لا يزال التنظيم العالمى للإخوان المسلمين يحاول المرة تلو الأخرى فى طرح التخاريف التى يطلقون عليها مبادرات .. آخر هذه التخريفات شىء لا يصدقه عاقل ولا مجنون – مرسى يرجع لمدة ساعة يعلن فيها التنحى والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة ؟ والغريب والعجيب أن هذه الكلمات وردت على لسان أحد قادة الإخوان ويدعى محمود حسين – فى الحقيقة أنا لا أعرف شيئًا عن هذا الرجل وكنت اعتقد فى البداية أنهم يقصدون محمود عزت القيادى الاخوانى الهارب.. لكن لا يهم من يطرح هذه السخافات مادامت صادرة باسم الجماعة.. الجماعة التى لم يعد لها وجود سياسى بالمعنى المفهوم للكلمة. وبعد السقوط وجدت الجماعة ألا مخرج لها لإثبات الوجود إلا اللجوء لمنهج وأدبيات الإخوان المعروفه والتى دائمًا ما يلجأون اليها فى حالات النكبة والاندحار والتى تبدأ كالعادة بالتوقف المفاجئ ثم التحرك المفاجئ بغرض التخريب المادى والسياسى من خلال قنوات سياسية اعدوها سلفًا لتلعب دور الوسيط .. وهؤلاء الوسطاء قد تم ادخارهم للأزمات والطوارئ والكوارث التى قد تحل بالجماعة .. وهم فى العادة شخوص مشهورة وربما لها حضور مجتمعى بدرجات متفاوتة. ويقوم هؤلاء فى البداية بعرض وجهات نظرهم بعد أن يقسموا بأغلظ الإيمان أنهم ليسوا من الإخوان ويكرروا ذلك مرارًا وتكرارًا - ولعلنا نذكر ما قاله صفوت حجازى بعد القبض عليه وبالحرف الواحد:«أنا لست إخوانيًا أحلف لكم بالطلاق أننى لست اخوانيًا». نعم هكذا يكون الوسيط الاخوانى .. بصريح العبارة أن هؤلاء الشخوص الوسطاء يتزعمهم الآن دكتور سليم العوا .. وسليم العوا لمن لا يعرفه هو محام بارع نشأ فى خدمة جماعة الإخوان وجماعات الإسلام السياسى بكل اخلاص وتفان رغم ادعائه المتكرر بأنه ليس اخوانيًا ؟! إذن فمن أنت؟!. الحقيقة أن العوا اخوانى حتى النخاع ولكن دفعت به الجماعة منذ نعومة اظفاره ليكون من المحلقين فى أفق التنظيم الاخوانى من الخارج – أى أنه غير مسئول تنظيميًا – لكنه يلعب دورًا مهمًا جدًا فهو فى كتيبة الوسطاء والمدافعين الذين يعملون على انقاذ التنظيم فى حالات السقوط والتردى أو فى حالات الصدام السياسى مع أية قوى سياسية أخرى قد تعترض التنظيم أو تقوض أركانه. وهناك وسطاء آخرون نعرفهم جيدًا مثل المحامى منتصر الزيات. وهناك شخصيات سياسية كانت تلعب دور كروت الضغط ولكنها حرقت بعد أن كشفت نفسها مبكرًا أثناء فترة الحكم الاخوانى القصير .. ومن ابرزهم الأخوان أحمد ومحمود مكى .. بالإضافة إلى شخصيات سياسية وإعلامية كانت ومازالت تلعب دور – السنيد – ولكن دون تدخل مباشر فى الاحداث وهؤلاء دائمًا ما يدعون الحيادية وأنهم – لا مع ولا ضد – وأن ما يعنيهم هو مصلحة الوطن العليا !! وأبرز هؤلاء هو الدكتور وحيد عبد المجيد عراب الدستور الاخوانى والذى انكشف دوره الحقيقى مؤخرًا . أما الشخوص الهلامية والتى اختفت من المسرح السياسى وآثرت الانزواء فكان ابرزهم ايمن نور ولحق به البرادعى وأنصاره . أما أخطر ما فى الأمر هى هذه الشراذم الهلامية التى لا لون لها ولا طعم والملقبة بالنشطاء السياسيين .. فهؤلاء قد وجدوا أنفسهم فى قلب المحرقة الاخوانية دون أن يدروا فقد تم الدفع بهم الى هوه سحيقة من السقوط منذ إن رفعوا لافتات – يسقط حكم العسكر – وفى الحقيقة أن هذا الهتاف البغيض كان من صنع الاخوان قبيل انتخابات الرئاسة التى سيطرت عليها الجماعة بمساعدة حركة 6 ابريل والهتيفة من جماعات وشراذم ما كان يسمى إئتلاف شباب الثورة والذى تبين أنه ائتلاف دعم الاخوان. فقد استطاعت الجماعة بسهولة وبراعة استقطاب شباب 6 ابريل وبعض التنظيمات والحركات التى لقبت نفسها بالثورية .. فهؤلاء الشباب كانوا فى البداية اطهارًا شرفاء اتحدوا خلف مبادئ ثورة 25 يناير قبل أن يلوثهم الوباء الاخوانى وكانت لهم مبادئ سرعان ما تحطمت على صخرة المنافع الشخصية والطموحات الوهمية وجو الزعامة والظهور الاعلامى المفرط . ولا ننسى الدور الخفى لما كان يسمى جمعيات المجتمع المدنى الممولة والمدعومة من امريكا والاتحاد الأوروبى .. فهذه الجمعيات كانت تغدق الأموال بالدولار واليورو وبسفه غير مسبوق – ولعل القضية الشهيرة التى تورط فيها بعض العملاء الأجانب وخاصة عملاء – ال C I A الذين ادينوا وتم حبسهم ثم تهريبهم بعد ذلك بسبب الضغوط الأمريكية والأوروبية على المجلس العسكرى الحاكم آنذاك. وخلاصة القول أن كل من يسعى الآن ليلعب دور الوسيط بين الجماعة المدحورة والدولة المصرية إنما يلعب بالنار التى سوف تحرقه سواء كان يدرك خطورة ما يقوم به أو لا يدرك ..لأن الأمر أصبح مكشوفًا ومفضوحًا – واستعير هنا العبارة الشهيرة للفنان فؤاد المهندس:«اتفضحوا فضيحة المطاهر يوم خروجه على المعاش».