربية قبل أن تفلح الحكومات فى إقامتها على أرض الواقع. ورغم احتفالنا هذه الأيام بذكرى رحيلها.. فإنها كوكب لم ينطفئ. ويقول الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة، إنه فى إطار الاحتفال بإحياء ذكرى وفاة كوكب الشرق السيدة أم كلثوم سيتم تنظيم دورات تدريبية للعاملين بالمتحف الذى يحمل اسمها! على أعمال الترميم وتوزيع وتنسيق الصور الخاصة بها، مؤكدًا أنها لم تكن مجرد مطربة. إنما حالة وطنية مصرية، ارتبطت بوجدان المصريين والعرب وكانت نموذجًا للفنانة الواعية التى تمتلك العلم والثقافة والوعى إذ أعلت من قيمة الفن المصرى والعربى ورفعت من شأنه فى كافة المحافل العالمية، وكانت بعد حرب 1967م بمثابة سفير دائم فى كل دول العالم تغنى لتجمع الدعم للجيش المصرى فهى نموذج للوطنية والمرأة والفنانة الراقية. من جانبه قال محمد أبو سعدة رئيس صندوق التنمية الثقافية إن وزارة الثقافة حريصة على إقامة المتاحف تخليدًا لذكرى الفنانين الذين أثروا حياتنا الثقافية فى مصر لتشاهدها الأجيال القادمة وتتعرف عليها ولمعرفة المناخ التى ظهرت فيه هذه الإبداعات مثل متحف أم كلثوم ومتحف عبد الوهاب بالأوبرا ومتحف أحمد شوقى ومتحف طه حسين. أما د.نهلة مطر مدير متحف أم كلثوم فقد أشارت إلى أن المتحف يضم 13 فستانًا للسيدة أم كلثوم يعرض منها ثمانى فقط وأنه بمناسبة الذكرى ال 39 لوفاتها يتم ولأول مرة عرض إثنين من الفساتين الأول من قطعتين ولونه زيتى والثانى أسود اللون. وهذه الفساتين تخضع دائمًا للترميم والصيانة للمحافظة عليها، وأن المتحف يقوم حاليًا من خلال متخصصين بالبحث فى أرشيف الصور الخاص بأم كلثوم عن كل فستان والأغنية التى شدت بها وهى ترتديه ومتى وأين، وتضيف أن المتحف يقيم حاليًا بهذه المناسبة مهرجانًا لطلبة المدارس بعنون «حدوتة أم كلثوم» ويتضمن ورشًا موسيقية فنية وجولات متحفية يتم تعليمهم من خلالها التذوق الموسيقى لأعمال كوكب الشرق على يد خبراء موسيقيين وتعريفهم أنواع وأشكال الآلات الموسيقية حيث نعلَّم الأطفال الآن مقدمة أغنية «فكرونى» من ألحان محمد عبد الوهاب، ومن خلال الجولة المتحفية يرى الطفل صور أم كلثوم فى مراحل عمرها المختلفة ويراها وهى تغنى فى حفلاتها. وأشارت إلى أنه فى شهر مارس القادم ستعود سلسلة كلثوميات للحفلات المسائية وستقام فى حديقة المتحف. فقد كانت تقام فى قصر المانسترلى ولكن بسبب أعمال الترميم التى تتم بالقصر توقفت الحفلات ولذلك ننتظر تحسن الأحوال الجوية لتعود الحفلات مرة أخرى. يذكر أن متحف أم كلثوم أنشئ عام 2001 تقديرًا لفنها ودورها الوطنى وحفاظًا على تراثها الفنى والشخصى ويقع المتحف فى نهاية جزيرة الروضة بالقاهرة فى موقع أثرى فريد يضم قصر المانسترلى ومقياس النيل، ويعرض بداخل المتحف بعض مقتنيات أم كلثوم القيَّمة التى تم جمعها من ذويها ومحبيها. ويتضمن المتحف أربع قاعات منها القاعة الرئيسية التى تحتوى على ثمانى فاترينات تضم أوسمة ونياشين ومقتنيات شخصية فهناك فاترينة بها عدد من فساتين حفلاتها الغنائية ذات الألوان المختلفة بالإضافة إلى خمس جداريات لصور نادرة خاصة بها وبأسرتها مثل صورة والدها الشيخ إبراهيم الدسوقى البلتاجى وصوره لها مع شقيقها خالد وهى ترتدى الملابس البدوية، كما تعرض صور لها مع رؤساء الدول وكبار الشخصيات وعدد من صديقاتها وصورة للفيلا التى كانت تقيم بها فى حى الزمالك والتى تم هدمها ليقام مكانها فندق يحمل اسمها. كما يضم المتحف أيضًا أهم أغنيات كوكب الشرق مكتوبة بخط اليد لعدد من الشعراء مثل أغنية «الحب كدة» بخط بيرم التونسى و«ليلة حب» بخط أحمد شفيق كامل وهى مدونة على ورق من مكتب محمد عبد الوهاب حيث يوجد اسمه فى أعلى الورقة كذلك أغنية «حيَّرت قلبى» بخط أحمد رامى. ويعرض فى فترينات المتحف العقد الأول لأم كلثوم مع الإذاعة عام 1934 والميكروفون الذى أهدته الإذاعة المصرية للمتحف والذى شهد العديد من التسجيلات كما تعرض مفكرة أم كلثوم اليومية والتى ترجع لعام 1954م والقلم الخاص بها وجوازا السفر الدبلوماسى والعادى، كما يضم المتحف أيضًا العديد من الأوسمة والقلائد التى حصلت عليها من بعض الدول. وإلى جانب هذه القاعة قاعة السينما التى تعرض فيلمًا تسجيليًا عن أم كلثوم يتضمن مقتطفات من قصة حياتها وأجزاء من أفلامها وحفلاتها فى مصر والوطن العربى ويختتم بجنازتها، كما توجد قاعة المكتبة السمعبصرية والتى تضم أرشيفًا رقميًا يستعرض أغانيها وصور حفلاتها. أما قاعة البانوراما فتعرض فيها مجموعة صور للمراحل العمرية لثومة.