حملة القوات المسلحة لجمع أطفال الشوارع والتى بدأت بمدينة ميت غمر.. واعترافات محمد أحد أطفال شوارع مدينة مطروح والتى قال فيها إنه يتظاهر مع الإخوان مقابل 20 جنيهًا يوميًا، وأن كل أمله أن يرتفع هذا المبلغ إلى 100 جنيه.. خبران يؤكدان خطورة هؤلاء الأطفال.. وأهمية ما أشرت إليه من قبل فى أن هؤلاء قنابل موقوتة جاهزة للانفجار فى كل لحظة. لا يعيب مصر على الإطلاق وجود هؤلاء الأطفال.. فهم موجودون فى كل دول العالم.. ولكن ما يعيبها هو تركهم على حالهم دون النظر إلى حقوقهم.. وبشكل يعرضهم للاستغلال من جانب شواذ الدين والوطن والضمير ليصبحوا كرة من النار تحرق كل مكان تتدحرج إليه. ورغم عدم وجود حصر حقيقى لأعدادهم إلا أن الأرقام التى جاءت ببعض الدراسات الاجتماعية تؤكد أن أعدادهم تتراوح بين 800 ألف ومليون طفل مشرد أو بلا أسرة أو بلا مأوى، وأنهم يتعرضون للاستغلال الجنسى وسرقة الأعضاء.. وهى أرقام تشير إلى أهمية وخطورة وضعهم الحالى.. فهم بذرة جاهزة لتكوين مليونية حارقة.. الأمر الذى يستوجب تضافر جميع الجهود من الدولة والجمعيات الأهلية والمواطنين لتحويلهم من رصاصات ضد الدولة والمجتمع إلى صناع وأيدى عاملة تبنى وتعمر وتكسب ولا تهدم ولا تدمر. إن ما فعله محمد على باشا منذ أكثر من مائتى سنة فى جمع أطفال الشوارع وتعليمهم وتدريبهم وتحويلهم إلى صناع مهرة تجربة جاهزة يمكننا إحياؤها واستعادتها.. وما تقوم به القوات المسلحة حاليًا خطوة على هذا الطريق سوف تكتمل بإحياء فكرة إنشاء مركز لهم على 40 فدانًا فى مدينة 6 أكتوبر.. وهى التى أشرت إليها فى العدد قبل الماضى.. وهى تجسيد للمادة «80» من الدستور الجديد.. ويجب أن نبدأ فى تنفيذها الآن وليس غدًا.. فإما أن ينتمى هؤلاء إلى الدولة وإما يكونوا سببًا فى خرابها!.