هل تكون حادثة مزلقان دهشور التى راح ضحيتها 27 قتيلًا هى الأخيرة فى مسلسل حوادث السكة الحديد؟.. الإجابة بالطبع «لا» مادامت المزلقانات بوابة للموت خاصة أن مزلقانات السكة الحديد التى يبلغ عددها 1300 مزلقان مازال معظمها يعمل بالنظام اليدوى عن طريق ذراع عامل المزلقان وبعضها تم تطويره ليعمل أتوماتيكيًا ولكن لايزال الخطأ البشرى قائمًا بسبب قلة حيلة عامل المزلقان وتعرضه للتعدى من السائقين وعدم توفير مكان آدمى يحميه من حر الصيف وبرد الشتاء ودورة مياه آدمية يقضى فيها حاجته. تقول هيئة السكة الحديد أنها تعد مشروعًا ضخمًا لتطوير المزلقانات حسب أهميتها وكثافة المرور عليها. ولكن لابد من حلول عاجلة لوقف نزيف الدم على القضبان. وضرورة تطبيق قانون المرور على من يخترق المزلقانات أثناء تشغيلها وتوفير عسكرى شرطة مع عامل المزلقان لتطبيق غرامة خرق المزلقان فوريًا. ويتعين إقامة دورات تدريبية لتأهيل عمال المزلقانات وإجراء رقابة مستمرة عليهم لمنع تقاعسهم وإهمالهم. وعقب وقوع الحادث قرر الدكتور إبراهيم الدميرى وزير النقل إقامة كوبرى علوى على طريق الواحات فوق خط السكة الحديد على أن ينتهى العمل فيه قبل يونيو القادم وذلك لأن حادث قطار دهشور وقع بسبب اقتحام أتوبيس رحلات وسيارة نقل منفذ الفيوم الواقع بالكيلو24 خط التبين الواحات البحرية واصطدامه بقطار أسوان أثناء مروره على القضبان وكان المزلقان منتظمًا فى تشغيله بأجراس الإنذار والأنوار، وخفيرا المزلقان متواجدان أثناء الحادث وتسبب اندفاع سائقى الأتوبيس والسيارة النقل وعدم اتباع تعليمات المرور عبر المزلقان فى وقوع الحادث بالمخالفة للقانون277 لسنة1959 الذى ينص على مناظرة خط السكة الحديد يمينًا ويسارًا. ويقول المهندس حسين زكريا رئيس هيئة السكة الحديد إن الهيئة تجرى عدة مشروعات لتطوير المزلقانات وكهربة خط قطار الإسكندرية. القاهرة وعمل تحكم مركزى لحركة القطارات بتكلفة نحو مليار جنيه. والعمل جار بالفعل فى المشروع وتم تمويله عن طريق البنك الدولى. كارثة المزلقانات وأوضح المهندس خالد فاروق نائب رئيس هيئة السكة الحديد للبنية الأساسية: إجمالى عدد مزلقانات الهيئة (1332) مزلقانًا موزعة على جميع الخطوط من أسوان إلى الإسكندرية وكذلك خطوط وسط الدلتا. ويقول الدكتور محمد حافظ أستاذ هندسة السكة الحديد بجامعة الإسكندرية إن كارثة المزلقانات ليست مسئولية هيئة السكة الحديد وحدها ولكن يتداخل معها أيضا بعض السلوكيات الخاطئة للمواطنين خصوصًا يعد 25 يناير وما أعقبها من فوضى وإهمال وغياب الأمن بشكل عام فليس مقبولًا أن يقتحم سائق الأتوبيس المزلقان المغلق من أجل السرعة والرعونة والاحتمال الأكبر أن يكون سائق الأتوبيس والسيارة النقل قد نسى أن القطارات قد عادت للعمل بعد توقف حوالى شهرين ولكن فى كل الأحول يجب التزام المارة والسائقين بعدم العبور إذا كان المزلقان مغلقًا، وهناك احتمال كبير لاقتحام المزلقان حيث تبين أن سائق الأتوبيس أخد جزءًا من الجنزير الكائن فى المزلقان. تطوير المزلقانات وتنفذ عدة شركات أسبانية وهندية بالتعاون مع كلية هندسة القاهرة مشروعات لتطوير مزلقانات السكة الحديد فى مصر وتبدأ بالمزلقانات الأكثر أهمية من حيث موقعها وكثافتها المرورية ثم الأقل أهمية من حيث الحركة. وهناك مزلقانات ميكانيكية يتم العمل