إنها أزمة التطابق بين التنظيم والوطن، واختزال الإسلام في الجماعة والتنظيم، وأكثر من يعانون من هذه الأزمة في الساحة الإسلامية هم جماعة الإخوان المسلمين، ومتابعتهم والاحتكاك بهم توصل المرء لحقيقة هامة تعين على فهم السلوك السياسي للجماعة، فلا ريب لديّ شخصياً من أن القوم يحبون الوطن، ويخلصون أيما إخلاص للإسلام، ولأمتهم، مع استدراك بسيط هو أن "الوطن" و"الإسلام" و"الأمة" كلها يتجسد في "الجماعة"، فالجماعة هي الوطن ومصلحتها هي مصلحة الوطن، والجماعة هي الإسلام، ومصلحتها هي مصلحة الإسلام، والجماعة هي الأمة، ومن ثم فإن الإخلاص للجماعة والعمل على المحافظة عليها هو عمل من أجل الدين والوطن والأمة، وحين تُقدم الجماعة على بعض التنازلات، أو بعض المواقف السياسية المستغربة، مثل موقفهم السلبي خلال أحداث محمد محمود التي قُتل خلالها الثوار، فإنما هم يفعلون ذلك من أجل المصلحة الأكبر: مصلحة الجماعة التي هي مصلحة الإسلام ومصر والأمة كلها!! قد يرى البعض في هذه النظرة نحوالجماعة تعسفاً، ولكن حين يُجرب المرء أن يحكم بهذا المنظور على بعض التصرفات التي لا يفمهمها من سلوك الجماعة، فإنه سيكتشف أنه يفهم كثيراً مما لم يكن يفهمه من قبل، وأن التنظيم لدى الإخوان المسلمين قد تحول لغاية، وإلى "حياة كاملة" يعيشها الأفراد وتغنيهم عما خارجها!! ولا تنجو التيارات الإسلامية الأخرى من أزمة التنظيم هذه، ولكن بشكل أقل، فهم لا يحملون تراث ولا جسد جماعة عريقة كالإخوان المسلمين، والجماعة لم تكن لهم يوماً الملاذ من النظام وظلمه، مثلما كانت بالنسبة للإخوان طوال عقود، ولن نجد جماعة إسلامية حاولت احتواء أفرادها والهيمنة على عقولهم وحياتهم مثلما تفعل جماعة الإخوان، ربما باستثناء جماعات التكفير التي كانت تُقنع أفرادها بأنهم هم المسلمون الموحدون في مجتمع جاهلي كافر أو فاسق، وهذه الجماعات كما قلنا ليس لها تاريخ جماعة الإخوان، ولا انتشارها ولا قدرتها على الصمود في مواجهة النظم الحاكمة!! لقد جاءت زلة لسان من القيادي الإخواني صبحي صالح عقب ثورة يناير لتلمح لهذه الحقيقة، ففي تسجيل فيديو مشهور للرجل أعلن رفضه أن يتزوج الشاب المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين من فتاة غير إخوانية، لأنه في هذه الحالة "يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير"، ولن تجد الفتيات الإخوانيات من يتزوجهن من شباب الجماعة حين يتزوجون من فتيات غير إخوانيات!! صحيح أن الإخوان حاولوا تدارك هذه الكلمات التي أغضبت الفتيات المتدينات، خاصة، وصفها لهن بأنهن أدنى من فتيات الإخوان، ولكن الكلمات تبقى مؤشراً للفكرة التي نحن بصددها، وهي اختزال الإسلام في الجماعة، وتقديسها ورفعها لمستوى الوطن والأمة!! حين تتأمل أدبيات الإخوان المسلمين الموجهة لأعضاء الجماعة، تلمس هذه الحالة من الاحتواء للأفراد، وتلمس محاولة لجعل الجماعة عالماً خاصاً يُغني الأعضاء ويستأثر بهم عن بقية العوالم، فتجد كتيبات تُوزع على