النبى ( صلى الله عليه وسلم ) أحسن الناس خُلقاً وكان (خلقه القرآن) كما قالت السيدة عائشة، أى أنه تخلّق بالأخلاق التى مدحها القرآن وابتعد عن كل خلق ذمه القرآن. وفسّر النبى حسن الخلق بقوله: (البر حسن الخلق) أى حسن الخلق مع الله، وحسن الخلق مع خلق الله، فأما حسن الخلق مع الله فان تتلقى أحكامه الشرعية فى العبادات والمعاملات والابتلاءات بالرضا والتسليم والتطبيق وتقابل هذا بصدر منشرح. أما حسن الخلق مع الناس فهو كف الأذى والصبر على الأذى وطلاقة الوجه. فقد سأل عبد الله بن مسعود رضى الله عنه النبى ( صلى الله عليه وسلم ) أى العمل أحب إلى الله تعالى؟ فقال( صلى الله عليه وسلم ): (بر الوالدين)، قال رضى الله عنه: ثم أي؟ قال ( صلى الله عليه وسلم ): (الجهاد فى سبيل الله) ولا يقتصر بر الوالدين على حال حياتهما، بل يمتد أيضًا إلى ما بعد مماتهما، فقد سأل رجل من بنى سلمة رسولَ الله ( صلى الله عليه وسلم ): هل بقى من بِرِّ أبوى شيء أبرُّهما به بعد موتهما؟ قال: نعم، الصَّلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرَّحم التى لا تُوصل إلا بهما، وإكرام صديقهما. والنبى كان خير الناس برًّا بوالديه وكان النبى يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق عليه الصلاة والسلام . فقد كان ( صلى الله عليه وسلم ) يدعو فيقول "اللهم إنى أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق". وخير البر عند رسول الله بر الوالدين.