واجهت المرأة المصرية فى عام 2013 أزمة حقيقية وعلى وجه التحديد فى النصف الأول منه، أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، فقد كانت المرأة بين مطرقة المتشددين لإلغاء قوانين الأحوال الشخصية، وبين سندان إعادة مفاهيم حق المرأة وعلاقاتها بالمجتمع. قضايا عديدة غيرت مفهوم ونظرة المجتمع للمرأة فى تلك الفترة سواء ما يتعلق بختان الإناث، والزواج المبكر، أو ما يتعلق بإلغاء قانون التحرش، وقانون الخلع، ومنع السفر إلا بموافقة الزوج وطمس هوية المرأة المصرية بصفة عامة. وقد كشفت دراسة حديثة قام بها المجلس القومى للمرأة عن زواج أكثر من مليون طفلة فى سن 16 عامًا منذ عامى 2012-2013، كما رصدت الدراسة زيادة نسبة الوفيات بين أعمار ال 18 عامًا نتيجة للحمل والولادة، كما فجر تقرير مكتب شكاوى المجلس القومى لحقوق الإنسان فى مصر مفاجأة مدوية لم يكن يتوقعها كثير من المصريين بتعرض 64% من نساء مصر للتحرش سواء باللفظ، أو بالفعل فى الشوارع، والميادين العامة، الأمر الذى جعلها تحتل المرتبة الثانية على العالم بعد أفغانستان فى التحرش، وهو ما دعى إلى ضرورة توفير الحماية الأمنية باستمرار لمنع هذه الجرائم. كما كشفت إحصائية حديثة أعدها المجلس القومى للمرأة وفقا لإحصائيات الإدارة العامة لشئون مكاتب تسوية المنازعات بوزارة العدل أن إجمالى المتقدمين لمكاتب التسوية تقريبا 174 ألفا و907 حالات، وبلغت نسبة طلبات الحضانة، والحفظ والضم 5%، ونسبة طلبات الرؤية 4.9%، والنفقات 77%، حيث وصلت مصرفى معدلات الطلاق إلى المرتبة الأولى فى العالم وذلك بحسب دراسة صادرة عن مركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، والتى أشارت أيضا إلى ارتفاع معدلات الطلاق خلال الخمسين عامًا الماضية من 7% إلى 40% وأن عدد المطلقات وصل 2.5 مليون حالة نتيجة المشكلات الاجتماعية التى انعكست على العلاقات بين الأزواج، خاصة الشباب فى السنة الأولى، كما كشفت دراسة أخرى صدرت عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء مؤخرا أن مصر شهدت أكثر من 75 ألف حالة طلاق. هذا وقد أوضح مستشار المرأة فى المجلس الأوروبى صلاح عبدالحميد أن المرأة المصرية تعرضت إلى هجمات شرسة وهدم كيانها وقوانينها الشخصية التى اكتسبتها منذ أعوام طويلة، لم تتعرض إليه آية امرأة فى العالم العربي، ومع ذلك تحركت المياه الراكدة وأن المرأة أول من تصدرت التظاهرات فى الربع الأول من عام 2013، رغم تعرضها للإهانة، والاستهزاء والتحرش والسحل إلا أنها نجحت فى التقدم نحو المضى إلى الأمام لوضع بصماتها، وأصبحت شخصية محورية فى ثورة 30 يونيو، وكانت شريكا أساسيا فى الثورة.