المرشحين لعضوية الجماعة تقارن الجماعة بغيرها من الجماعات الإسلامية، وتخلص في النهاية إلى أنها الجماعة الأكثر شمولاً، والأعرق، والأقدر على تجسيد الإسلام وتحقيق رسالته!! كما تجد كتيبات تخوض في أدق التفاصيل في حيوات المرشدين السابقين، لتجعل منهم القدوة والرمز الملهم للأعضاء، وكتيبات ترى التاريخ المصري بعين الجماعة وبميزان رسالتها، وكتيبات تتناول العقيدة الإسلامية والأخلاق من منظور إخواني، بل يختارون للأعضاء كتب الفقه والسيرة المحسوب مؤلفوها على أعضاء الجماعة، مثل "فقه السنة" للسيد سابق، و"فقه السيرة" لمحمد سعيد البوطي!! وفي مجال العلاقات الاجتماعية يحرص أعضاء جماعة الإخوان على التصاهر والتزاوج، لذا لا تعجب حين تجد خيرت الشاطر نائب المرشد، متزوجاً بشقيقة محمود غزلان المتحدث الرسمي للجماعة، أو أن الرئيس محمد مرسي تربطه علاقة مصاهرة بالإخواني أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى، وفي المستويات التنظيمية الأقل تجد الظاهرة نفسها. وعلى مستوى العلاقات بين الأعضاء تحرص الجماعة على تقوية الروابط الإنسانية بين الأفراد، عبر التركيز على قيمة الأُخوة، التي تتجسد في التعارف بين أعضاء الجماعة وتزاورهم واختلاطهم اليومي وتسامرهم ليلاً، وتناولهم الطعام في شهر رمضان وغيره بشكل جماعي، ومبيت بعضهم عند بعضهم الآخر، وتبادلهم المساعدات المالية والعينية والخدمات، وممارسة الأنشطة الرياضية معاً، والحرص على طقوس وإشارات وشعارات معينة في غالب أنشطتهم الجماعية، وغرس فكرة التميز والتفرد في نفسية أعضاء الجماعة، وليس أكثر تمييزاً للمرء من أن يتجسد فيه الإسلام، وينتمي لدعوته الشاملة، كما يغرسون في نفوس الأعضاء!! وعلى المستوى الاجتماعي كذلك تحرص الجماعة على مساعدة أعضائها مالياً، فتوظف بعضهم داخل مؤسسات اقتصادية تابعة لهم داخل مصر وخارجها، مثل المدارس الخاصة والمستشفيات، والأعضاء الفقراء الذين لديهم أعمال بالفعل ولكنها لا تكفي احتياجاتهم، يقوم باقي الأعضاء بجمع مبالغ مادية لهم ليستخدموها في بدء أنشطة تجارية تُحسن من ظروفهم المالية. وهكذا تتحول الجماعة لمجتمع متكامل بديل للمجتمع العام، وتصبح الجماعة هي كل شيء في حياة عضوها، لذا يكون من أصعب القرارات على العضو الذي أمضى فترة داخل الإخوان أن ينشق على الجماعة أو أن يستقيل منها، فروابطه بها تتشعب في مجالات حياته، وتمتد من حياته الوظيفية لحياته العامة، ولدوائر معارفه وصداقاته. والجماعة نفسها تدرك ذلك لذا فإن أقسى عقوبة توقعها على من تبغي معاقبته من أعضائها أن تأمر الأعضاء الآخرين باعتزاله وتجنب الحديث معه أو الاختلاط به، وهي عقوبة جد قاسية للغاية، ولنا أن نتخيل مشاعر المرء وهو يرى من اعتاد مخالطتهم ومؤاكلتهم طوال سنوات يتجنبونه فلا يلقون عليه التحية، ولا يهشون لمرآه كما كانوا يفعلون، وكأنهم ما عرفوه يوماً، دعك من فصله من وظيفته إن كان يعمل في مؤسسة يملكها الإخوان، ومن تشويه السمعة الذي يلحق به بعد تركه