فيها يدويًا وأخرى بنظام التحكم الأتوماتيكى والكهربائى عن طريق اتصالها بالبنوك الكائن عند مدخل المحطة. وتم بالفعل تطوير54 مزلقانًا شاملَا من إجراء نظم تحكم وأعمال هندسية. كما تم إجراء أعمال مدنية فقط دون نظم التحكم لحوالى 178 مزلقانا. كما تم التعاقد على تطوير75 مزلقانا آخر بالأعمال المدنية وطرح 75 مزلقات آخر لأعمال التطوير حاليًا. وتختلف أهمية المزلقانات حسب الكثافة المرورية فى حجم سيارات النقل التى تمر عليها وكذلك أحجام البضائع والمحاصيل الزراعية خصوصا فى محافظات وسط وغرب الدلتا، ونظرا لأهمية بعض المزلقانات وكثاقتها المرورة وحجم سيارات النقل التى تعبرها ثم إسناد مباشر لعدد 297 مزلقانًا على شركة النيل للطرق والكبارى وهى إحدى الشركات التابعة لوزارة النقل. وتصل تكلفة تطوير المزلقان الواحد إلى نحو مليونى جنيه إذا كان تطويرها يشمل التحكم الأتوماتيكى وأعمالا مدنية. أما إذا كانت أعمالا مدنية فقط فقد تصل تكلفتها إلى حوالى مليون جنيه فقط. كما تتفاوت التكلفة حسب الظروف المحيطة بمداخل المزلقانات إذا كانت أرضيتها رخوة أو صلبة تحتاج إلى نفقات مالية عالية. العشوائية مستمرة ويشير الدكتور محمد حافظ أستاذ هندسة السكة الحديد إلى أن هناك مزلقانات عشوائية حيث يقوم بعض الأهالى بعمل فتحات فى أسوار حرم السكة الحديد ينفذون منها توفيرًا للوقت وتتسع هذه الفتحات أحيانًا لمرور السيارات نصف النقل وهذا يخفى أخطارًا إضافية على حوادث القطارات لأن هذه المزلقانات العشوائية ليست لها إشارات أو أنوار ولا يعمل عليها خفير أو عامل من الهيئة، وبالتالى فإن خطورتها أكثر من المزلقانات القائمة فى خدمة وحرم السكة الحديد. وتعانى معظم المزلقانات على خطوط هيئة السكة الحديد من عدم وجود دورة مياه لعامل المزلقان مما يضطر للذهاب لأقرب مكان لقضاء حاجته، وتركه المزلقان يعملون يحدث حالة فوضى ويكون عرضه للحوادث ويتعين توفير مكان أمن للعامل عبارة عن مكان مغلق فى الهواء الطلق والعزاء حتى فى الظروف الجوية المتقلبة من الحر والشتاء. ويتعدى بعض سائقى الميكروباص والنقل على عامل المزلقان لإجباره على فتح المزلقان لعبورهم خصوصًا فى أوقات الذروة وقد يناله بعض السباب والشتائم ولذلك لابد من وجود عسكرى شرطة على كل مزلقان خصوصًا فى التجمعات السكنية الكبيرة. عقوبات رادعة هذه الفوضى تتطلب تطبيق القانون على سائقى الميكروباص والأتوبيس اللذين يقتحمون المزلقانات أثناء الإنذار والصفارة بحظر العبور أثناء قدوم القطارات. ولكن نظرًا لعدم وجود عسكرى مرور فى معظم المزلقانات يتم خرق القانون والعبور عنوة رغم وجود عامل المزلقان. والمعروف أن غرامة عبور المزلقان أثناء الإنذار تصل إلى ألف جنيه وتكون فورية. وترى المهندسة نجوى ألبير ضرورة عمل دورات تدريبية لعمال المزلقانات على كيفية التعامل مع المارة وأصحاب السيارات الملاكى والنقل، هذا الاقتراح مطروح للتطبيق عند إعادة تشغيل معهد وردان التابع لهيئة السكة الحديد. ويتعين على قطاع البنية الأساسية المسئول عن المزلقانات بهيئة السكة الحديد عمل رقابة دائمة على عمال المزلقانات حيث إن بعضهم يترك مكان عمله وبعضهم الآخر يعمل شاى يبيعه للسائقين العابرين للمزلقان، ويحدث ذلك خصوصًا فى مزلقانات المحافظات الكائنة فى وسط الدلتا.. دون أية رقابة من الهيئة.