تثبت الأيام أن الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين ليس زعيمًا ولا صاحب حس إنسانى عالٍ وفعال للخير فقط وإنما صاحب استراتيجية اقتصادية فعالة أيضا، ويتجسد ذلك بصدق فى ميناء رابغ وهى المنطقة التى يحرم منها جميع المسلمين عند زيارة مكة. ويدشن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة هذا الميناء فى يناير الحالى بل وتتم عمليات تصدير واستيراد فيه لأول مرة. ويقع ميناء رابغ فى قلب مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وتم تطويره من شركة سعودية وتقوم بتشغيله أيضا ويعد ميناء رابغ رافدًا للاقتصاد السعودى عمومًا ويخدم الشركات الصناعية والتجارية التى تصدر منتجاتها وكذلك لرجال الأعمال الذين يستوردون بضائعهم. وميناء رابغ تبلغ مساحته الإجمالية نحو 15 مليون متر مربع ويستوعب 20 مليون حاوية ويتكون من 20 رصيفا عميقا وتصل إلى 18 مترا ولذلك تستوعب أكبر سفن للحاويات فى العالم. فضلاً عن توافر رافعات عالمية متطورة لمناولة الحاويات المتقدمة تقنيا. ويأتى تصنيف ميناء رابغ ليصبح من ضمن أفضل 10 موانئ عالمية: كما يتم لأول مرة أيضا تجهيز الميناء للعمل بنظام الدحرجة لنقل السيارات والمعدات والبضائع ب الصلبة والسائلة أيضا. ويصبح ميناء رابغ ميناء محوريا فى البحر الأحمر حيث يعد محورًا رئيسيا للشحن بين السفن فى مركز واحد وحلقة انتقال واسعة بين آسيا وأوربا مما يقلل تكلفة النقل البحرى ويحقق أيضا السرعة فى تسليم البضائع وسهولة الوصول إلى خطوط السفن العالمية والموانئ الدولية وكذلك سرعة الوصول لمدن المملكة عن طريق خطوط السكة الحديد. ويتم التدشين الفعلى على رصيفى السفن 2.1 بطول 700 متر. ويتم تشغيل رصيف الحاويات رقم 3 بطول 1050 مترا فى أبريل القادم، كما تم إنشاء دائرة جمركية داخل الميناء لإتمام الإجراءات الجمركية للصادرات والواردات بسهولة ويسر باعتباره منفذًا دوليًا، كما تم عمل بنية تحتية توفر كافة الخدمات اللازمة من مياه وطرق وطاقة تفرز الاستثمارات السعودية لإقامة مستودعات ومصانع جديدة تكون فى الظهير العمرانى للميناء. ومن المتوقع أن يكون هناك تعاون بين محور قناة السويس ومحور ميناء رابغ لأن الميناءين يتقاربان فى المقومات الفنية والموقع الاستراتيجى، ونأمل أن يشهد ميناء محور قناة السويس تحركًا إيجابيًا بعد توقف أكثر من عام. كما أن هناك اتفاقية على الأبواب لتفعيل النقل البحرى بين الشقيقتين مصر والسعودية يوقعها وزيرا النقل فى البلدين.