الجماعة، فالجماعة التي تعتبر نفسها تجسيداً للدين وحاملة لرسالته لا تقبل أن ينشق عليها عضو، ولا تتقبل أن تتحمل هي المسئولية الأدبية في هذه الحالة، فالخطأ لابد أن يكون منه هو، والتقصير منه هو، أما هي فدعوة مباركة معصومة لا تخطئ ولا تتنكب الطريق، والجملة التى تتردد في صفوف الجماعة في هذه الحالة هي أن: "الجماعة تنفي خَبَثَها"، وأنه من الطبيعي أن يتساقط أفراد على طريق الدعوة!! ولك أن تتخيل أن يُوصف أفراد بالقيمة التاريخية داخل الجماعة مثل عبد المنعم أبو الفتوح، ومحمد حبيب، وكمال الهلباوي، ومختار نوح، بأنهم "خَبَثَ" نفته الجماعة عن صفوفها، لذا فمن الطبيعي أن تتولد حالة من العداء بين العضو المنشق أو المستقيل وبين الجماعة، وتستمر بعد ذلك سنوات، مثلما هو الحال بين قيادات حزب الوسط التي انشقت على الجماعة، واستمر العداء بينها وبين قيادات الجماعة من بعد الانشقاق سنوات طويلة!! كما كان من الطبيعي أن ترفض الجماعة وبقوة تأييد عبد المنعم أبو الفتوح في الانتخابات الرياسية، حين لم يكن لها مرشح في الانتخابات الرئاسية، فقد خرق أبو الفتوح قاعدة السمع والطاعة، وتحدى قيادات الجماعة وأعلن ترشحه للمنصب دون موافقتها، ولم يكن ممكناً مكافأته على ذلك بتأييده في الانتخابات، بل تردد في الكواليس السياسية أن قيادات الجماعة عملت على إقناع المفكر الإسلامي محمد سليم العوا بخوض الانتخابات الرئاسية، وذلك لأن عبد المنعم أبو الفتوح صرح في بدايات إعلانه عن عزمه الترشح للرئاسة أنه على استعداد للتراجع عن الفكرة إذا أعلن المستشار طارق البشري أو الدكتور العوا ترشحه للمنصب، وكان هدف الإخوان من ذلك هو الخلاص من الحرج الذي ستقع فيه الجماعة أمام قواعدها وأمام عموم الإسلاميين إن وصل أبو الفتوح لجولة الإعادة أمام مرشح غير إسلامي، وكان الحل الذي أراح الجماعة أخيراً من كل حرج هو ترشيح د.محمد مرسي للمنصب. إن هذه الحالة من اختزال الكل في الجماعة، هي ما جعل الإخوان المسلمين يبلغون مبلغاً غير مسبوق في خصومتهم مع عبد المنعم أبو الفتوح، ويستشعرون خطراً شديداً من نجاحه، استشعاراً يزداد مع التمادي في الخصومة، وقد وصل الحال ببعض قيادات الإخوان أن وصفوا أبو الفتوح في إحدى جلسات ما سمي ب"جلسات توضيح الرؤية" بأنه في حال وصوله لرئاسة الجمهورية سيفعل بالإخوان ما فعله بهم جمال عبد الناصر، وأنه سيلغي الحجاب وسيغلق المساجد، فضلاً عن اتهامه بالعلمانية وفساد العقيدة!! هذه الحالة من الاختزال اختزال الدين والوطن في الجماعة انتقلت إلى الثورة نفسها، فقد حاول الإخوان اختزال الثورة في الجماعة، مدعين أنهم أصحاب الثورة الحقيقيون، وأنهم عملوا سنوات من أجل تفجيرها، وحين تفجرت حموها وحموا من كانوا في ميدان التحرير، خاصة يوم ما عُرف ب"موقعة الجمل"، وأنه لولاهم لذُبح الثوار في الميدان، وحتى وائل غنيم المنسوب إليه صفحة "كلنا خالد سعيد" التي أشعلت شرارة الثورة، نقَّب الإخوان في ماضيه ووجدوا فيه جذوراً إسلامية، ثم اكتشفوا