منذ بدء الخليقة ومصر تحاك ضدها المكائد والمؤامرات عبر السنين فكل القوى الخارجية بدءًا من الهكسوس والحيثيين وانتهاًء بالصليبيين وغيرهم، كلهم حاولوا هزيمة هذا الوطن وإذلال شعبه ولكنهم هزموا على أرضه لأن مصر مقبرة الغزاة.. إنهم لا يعرفون أى شىء عن مصر وشعبها فالشعب المصرى سابق كل شعوب العالم وكل الأحزاب والتيارات الذين يحسبونها بحساب المكسب والخسارة. لكن الشعب كان هدفه «الوطن» ليس إلا.. نحن الآن أمام قوى خارجية تساعدها مخابرات دول تتحرك داخل الوطن للأسف ببعض أيادى المغيبين أو فاقدى الوعى والإرادة لتنفيذ أعمال إجرامية إرهابية تستهدف الأبرياء من أبناء هذا الشعب الذى يعلم تمام العلم أنه فى حرب مع الإرهاب الأسود الذى يريد أن يقتلع الزرع والحرث وأن يقضى على الأخضر واليابس. فالأيادى المرتعشة والقرارات المتأخرة والتراخى والمواقف غير الحازمة هى التى ساهمت فى زيادة هذه الضحايا، فالوطن هو قضيتنا الأساسية الآن فليس لنا وطن غيره لن نتخلى عن أداء واجبنا تجاهه فكل المحاولات البائسة والخسيسة لن تثنينا عن استمرارنا فى طريق المستقبل لن يحققوا أهدافهم حتى ولو كان آخر نفس من شرفاء هذا الوطن والمخلصين لمصر الذين يفدون بأرواحهم هذا الوطن... نعم العين تبكى والقلب يدمى لفراق الأحبة من فخر الرجال وشهداء هذا الوطن... فلن تضيع حقوقكم واستشهادكم فى سبيل الواجب والوطن هباء... لنبدأ بناء الوطن ويكون أول استحقاقاتنا من خريطة الطريق هى الاستفتاء على الدستور وتكون «نعم» هى ثمن تضحيات هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بكل غال وثمين لأن مصر هى قضية عمرهم وليبقى عنواننا يوم 15،14 يناير هو «العبور الثانى » لمستقبلنا ولنعبر عنق الزجاجة لنبدأ مرحلة البناء. وليبقى كل على مواقفه فمن لديه خلل فى التفكير فلن يقف الوطن عندهم، فليبقوا على خللهم ومن لا يريد أن يفيق من غيبوبته فليبقى غائبًا عن وعيه الوطنى لأننا لسنا لدينا وطن سواه ونحن مصرون على أن يبقى هذا الوطن لنا ولأبنائنا من الشرفاء الوطنيين الذين يعرفون معنى الوطن والوطنية ليسوا عابرين للقوميات. ونتذكر موقف نبى الله سيدنا نوح عليه السلام عندما أصاب ابنه نوع من الخلل وعصى والده بل اتهمه بالهذيان ولن يركب معه السفينة، وقال نوح لربه أنه ابنى فرد عليه رب السموات والارض ردًا قاطعًا «ليس من أهلك» أى أنه خرج عن إرادتك وعصى أمرك وإيمانك فهو ليس منك. لذلك نقول لمن أصابه الخلل «لقد ختم الله على أسماعهم وابصارهم وقلوبهم» لن يفيدوا هذا الوطن بل سيضروه، هل تعلمون أنهم الآن يخططون لثورة ثالثة بالتعاون مع مخابرات الدول التى لا تريد لمصر الاستقرار وللأسف بأيدى بعض من أبناء هذا الوطن. لأن المسألة كلها بالنسبة للعالم كله أمن إسرائيل وسلامته ومن أجله ترتكب كافة الجرائم، لقد حطموا الجيش العراقى وكفاءة الجيش السورى وهم الآن يريدون إضعاف الجيش المصرى وإرباكه بحصاره من الشرق والغرب والجنوب... لكنى أقول لهؤلاء قولة «نابليون بونابرت» عندما تحدث عن الجيش المصرى الوطنى: «لو أنى أمتلك نصف هذا الجيش لامتلكت العالم كله وسيطرت عليه» هذه هى قوة الجيش المصرى الوطنى لأن المؤسسة العسكرية ببساطة هى العمود الأساسى للدولة المدنية الوطنية. تحية لجيشنا وفخر رجالنا من قواتنا المسلحة ورجال الداخلية وتحية لهذا الوطن الذى ليس لنا سواه ولنستعد للعبور الثانى وهو الاستفتاء على الدستور لاستكمال خريطة المستقبل.