فى عهد النظام السابق كان باسم يوسف وبرنامجه «البرنامج» يحظى بنسبة مشاهدة عالية لم يصل إليها برنامج قبله وذلك يرجع إلى نقده الساخر للواقع الذى تعيشه مصر بمختلف معطياته.. وقد قيل بعد سقوط الإخوان ورئيسهم الدكتور محمد مرسى إن ل باسم يوسف وبرنامجه دورًا كبيرًا فى هذا السقوط الذى أعقبته فترة توقف دامت مايزيد على قبلاته أشهر عاد بعدها باسم إلى الشاشة من جديد بحلقة من حلقاته النارية الأسبوع قبل الماضى. الحلقة كانت صادمة للجميع بلا استثناء الوحيد الذى لم يصُدم بها هو فريق البرنامج نفسه وعلى رأسه باسم يوسف ردود الفعل الغاضبة و العنيفة التى خلفتها الحلقة ووصلت إلى حد التكفير والبلاغات الكثيرة المقدمة للنائب العام تحوى اتهامات بالخيانة العظمى وزعزعة استقرار البلاد كانت بحجم القنابل التى نزع فتيلها باسم على مدار الدقائق التى يظهر فيها باستثناء فواصل الإعلانات خاصة تلك القنبلة التى اختتم بها البرنامج وهى الحوار التلفزيونى مع «جماهير» سيظل «باسم يوسف» وبرنامجه مسار حديث وجدل للأيام المقبلة شأنه شأن مايحدث حاليا فى مصر ولا يعرف أحد متى سينتهى وعلى أى صورة ستكون النهاية. «أكتوبر» رصدت حالات الجدل الواسعة عقب البرنامج وبحثت داخل برنامج «البرنامج» وداخل قناة «cbc» لتصل إلى معلومات لم تنشر من قبل خاصة عن الحلقة الأخيرة مثار الحديث والجدل ومن بين الذى رصدته ووصلت إلى تفاصيل عنه ماسمى ب «الورقة السرية» والتى تم تداولها وقيل إنها تحوى تفاصيل خطة البرنامج فى المرحلة المقبلة وكان بداخلها حسبما توصلت «أكتوبر» طلب باسم من فريق الإعداد تناول وزير الدفاع فى أول حلقة وأول حلقتين لكى يعطى مصداقية للبرنامج وكتب باسم فى الورقة السرية «الرئيس والحكومة دوس براحتك و أضاف بالراحة على الرئيس والداخلية كما علمت «أكتوبر» أيضاً بعض المعلومات عن علاقة باسم يوسف بالأمريكان وهى أن المستشارة الإعلامية كانت تعمل مسئولة إعلامية بالسفارة الأمريكية فى القاهرة وهى التى ساهمت فى حصول باسم يوسف على جائزة جريدة «التايم نيوريوك» وتكريمه كأفضل 100 شخصية مؤثرة فى العالم. ومن المعلومات أيضا أن هذه السيدة كانت تعمل فى شركة «الباحث» الإلكترونية الأمريكية وأنها كانت من ضمن الحضور فى حفل تنصيب الرئيس الأمريكى باراك أوباما. وأفادت المصادر أن باسم كان متواجدا فى أمريكا منذ 3 شهور فترة توقف البرنامج وأنه التقى شخصيات بارزة فى الكونجرس الأمريكى ورجال أعمال وإعلاميين أمريكان خلال هذه الفترة قبل بدء الموسم الجديد من برنامجه. وعن الحلقة وتصويرها وحسب مصارد من داخل القناة كشفت أن الإعلامى باسم يوسف يتقاضى عن برنامجه مبلغ يتجاوز العشرة ملايين جنيه إضافة إلى نسبة كبيرة من الإعلانات وكشفت المصادر عن حضور محمد الأمين رجل الأعمال ومالك قنوات «CBC» تصوير الحلقة الأخيرة لبرنامج البرنامج هو ومحمد هانى رئيس القناة على الرغم من إصدار القناة لبيان تعتذر فيه للشعب المصرى عن الإساءة والإيحاءات التى ذكرت فى الحلقة. وأضافت المصادر أن باسم قام بارسال الحلقة إلى القناة قبل إذاعتها