أن شريكه في إدارة الصفحة، ويُدعى عبد الرحمن منصور، هو شاب ينتمي للإخوان!! وانطلاقاً من هذه الحالة، التي ترى في الثورة "ثورة إخوانية" في جوهرها، فقد اعتبر الإخوان أن البرلمان الأول بعد الثورة الذي حصلوا فيه على 45% من المقاعد هو برلمان الثورة، وثمرتها الكبرى، والممثل الشرعي لها، لذا نجد عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة يًصرح عقب افتتاح الدورة الأولى لمجلس الشعب بأن الشرعية انتقلت من الميدان للبرلمان، وأن البرلمان هو الممثل الشرعي للثورة دون غيره، ونجد الإخوان يعتبرون صراع المجلس العسكري معهم على السلطة "مؤامرة على الثورة"، ويحاولون تصوير صراع محمد مرسي مع المجلس عقب نجاحه في الانتخابات بأنه صراع بين "الثورة" وأعدائها. وهذه الحالة من الاختزال تربط نجاح الثورة بنجاح الإخوان في حصد مكتسباتها، وتُعميهم عن الأخطار على الثورة ما داموا يكسبون أرضاً سياسية جديدة، فقط تكون الثورة في خطر إن كانت مصالح الإخوان السياسية في خطر، لهذا نجد الإخوان يضحون بدماء الثوار في أحداث محمد محمود، ومجلس الوزراء، من أجل إتمام الانتخابات البرلمانية، ثم يخرج محمود غزلان المتحدث باسم الجماعة في بدايات يناير 2012م ليعرض على أهالي الذين استشهدوا على أيدي المجلس العسكري قبول الدية، وعفا الله عما سلف طالما سيخرج المجلس من الحياة السياسية ويسلم السلطة للإخوان، فهذا في نظر الرجل وإخوانه أعظم انتصار للثورة ويستحق التضحية من أجله ببعض الشهداء!! ونجد شباب الجماعة في ميدان التحرير يوم 25 يناير 2012م يحتفلون بنجاح الثورة، وحولهم طوفان من الثوار المنادين باستكمال أهداف الثورة وإنقاذها من المجلس العسكري، وحين يناقشهم شباب الثوار في أسباب احتفالهم ودماء شهداء الثورة لمّا تجف بعد، يجيبهم شباب الجماعة بأنهم يثقون في حفاظ المجلس العسكري على الثورة وأهدافها!! وكانت الجماعة يومها مطمئنة بعد يومين من افتتاح البرلمان الذي يمثلون الأكثرية فيه!! ونجد الجماعة تعتبر فوز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية انتصاراً للثورة، ونجد من شباب الجماعة من يزعم في نقاش معي في ميدان التحرير يوم 25 يناير 2012م أن الجماعة هي من أنشأت حركة "كفاية" عام 2004م، لتكون أول جبهة سياسية تطالب الرئيس حسني مبارك بترك الحكم، والتراجع عن فكرة توريث الحكم لابنه!! وهذه الحالة من اختزال الثورة في الإسلاميين، والإخوان خصوصاً، ساعدت الإسلاميين عموماً على خوض حرب إعلامية ونفسية ضد فصائل أخرى من الثوار، في الأشهر التالية لخلع حسني مبارك، فنجد الداعية صفوت حجازي في أكتوبر 2011م يتوعد في لقاء جماهيري بالإسكندرية بفضح شباب الثوار الذين فروا من ميدان التحرير ليلة "موقعة الجمل" ليشربوا الخمر ويعربدوا في إحدى شقق منطقة العجوزة القاهرية !! وفي يناير 2012م تحدثت جريدة "الحرية والعدالة" الناطقة باسم حزب الإخوان المسلمين، ومعها عدد من القنوات الفضائية الإسلامية، عن الاشتراكيين الثوريين، المخربين، الذين يبغون تقويض دعائم الدولة المصرية وهدمها، وأطلقت عليهم "الأناركيين"، وحذرت منهم تحذيراً شديداً، ومما ينتوون فعله يوم 25 يناير 2012م!! ولم تنجُ حركة "6 إبريل"، ومشاهير شباب الثورة من لسان الداعية "خالد عبد الله" على قناة "الناس"، فتطاول على الجميع: وائل غنيم، والناشطة أسماء محفوظ، و إسراء عبد الفتاح صاحبة الدعوة للإضراب عام 2008م ، ود.