دعنى أسألك: هل استفزك العنوان؟! بالتأكيد استوقفك.. وهو مجرد نوع من الإعلان والتعبير عن الغيظ.. فكيف يكون شعورك وأنت ترى مجموعة من الصيع والبلطجية والسفلة.. وقد تكوموا مثل الكلاب الضالة على علم بلادهم يحرقونه أمام الملايين فى مشهد انخلع له قلب كل مصرى حقيقى.. بينما هؤلاء الأوباش يفعلون فعلتهم الإجرامية بكل تبجح. والمشهد لا يمكن أن يكتمل بدون النظر إلى دماء شهداء الواجب الذين امتدت إليهم يد الخيانة وتساقطوا تباعا هنا وهناك.. لكى نتأكد جميعًا أن من يحب «مصر» بصدق عليه أن يتصرف على أننا فى حالة حرب ضد شيطان يخفى أكثر مما يُظهر.. دينه الحقيقى السلطة وسلاحه الغدر ورايته السوداء يرفعها باسم ...... ورسوله وهما منهم أبرياء.. هل يعلم النطع الجاهل الأحمق الذى حرق العلم.. أنه بذلك يحرق راية البلاد التى انتصرت على الطبيعة فى حرب استمرت لأكثر من عشرة آلاف سنة. مصر التى قادت أول ثورة فى تاريخ الإنسانية وزرعت لتأكل ويأكل غيرها.. كما يطفح هذا المحروق من خيرها.. وهى أول من اخترعت الكتابة وأول من عرفت التوحيد.. وبرعت فى العلوم والفنون.. وقد قدر العبقرى «جمال حمدان» فى كتابه الخالد «شخصية مصر» أن عدد من أسهموا فى صنع الحضارة المصرية عبر أربعة آلاف سنة يزيد على مليار نسمة أى ما يعادل سكان العالم جميعًا فى بداية القرن التاسع عشر. مصر إذا هبة المصريين قبل أن تكون هبة النيل كما قال «هيرودوت».. فهل القاتل لرجال جيشه وشرطته وشعبه مصرى؟.. وهل المخرب المدمر لمبانيها ومؤسساتها.. مصرى؟.. وهل من سكب الزيت وسد الطرق بالطوب والحجارة وعطل الناس وأصابهم بالضرر من الممكن أن يكون من أهل مصر؟! وفى قلبه مثقال ذرة من دين أو إنسانية وفى عقله بقايا «مخيخ». مصر دائمًا ثروتها فى ناسها وأهلها.. فهل أنت منهم أيها المجرم الحقير؟! نعرف جيدًا أن أموال قطر وأطماع تركيا.. وفتونة أمريكا.. وحقد إسرائيل.. ودموية حماس.. وتنظيمات القاعدة.. وما يسمى بأنصار بيت المقدس والإسلام.. والتوحيد والجهاد والسلفية الجهادية.. وآخر هذه العصابات التى لعبت فى أفغانستان حتى احترقت وخرجت من هناك إلى الملعب العراقى.. ومنه إلى سوريا وليبيا واليمن.. وأخيرًا فتح لهم الرئيس السابق أبواب بلادنا على مصراعيه وأطلق لهم مئات المساجين من عتاة الدم كانوا يقبعون خلف القضبان لكى تكتمل عصابة المطاريد الذين استباحوا دماء أهل الإسلام.. وغيرهم باعتبارهم رجال الله وأهل جنته ونعيمه.. وهم مرتزقة مكتوب على لحاهم تحت الطلب لمن يدفع.. ولذلك داسوا على كلمة الوطن واعتبروا الأرض كلها أوطانهم.. تركوا العدو الأول للبلاد والعباد.. وولوا وجوههم العكرة المسودة نحو الأبرياء فى أوطانهم صوبوا إليهم رصاصات الغدر والنذالة.. تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.. والذين قال فيهم القرآن الكريم فى سورة الكهف: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104)) لقد اجتمعت المصالح ضد مصر وأمنها.. بعد أن تم تقسيم السودان.. وتفتيت العراق حتى أصبحت التفجيرات وجبات يومية على مائدة الشعب العراقى العظيم.. ودخلت اليمن إلى دائرة الصراع.. لكى يسهل اصطياد دول الخليج بعد ذلك.. وفى المغرب العربى تم دق المسمار الأول فى تونس.. وإلى جوارها ليبيا ما بعد القذافى، وقد تم تقسيمها إلى سابق عهدها القديم بالأقاليم الثلاثة (برقة - طرابلس - فزان) حسب التوقيت الأمريكى الصهيونى لما يسمى زورا وبهتانا بالربيع العربى.. ووصولا إلى الهدف الأعظم بإعادة تقسيم الوطن العربى مرة أخرى.. وبالمناسبة فإن مصطلح الربيع هذا صناعة أمريكية بحتة. ابن المحروقة أعود إلى تلك اللحظة الفاصلة التى أعلن فيها بلطجية وأغبياء وأتباع الإخوان أنهم لا يستحقون ذرة تراب واحدة من هذا الوطن وقد فتحوا أبوابه لكبار مجرمى التنظيمات الإرهابية وأعطى الكثير منهم صك الغفران وأخرجهم من غيابات السجن.. بل أفسح لهم فى مقدمة الصفوف باعتبارهم الأهل والعشيرة. وجاءت خطوة حرق العلم منسجمة جدًا مع عمليات الاغتيال والتفجيرات والتخريب.. والحرق فى أرجاء الوطن.. ثم إنهم استبدلوا العلم نفسه.. بعلم «رابعة» المستورد من اسطنبول عن طريق الباشمهندس «أردوغان». ولا غرابة فى ذلك فقد حاول المعزول المكشوف عنه الحجاب مبروك الخطوة محمد مرسى استبدال النشيد الوطنى والعلم.. وهو الذى خرج علينا فى ستاد القاهرة يوم الاحتفال بنصر أكتوبر وسط حضور مجموعة كبيرة من قتلة السادات فى نفس اليوم من قبل وهو يلوح للبعض كبطل قومى عبر بالبلاد من الدولة الكبرى إلى الدولة العزبة فى مشهد هزلى يدل على أن سيادته «مش طبيعى».. وأعوانه ومؤيدوه على نفس العينة. احرق العلم يا ابن المحروقة.. ولكنك لن تفلت من هذا الإثم العظيم ولو بعد حين، ثم أيها الملحوس إذا نجحت فى حرق علم.. ماذا أنت فاعل بملايين الأعلام فى قلوبنا وعقولنا؟!