بساعة واحدة حتى لايستطيع أحد مشاهدتها ووضع القناة تحت ضغوط الأمر الواقع. وحول تقييم الحلقة فنياً ومدى تأثيرها على المجتمع والتكيف القانونى لماورد فيها يرى الدكتور ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامى أن باسم يوسف قدم نوعا من الإعلام الساخر مشيراً إلى أنه لابد أن نعلم جميعاً أن السخرية تقبل جميع المبالغات واللعب على التناقضات. وأضاف عبد العزيز أن باسم فى الحلقة خرج من نطاق الحيز الفنى إلى الحيز السياسى وبالتالى انقسم الناس حوله مابين مؤيد ومعارض ليس على قدرته على الإبداع وتوصيل الفكرة وإنما حول ما ظهر من توجه سياسى فى الأحداث السياسية الجارية. وأوضح عبد العزيز أنه من ناحية المنظور الفنى حظيت الحلقة باهتمام كبير بينما الخروقات والتجاوزات التى نسبت إليه تتعلق برؤية ذات طابع قانونى. لافتا إلى أن باسم لم يوجه النقد إلى الجيش أو القوات المسلحة إنما النقد كان موجها صوب الجماهير التى تعشق الجيش المصرى والقوات المسلحة وأن رسالته التى وجهها فى الحلقة كانت أن الشعب احتار مابين ماحدث فى 30 يونيو وإن كان ثورة أم إنقلابًا. مسئولية جماعية أما الدكتورة سوسن فايد أساتذة علم الاجتماع فترى أن الحلقة الأخيرة ل باسم يوسف لمست موضوعات هى بالفعل تحتاج إلى النقد لأن الأخطاء التى ترتكب سواء من قبل المجتمع أو القيادة السياسية تحتاج للنقد غير أن هناك تحفظًا على الأسلوب والألفاظ التى تناول بها باسم تلك الأخطاء من خلال الإيحاءات الجنسية والألفاظ الخارجة وحملت فايد طاقم العمل بالكامل من إعداد وإخراج مسئولية تصدير تلك الأعمال للجمهور والإهانات التى توجه إلى بعض الشخصيات وأوضحت أستاذة علم الاجتماع أن طاقم عمل البرنامج فضل أن يخاطب الجمهور بلغة العشوائيات ومن يعيشون فيها وهى الفئة الأكثر أمية ثقافيًا وهم يستحسنون هذه الالفاظ إلا أنها حذرت من تأثير تلك اللغة على الطبقات المتوسطة والعليا من خلال ما يدور فى بعض البرامج واستخدما بعض المثقفين لهذ اللغة وتلك الألفاظ الخارجة مشددة على ضرورة محاربة تلك التصرفات التى أصبحت تهدد المجتمع وأشارت فايد إلى ضرورة أن يكون دور لوزارة الثقافة والمراكز الثقافية فى إحياء وترقيق اللغة والترفع بالثقافة. حبس وجوبى من جهته يقول المستشار فايد النجار رئيس محكمة جنوبالقاهرة الأسبق إن الإعلامى باسم يوسف يواجه عقوبة الحبس الوجوبى والتى تنص عليها المادة 308 من قانون العقوبات حيث تنص المادة على أن الحد الأدنى للحبس لايقل عن 6 شهور والحد الأقصى لايزيد على 3 سنوات لانه طعن فى عرض الأفراد وسمعة العائلات. وأوضح النجار أنه فى حالة تطبيق القانون سيتم معاقبته على الألفاظ الخارجة والإيحاءات الجنسية والتى لايستطيع إنكارها لأنها منشورة على النت وثابتة وأنها الفاظ مخلة بالآداب العامة. وأشار النجار إلى أن البلاغات التى تم تقديمها ضد باسم من الطرفين الإخوان ومن أنصار الجيش لأنه استخدام ألفاظ خارجة ضد كل من الفريق السيسى والرئيس السابق محمد مرسى وهذه الألفاظ تتعلق بالسب فقط وليس القذف فالأخير له ألفاظ معينة.