محمد البرادعي، وسمى الشيخ حركة 6 إبريل (6 إبليس)، وسخر من الفتاة التي عراها الجيش في أحداث مجلس الوزراء، وانبرى بدوره الشيخ محمد حسان على جبل عرفات في نوفمبر 2011م ليدعو الله للمجلس العسكري في مواجهة من يرغبون في كسره ونشر الفوضى في مصر، كما كسروا الشرطة من قبل!! ومن قبلها في مارس 2011م أطلق الشيخ حازم شومان من فوق المنبر نيران مدفعيته على الليبراليين، وعلى الدكتور محمد البرادعي الذي سينزع الحجاب عن الأمهات المصريات بدعوى الليبرالية!! وفي الشهر نفسه احتفل الشيخ محمد حسين يعقوب بغزوة الصناديق التي فاز فيها الإسلاميون على كارهي الشريعة وأعداء الإسلام!! وتحدث الدكتور سليم العوا في بيان أصدره في يونيو 2011م عن "شياطين الإنس" الذين يدعون لسن الدستور قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ومعروف من يقصد العوا!! هذا الاختزال للثورة في الجماعة لم يقتصر على الإخوان المسلمين، ولكنه كان الأظهر فيهم، وإلا فإن التيارات الإسلامية الأخرى تبدو لديها النزعة نفسها، ولكن غياب التنظيم الموحد في الحالة السلفية، يجعلها أقل بروزاً، كما أن التباينات داخل الدعوة السلفية تجعل بعض الأجنحة السلفية أقرب للثورة، وبعضها أقرب للثورة المضادة، وقد بدا الاختزال السلفي للثورة في أكثر من مشهد، كان من أظهرها ما سمي ب"جمعة الشريعة"، حين اجتمع الإسلاميون بمختلف تياراتهم في ميدان التحرير يوم الجمعة 29 يوليو 2011م رافعين شعار تطبيق الشريعة والحفاظ على الهوية الإسلامية لمصر، يومها حمل بعض السلفيين الأعلام السعودية، فيما بدا كأنه رسالة للغرب ولعلمانيي الداخل أن الثورة إسلامية وستظل كذلك!! كذلك شارك السلفيون بقوة في تحريض المواطنين على الموافقة على التعديلات الدستورية في استفتاء 19 مارس من منطلق أن تحافظ الثورة على المادة الثانية من الدستور، وعلى الشريعة الإسلامية!! وفيما بدت أجنحة سلفية أكثر ثورية من باقي السلفيين، مثل تلاميذ الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، الذين لم ينقطعوا طوال عام مضى عن الهتاف بسقوط العسكر، ومثل أبناء السلفية الجهادية الذين شاركوا الثوار الاعتصام في أثناء أحداث محمد محمود، فإن أجنحة سلفية أخرى مالت لنهجها القديم في مهادنة النظام الحاكم، الذي تمثل منذ 11 فبراير 2011م في المجلس العسكري ، بل وجدنا قيادات سلفية سكندرية تسعى لأهالي شهداء الإسكندرية تقنعهم بقبول الدية عن قتلاهم، مقابل سحب بلاغاتهم ضد ضباط وأفراد الشرطة الذين قتلوا المتظاهرين في أحداث الثورة الأولى!! Comment *