المياه البيضاء هى عبارة عن ضعف شفافية عدسة العين الصافية طبيعيًا، وذلك يؤدى إلى اضطراب الرؤية، والحقيقة أن تكوين المياه البيضاء طبيعى مع كبر السن، ويزداد احتمال الإصابة بالمياه البيضاء مع التدخين، ويعد تناول الإسبرين من العوامل المهمة لتقليل خطر المرض إلا أن بعض الحالات تزداد فيها المياه البيضاء سوءًا مثل مرض السكر والأشعة فوق البنفسجية وأمراض العين السابقة وأشعة إكس وأدوية الاستيرويد كلها تزيد احتمال الإصابة بالمرض مع العلم بأنه يمكن تغيير العدسة عن طريق الجراحة إذا كانت المياه البيضاء تعرقل الرؤية بوضوح. يقول د. نبيل الجندى أستاذ طب العيون بقصر العينى إن هناك عدة أشكال للمياه البيضاء، مثل الماء الأبيض النووى أو النجمى وتزداد مخاطر الاصابة بالمياه البيضاء لدى الإناث، أو بسبب الإفراط فى التدخين وشرب الكحول أو التعرض لنسبة كبيرة من الإشعاعات فوق البنفسجية أو الإصابة بداء السكرى، أو تناول عقاقير الاستيرويد للمدى البعيد. وعن الأسباب يقول د.الجندى إن العوامل الوراثية تلعب دورًا فى ذلك فالأمراض مثل السكر وهو غالبًا وراثى يزيد من نسبة الإصابة بالمرض عند التعرض لأشعة الشمس لفترة كبيرة، إضافة إلى أمراض العين، وكبر السن والشيخوخة، وبعض الأدوية (وبالأخص الكورتيزون)، والتدخين وشرب الكحوليات، وربما يولد طفل مصاب بالمياه البيضاء نتيجة إصابة أمه بالحصبة الألمانية خلال الثلث الأول من فترة الحمل. وعن أعراض الإصابة بالمياه البيضاء يقول:تكوين المياه البيضاء يحدث ببطء، فالشخص المصاب لا يكتشف إصابته إلا بعد تدهور حالة إبصاره مما يدفعه للكشف عن عينيه أو تغيير النظارة واكتشاف إصابته بالماء الأبيض وهو مرض يصيب النظر بالعتامة، ولا يحدث ألما، ويسبب وهج الأضواء والشمس، وتشوه الصور التى يراها. وفى بداية المرض قد يصاب الشخص بزيادة فى قصر النظر، لأن العدسة أصبحت كثيفة وبذلك تكون مفرقة للضوء أكثر، مما يؤدى إلى تجمع الأشعة أمام شبكية العين. ويوجد ضعف فى الإبصار ليلاً. وأوضح أن طرق العلاج تبدأ بإزالة المياه البيضاء جراحيا، واستبدال العدسة المعطوبة وهناك بعض الأشخاص يصابون بالمياه البيضاء فى كلتا العينين، ففى هذه الحالة يتم إجراء الجراحة لعين واحدة وهى الأكثر إصابة والأكثر عتامة فقط وبعد أن تستقر هذه الحالة يمكن إجراء الجراحة للعين الأخرى. مضيفًا أن معظم الحالات التى أجريت لهم الجراحة، تمت بأمان وعادت العدسة إلى حالتها السليمة قبل الإصابة بالمياه البيضاء ولكن بعض الحالات تحتاج إلى نظارات قراءة أو رؤية الأشياء البعيدة. مشيرًا إلى أن العملية الجراحية لإزالة المياه البيضاء من أكثر الجراحات فى نسبة الأمان، وتتم بنجاح بنسبة نحو 98% ويستعيد المرض الإبصار بشكل جيد، مع افتراض أنه لا توجد لديهم أى إصابات أخرى بالعين، ويتم إجراء العملية باستخدام مخدر موضعى ولا حاجة إلى المبيت فى المستشفي. أكثر من 98% ممن يجرون عملية إزالة المياه البيضاء تتم لهم أيضاً زراعة عدسة بلاستيكية بداخل العين بدلاً من العدسة الطبيعية، وقبل الجراحة، يقيس الجراح طول العين واستدارة القرنية لدى المريض ليحسب قوة العدسة التى سيتم زرعها ويتم إجراء العملية فى وقت أقل من الساعة، والمريض لا يشعر بألم على الرغم من أنه مدرك من وجود الفريق الجراحى من حوله ويدرى ما إذا كانت عينه مغلقة أو مفتوحة. وبعد أن تتم العملية يتحسن النظر خلال أيام مع استعمال أضيق فتحة ممكنة وعدم وجود غرز بعد الجراحة وقد يضع الجراح غطاء على العين، أما فى حالة استخدام غرز وفتحات كبيرة، فالأمر يأخذ عدة أسابيع. ومعظم الناس يستعيدون نشاطهم وطبيعة عملهم خلال أيام ويمكنك استشارة الطبيب عن الإرشادات التى يجب اتباعها.